رثاءفي محمد الأمجد ولد حماه
رثاء أخي الأكبر وصديقي النبيل، محمد الأمجد ولد حماه، رحمه الله
أَحَقا بأن الأمجد الندبَ ودَّعا
دعاه إلى الجنات داعيه فاندعى
وما عاد بالمسطاع لقياه ساعة
ولا أن تراه للمكارم مسرعا
وأصبح في قفر من الأرض راقدا
فلله بدر بالثرى قد تبرقعا
كأنا عنانا الجرهمي بقوله
غداة على عهد الحجون توجعا
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
أنيس وصلينا هنالك أربعا
وما ضمنا في حضرة القوم مجلس
له الصدر فيه - كلما جاء - وسعا
نعمت به علما وحلما وسوددا
وعهدا رعاه ضمن ما كان قد رعى
وصاحبته دهرا على كل حالة
فكان فتى بالمكرمات تشبعا
تجمع فيه ما بآبائه الألى
تعاطوا رحيق العلم قبل تجمعا
ومن كل ما في هذه الأرض من هدى
ونبل وإخلاص وفضل تضلَّعا
"وكنا كندماني جذيمة برهة
من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني وأمجدا
لطول اجتماع لم نبت ليلة معا"
سقى جدثا قد حلَّه ذلك الفتى
لواقح رضوان كما شاء همَّعا
ولا زال في بيت الفقيد وحوله
ذكي سجايا منه ثمَّ تضوعا
ودام به شهم رضى ذومروءة
وأبقى به ندبا أمينا سميدعا
وصلى على الهادي النبي محمد
صلاة تعم الآل والصحب أجمعا.
النبهاني ولد أمغر
نواكشوط
19 / 12 / 2022