هجرة في الهجرة النبوية
مُهـــاجرٌ.. ترَكَ الأحـبابَ.. والوَطَنا والذكريـاتُ تنادِي، هاهُنا.. وهُنا:
يا"مُصْطَفَى"سادةِ البطحاء،ياقمَراقد أوْرَثَتْهُ النُّبُوءاتُ الهُدَى الحَسَنَا
لا غـارَ..لا شِعْبَ.. لا وادٍ.. ولا جبلٌ إلا يُنادِي: ببيْتِ اللهِ.. طبْ سَكَنَا
أنت الأمــينُ.. ولا يُــدْعَى بها أحدٌ إلاكَ.. لا.. لا تسر.. يا سَيِّدَ الأُمَنا
قد أنذرَ المَلأُ الأعْلى النبيَّ.. بما قدْ بَيَّتَ المَلأُ المَكِّيُّ.. خـــابَ جَنَى!
سبحانْ مَنْ- ثانِيا- أسْـرَى بِهِ، مَعَه- فرْدا- مَوَاكِبُ حِفْظٍ، لا تُرَى عَلَنَا
فانْسَلَّ،يحْمِلُ"بيْتَ الله" في دَمِهِ ليجْعلَ الأرضَ"بيْتَ الله"،حيثُ بَنَى
إنْ تبْق روحُ الفتى، رهْنًا بمـــوْطِنِهِ فـرُوحُه-مُرْسَلًا-تسْتصحبُ البَدَنَا
تقدَّستْ حصياتٌ.. ذَرَّهَا.. طمَسَتْ عُيونَ مَنْ رَصَدُوهُ.. فارْتَمَوْا وَسَنَا
هُنـا.. تلفَّتَ نِصْفٌ.. نَحْوَ "مَكَّتِه" ونصْفُ "يَثْرِبِهِ" يستشْـرفُ الوَطَنا:
أمَّ القُرى.. لكِ شـوْقي يلْتَظِي أبَدًا وطِبْتِ لِي طيْبة، يا يثربٌ، سَكَنَا
أمَّ القُــرَى، المَلَأُ المَكِّيُّ بِي ائْتَمَرُوا وَعنْدَ طيْبَةَ يَجْنِي سُوءَ مَا اضَّغَنَا
إنْ هَجَّرُوني، غدًا آتيكِ مُنْتَصِرًا أغْزو الحِجَازَ، العِرَاقَ، الشَّامَ، واليَمَنَا
وسارَ مَوْكِبُه/ الإثْنَانِ.. مُحْتَفِلًا إنْ أوْحَشَ الدَّرْبُ، صَلَّى: ربُّنا مَعَنَا
دونَ الصناديدِ نسْجُ العَنْكَبُوتِ بَدَا حِصْنًا.. هُنا بيْتُها قدْ هاجرَ الوهَنَا
بيْضُ الحَمَامِ: سَـلامٌ.. عِزُّ بيْضَتِنَا قد أفْرَخَ القلْبُ، والإسْلامُ، لا حَزَنَا
وأسْفلُ الغارِ مِعْرَاجُ السّمَـا شرَفًا وما الْتَوَى من طريقٍ،أوْضَحَ السّنَنَا
هُنَا يُهَــاجِرُ كُـــــــلٌّ عنْ قواعدِهِ فموكبُ النُّورِ تغْيــــيرٌ.. ورُوحُ بِنَا
الهجْرةُ الرِّحْلةُ الكبْـرى إلى أُفُقٍ يُطَهِّرُ الأرضَ، والإنسـانَ، والزمَنا
مِنْ هاهُنا بَدَأ التــــاريخُ دوْرتَه يُقَدِّسُ العِلْمَ، والعُمْـــــرانَ، والمَدَنَا
يا موْكبَ النـور، إنَّ الهجْرةَ انفتحتْ بابًا إلى الله عمَّنْ آثرُوا الوَثَنَا
بابا إلى الحُسْنِ، عن قبْحٍ، تَعَتَّقَ في كيْنونةِ الأرْضِ،أُفٍّ،طالما احتقنَا!
بابا إلى العدْل، عن ظُلْمِ الطُّغَاةِ،فقدْ ضجَّ الفضا: بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَا عَفَنَا
بابا إلى العِلْمِ، عنْ جْهْلٍ، طغَى أمَدا بَابا إلى الحُبِّ،عنْ كُرْهٍ، نَـمَا إحَنَا
يا مَوْكبَ النور، سِرْ، مِلْءَ المَدَى حُلُمٌ لا عائقٌ دُونه.. إنَّ الطريقَ لَنَا
ويا سُرَاقَةُ، دون الإبْل خَسْفُكَ، أوْ تَرْضَى الهُدَى، وَحُلَى كِسْرَى-غدًا-ثَمَنًا
سرْ، موْكبَ النور، وازْرَعْ حيْثمَا عبَرَتْ خُطاكَ مُعْجِزَةً، وانفحْ- هناكَ-غِنَى
بأمِّ مَعْبَدَ عرِّجْ.. نُهْـدِهَا رَشَدًا ونُرْوِهَا- منْ يَبـيسِ الأضْرُعِ- اللَّبَنَا
حُثَّ المَسيرَ، رؤوسُ النخْلِ مَرْقَبَةٌ لأهْلِ يَثْرِبَ: هلْ وفْدُ الرسُولِ دَنَا؟
المُحْتَـفُونَ-عَلَى شُمِّ النَّخِيلِ-غَدَوْا مِثْلَ العَنَاقِيدِ، والآطامُ ذاتُ غِنَا
وبالغِنَـاءِ ثَنِيَّــاتُ الوَدَاعِ شَدَتْ تستفبلُ البدْرَ.. هذا البدْرُ.. جَلَّ سَنَا!
كلُّ البيـوت اشْرَأَبَّتْ: لو غدتْ نُزَلَا لضيْفِها المُصْطفى، أكرمْ به سَكَنَا!
يَسَّـابَقُونَ زمــامَ النـاقة الْحَمَلَتْ رســــالةَ اللهِ.. للكوْنَيْنِ.. دونُ عَنا
لكنَّما الرَّجُلُ/ القــرآنُ هدْهَدَهُمْ: ذي ناقة الله، يَهْديها، دَعُــوا الرَّسَنَا
ذِي "فُلْكُ" هِجْرَتِنَا، "جُودِيُّهَا" وَزَرٌ مَأمْورَة.. حيْثما أَرْسَتْ أحطُّ أنا
من مَبْرك الناقةِ القصْواءِ، قدْ نهَضتْ مَدينةُ النورِ، تُحْيِي روحُها المُدَنَا
هنا ابْتَنى المسجدَ الصـدَّاحَ مِئْذَنَة: اللهُ أكبرُ.. جــهْرا.. تُطْرِبُ الأُذُنَا
صَلَّى بها النخْلُ، والآطامُ، وارْتجفتْ لها الجبالُ، صدًى يدْعو الورَى عَلَنَا
هُنَا العريشُ/ المُصَلَّى، بيْن مِنْبَرِهِ وبيْنَ مَثْوَاهُ روْضُ الجَنَّةِ اخْتزنا
وفوْقَ مِنْبَـرِه للـوحْي مدْرسةٌ كبْــرى، وكرْسِيُّ حُكْمٍ، جلَّ مَا اتَّــزَنا!
وهـــاهُنا الحُجُراتُ الطَّيِّبَات، وهَا هُنَـا مَنارُ الهُـدَى.. حَيًّا.. ومُدَّفَنَا
هنا انْبَنَى المُعْجَمُ البَانِي لوِحْدَتِنَا ف"المُسْلِمُ"، "المُؤْمِنُ" اشْتُقَّا لمنَ أُمِنَا
ومَجْمَعُ المُدُنِ الفُضْلَى: "مُهَاجِرَةٌ" "أنْصارُهمْ" إخْوَةٌ، فِي الدِّينِ، قدْ عُجِنَا
اسْمُ القبيلةِ مشْحونٌ بذاكرةٍ ثَكْلَى حُـرُوبٍ، فهاجرْ عنْهُ، طبتَ "أنا"
إنّا نهَاجِرُ، فِي سُفْنِ المَحَبَّةِ، فِي بحْرِ القَصِيدِ، لِمْنَ أجْرَى الهُدَى سُفُنَا
صلَّتْ عليْهِ القَـوَافِي, وَهْوَ كعْبَتُهُا وخيْرُ منْ في بيوتِ الشِّعْرِ قدْ سَكَنَا
ولَيْتَ لِي"بيعةَ الرضْوان"، مِلْءَ يَدِي تَجْزِي قصيدًا- بنبْض الحُبِّ- مُتَّزِنَا
أدي ولد آدب:30 يوليو 2022