قصيدة الشاعرة السالكة بنت المختار جب في رثاء والدها
محاولة رثاء لوالدي المختار السالم جب رحمه الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته
فؤادي خراب بعدكم ليس يعمر
وقلبي على نار المواجع مصبر
ودمعي نهر تستدل بفيضه
مواكب أحزان تسير وتمخر
وهذا حبيبي قد أشاح بوجهه
أحقا ثوى من كان للحب يمطر
أحقا ثوى من كان حضنا يحيطنا
ومن كان دفئا حين تشتو وتصفر
ومن كان للنائي البعيد ملاطفا
وكف الندى إذ مايجود وينثر
حبيبا حنونا للضعاف مساندا
وليثا هصورا ساعة الحق يزأر
أبي لم يكن مثل الجميع وإنما
أبي كان غيثا حيث ماحل تزهر
أبي كان فيضا من حنان وكان لي
فخارا وعزا إذ أباهي وأفخر
وكان حليفا للمعالي جميعها
وكان أديبا في الظرافة يندر
وكان وجيها في الأنام وسيدا
وكان على كل النوائب يصبر
أبي لم يكن مثل الجميع وإنما
أبي كان بحرا بالمكارم يزخر
فكيف أعزى فيك والفقد موحش
ولكنه الإيمان والله أكبر
وقد كنت فينا ناصحا ومؤدبا
وما كنت إلا عابدا تتفكر
وكنت كماء المزن عذب زلاله
لطيفا كأنسام الصبا حين تعبر
فيال جفاء الأرض كيف تجرأت
وضمتك قبرا، والندى كيف يقبر
َفكيف تواري كل ذلك دفعة
وكادت قلوب بالأسى تتفطر
رضينا بحكم الله فينا وإننا
على فقدكم رغم الفجيعة نصبر
ونرجوا ثواب الحامدين بصبرنا
جميعا وعند الله نجزى ونؤجر
عزانا بأن قد مات سيد آدم
عليه صلاة الله مافاح عنبر
عليه صلاة الله ثم سلامه
صلاة بها تزكو النفوس وتزهر
السالكة المختار
15/1/2023