"إفريقيا الغربية وحركاتها الفكرية والإصلاحية" محور منتدى علمي دولي بتزنيت

تزنيت/ 27 أكتوبر 2022/ وكالة أنباء المغرب العربي

 

شكل موضوع "إفريقيا الغربية وحركاتها الفكرية والإصلاحية" محور منتدى علمي دولي انطلقت أشغاله، اليوم الخميس، بمدينة تزنيت.

ويندرج تنظيم المنتدى، الذي جاء بمبادرة من المعهد الأوروبي للدراسات الإبستيمولوجية ببروكسيل، في إطار البرامج التي ينفذها المعهد حول العالم، من أجل إشراك المقاربات المعرفية المختلفة، ومن بينها البرامج التي يقوم بها في غرب إفريقيا ومنطقة المغرب العربي.

وتهدف هذه التظاهرة، التي تنظم بشراكة مع جامعة ابن زهر (أكادير) وعمالة إقليم تزنيت، وبتعاون مع المجلسين الإقليمي والجماعي لتزنيت، إلى تسليط الضوء على الحركات الإصلاحية والفكرية الإفريقية التي امتدت من القرن الثامن عشر إلى أواخر القرن العشرين، وكذا علاقات حركات الإصلاح الديني في غرب وشمال أفريقيا.

وبالمناسبة، قال مدير المعهد الأوروبي للدراسات الإبستيمولوجية ببروكسيل، السيد بدي المرابطي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المنتدى يتألف، بشكل عام، من ثلاث مؤتمرات علمية تضم عددا من الباحثين من القارة الإفريقية وخارجها، مشيرا إلى أن هذه المؤتمرات تسلط الضوء على الحركات الإصلاحية في غرب إفريقيا ومنتوجها الفكري، والتي امتدت من القرن الخامس عشر إلى بدايات القرن العشرين.

وأضاف السيد بدي، أن الخيط الرابط بين المواضيع التي يتناولها المنتدى، هو بداهة التركيز على الحركات الإصلاحية والثقافية الإفريقية، التي كان دافعها الأساسي هو مقاومة الوضع المتردي الذي كانت تعيشه هذه المنطقة، سواء من حيث الاستعمار الغربي لها، أو الفقر والأمية والمرض والنزاعات القبلية التي عاشتها.

من جانبه، أبرز منسق التظاهرة، السيد عبد الجبار القسطلاني، في تصريح مماثل، أن المنتدى هو من بين التظاهرات العديدة التي ينظمها المعهد، المعروف اختصارا بـ(IESE)، في مجالات الثقافة والعلوم وخاصة تلك المرتبطة بإفريقيا، وغربها بشكل دقيق.

وأضاف السيد القسطلاني، أن هذه التظاهرة، التي يشارك فيها ثلة من الأساتذة والباحثين ومفكرين مختصين يمثلون عشر دول إفريقية، سيتم خلالها تقديم 43 من العروض العلمية تتوج بنقاشات مؤطرة ستسمح ببلورة أفكار جديدة وتوصيات من شأنها الإسهام في تعميق التلاقح بين شعوب ودول المنطقة، وذلك تأسيسا على الرصيد الثقافي والفكري المشترك، بما في ذلك الجانب اللغوي وأبعاده الفكرية والروحية والثقافية.

وذكر أنه سيتم توقيع اتفاقيتي شراكة وبروتوكول تعاون بين المعهد الأوروبي للدراسات الإبستيمولوجية (بروكسيل)، وجامعة ابن زهر (أكادير)، وجمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة بتزنيت، تتعلق بتنظيم أنشطة ثقافية مشتركة وتعزيز سبل التعاون بين الأطراف الموقعة.

وسلط المشاركون في اليوم الافتتاحي للمنتدى، الذي تتواصل أشغاله إلى غاية 30 أكتوبر الجاري، الضوء على موضوع نشأة وتطور الألمامية (الأئمة) من خلال تقديم ثمانية عروض علمية في ثلاث جلسات.

ويشارك في أشغال المنتدى، الذي يقام على شكل مؤتمرات علمية متتالية، أكاديميون وأساتذة باحثون ومختصون، وديبلوماسيون من بلدان السينغال وموريتانيا ومالي والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ونيجيريا والكونغو وتشاد، فضلا عن طلبة بجامعة ابن زهر، ينحدرون من عدة دول إفريقية.

كما تتضمن أشغال المنتدى تنظيم إحدى عشرة (11) جلسة علمية، سيتم خلالها تقديم عروض علمية من أوراق الباحثين ومناقشتها، وذلك بحضور باحثين مختصين من عدة بلدان إفريقية وأوروبية، فضلا على تنظيم زيارات ميدانية إلى عدد من المواقع والفضاءات التي لها دلالتها الرمزية والتاريخية بإقليم تزنيت.

وسيخصص المنتدى جلستين علميتين حول المؤتمرين المقبلين حول شخصيتي الشيخ سيدي المصطفى ماء العينين والشيخ محمد المختار السوسي الإلغي، والمزمع تنظيمهما في موعد لاحق من طرف المعهد الأوربي للدراسات الإبستمولوجية (بروكسيل).