الدكتور بدي ابنو المرابطي: الشعر لا يمكن أن يُختصر في بعد اجتماعي مهما كان ثورياً أو تحويلياً أو نضالياً
قال الدكتور بدي ابنو المرابطي إن "الشعر من حيث هو تجربة إبداعية وجمالية لا يمكن أن يُختصر في بعد اجتماعي مهما كان ثورياً أو تحويلياً أو نضالياً ولكن في نفس الوقت فالشعر والأدب عموماً والفن بشكل أعم لا يمكن أن يكون مُحايداً اجتماعياً حتى ولو أُريد له ذلك، إنه دائماً مُتورِّطٌ ومُنخرط".
وأضاف "وإذا كانت العلاقة بين الأدب والمجتمع وبين الكتابة الإبداعية والمجتمع لفتت اهتمام الكثير من الدارسين في الحقب الحديثة والمعاصرة ليسقط لدى دارسي الأدب كحقل خاص ولكن لدى كثير من المختصين في حقول العلوم الإنسانية والاجتماعية المختلفة فإن انغراس هذه العلاقة في ثنائية الأنا والوعي أو الذات والوعي كمفردتين مركزيتين في التحولات الاجتماعية كتحولات صادرة في مستوى حاسم من مستوياتها عن ذاتية جماعية قد لفتت بشكل خاص مباحث الاجتماع السياسي".
وقال بدي المرابطي في كلمة أذيعت في افتتاح ندوة تخليد الذكرى الأربعين لرحيل الشاعر فاضل أمين رحمة الله عليه، وهي الندوة التي نظمتها منشورات الشاعرة خديجة عبد الحي بالتعاون مع شبكة "المدينة" الإعلامية: "بهذا المعنى تُشكل الكتابة الإبداعية ذاكرة التحوّل ليس كمادة خام، ولكن خصوصاً كذاكرة للوعي بهذا التحول وذاكرة للوعي بضرورة هذا التحول كممكن سياسي أو كحتمية تاريخية حسب الحالات وزوايا النظر".
وأوضح "وفْق هذا الاعتبار الأخير فأعمال المرحوم فاضل أمين لا تهمّ فقط المعنيين بالأدب، في مستويي التلقي والبحث، ولكنْ أخذَها بعين الاعتبار ضرورةٌ للحقول الإنسانية والاجتماعية الأخرى المهتمة بدراسة جوانب متعددة من التحولات المعاصرة للمجتمعات المعنية. ولكن الأهم إبداعيا أن هذه الأعمال ليست وثائق تخاطب الباحث ويستأثر بها ولكنها ما زالت تحمل شحنتها الإبداعية البِــدْئية تجاه المتلقين يقرؤها قراءة إبداعية".
ورأى أنه "رغم أنّه قد بَـذل عددٌ من الدارسين جهودًا معتبرة خلال العقود الأربعة الأخيرة في دراسة نصوص المرحوم فاضل أمين وفي تقديمها لجمهور القراء ما أمكن فما تزال هناك عقبات موضوعية جدّية تواجه قراءه ودارسيه.
إحدى هذه العقبات أنَّ أعماله غير الشعرية ما تزال تقريبا كلها غائبة بل شبه ضائعة وأن أعماله الشعرية ما تزال حتى المحقّقة منها غير متوفّرة للقارئ إلا بصعوبة رغم الجهود المعتبرة التي قيم بها في هذا الإطار.
ولعلّنا نشيرُ هنا عَـرضا أيضا إلى العقبات المعرفية والمنهجية ذات التأثير الذي لا يخفى على المتلقي. يتعلق الأمر تمثيلا لا حصراً بأن المقاربات المدرسية ذات التوجه التصنيفي القَـــبْـلي ما تزال حاضرة بكثافة لدى عدد ممن اهتموا بدراسة شعره. وهو أمر متفَّهم، فمن مشكلات كثير من الأعمال المدرسية الجامعية أنها تتمُّ في سياقات غالبًا ما تدفع الطالب أو الباحث الدارس إلى التنقيب في النصوص عمّا يسمح بتصنيفها على عجل داخل رفّ من الرفوف الشائعة تصنيفيا. فبالنسبة لأعمال فاضل أمين مثلًا فإن ثلاثية الشكل العمودي والمعجم والإطار السياسي والأيديولوجي المعلن لصاحب النصوص تدفع دفعا بعضاً من المتعاملين معها إلى الاستعجال في تصنيفها ووضعها في خانة أو رف فهرستي ومنهجي جاهز في مقارباتهم".
وتمكن مطالعة المقال كاملا على الرابط التالي: