صدور كتاب "مقالات كاشفة" للكاتب باباه ولد التراد وتقديم العلامة الشاعر د. الخليل النحوي
نواكشوط – أكم:
صدر كتاب "مقالات كاشفة" (خفايا تنازع الوجود وإعاقة الانبعاث) للكاتب باباه ولد التراد، وتقديم العلامة الشاعر د. الخليل النحوي.
ويقع الكتاب، الصادر في طبعة فاخرة عن "منشورات الشاعرة خديجة عبد الحي"، في 420 صفحة من الجحم المتوسط.
وتوزعت مادة الكتاب، وهي مقالات رأي عالجت قضايا ثقافية واجتماعية ووطنية، على قسمين رئيسيين ضم الأول أربعة فصول والثاني ثلاث فصول.
وتحت عنوان "بين يدي هذه المقالات الكاشفة"، كتب الخليل النحوي في تقديمه:
"سمح لي هذا العمل بأن أجلس بعض الوقت إلى الأستاذ باباه التراد وأحاوره بصمت وأستطلع جوانب من شخصيته تقدمها أفكاره ومواقفه وأسلوبه أفضل مما تقدمها سيرة ذاتية وأفضل مما يمكن أن تقدمها عِشرة سطحية تتلامس فيها الأشباح في غفلة من الأرواح".
واستعرض النحوي بعض مضامين الكتاب، وقال مثلا في موضوع اللغة العربية:
"حين يتعلق الأمر باللغة العربية خاصة، تنداح مساحة الهوية وتتوطد عراها، فالعربية منذ أن نزلت بها الرسالة الخاتمة، لم تعد لغة سلالة بل أصبحت لغة رسالة، وقد جاءت هذه الرسالة مشحونة بالقيم الإنسانية الناظمة، ولنتذكر ما ورد في الأثر: "ليست العربية من أحدكم بأم ولا بأب، إنما العربية اللسان، من تكلم العربية فهو عربي". إنها لغة تمنح هوية لا يطغى فيها البعد القومي على البعد الإنساني، هوية الرسالة الخاتمة التي هي رسالة للناس كافة. ولعل في مقولة أخرى من مقولات الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "تعلموا العربية فإنها تثبت العقل وتزيد فِي المروءة" ما يحيل على ذلك البعد المنفتح، فللمروءة هنا علاقة حميمة ب"المرء"/ الإنسان، واللغة العربية، من هذا الوجه، ترتقي بأهلها، أيا كانت أعراقهم، في معارج الإنسانية".
واختتم الخليل النحوي تقديمه بقوله:
"هذه المقالات الكاشفة التي يتطلب استكشافها قراءة متأنية لا أدعي أنني حظيت بها بعد، وأحسب أن القارئ واجد في هذه "المقالات الكاشفة" ما يستحق الاستكشاف، أيا كانت دوائر الاتفاق، وأحسبها واسعة، وأيا كانت هوامش الاختلاف، ولعلها ضيقة محدودة".