قصائد تستلهم الطبيعة وتجلياتها في بيت الشعر بالشارقة 

 

الشارقة- بيت الشعر
مواصلة في إقامة فعالياته الشعرية، وعقب اختتام الدورة التاسعة عشرة من مهرجان الشارقة للشعر العربي، استأنف "بيت الشعر" بدائرة الثقافة في الشارقة يوم الثلاثاء 31 يناير 2023، أماسيه الشعرية بإقامة أولى أمسيات العام الجديد، ضمن نشاط منتدى الثلاثاء، والتي أحياها الشاعران، د. محمد سعيد العتيق من سوريا، و د. معين الكلدي من اليمن، بحضور مدير البيت الشاعر محمد عبدالله البريكي، وقدمها الإعلامي وائل عيسى، الذي أشاد بدور "بيت الشعر" في إثراء المشهد الشعري العربي عبر نشاطاته الثقافية المستمرة والمتجددة على مدار العام.
 وشهدت الأمسية حضوراً حاشداً من محبّي الشعر والأدب والثقافة، وتنوّعت مواضيع قصائد الشعراء فيها بين الهموم الذاتية والإنسانية، واستلهام الطبيعة وتجلياتها، والحنين إلى الطفولة ومراتع الصبا، في قصائد لونَّها الحب واحتشدت في فضاءاتها نوارس الصور والأخيلة. 
ولاقى الشعراء المشاركون احتفاء واستحسانا كبيرا من جمهور الشعر المحب، متمثلا في التصفيق، وعبارات الاستحسان في أجواء ثقافية مبهجة ومحفزة للإبداع.

افتتح القراءات الشاعر د. محمد سعيد العتيق بسبع معانٍ جسدت لوحات شعرية استلهمت جمال الطبيعة، و شكلت ثيمة الحزن فيها بحورا احتضنت تجليات الوجدان، جاء فيها:
برأيِ النَّدى منْ هسَّ منْ حولِ دارهِ؟
يحاورُهُ الوردُ الذي عنْ يسارهِ

ويمشي خفيفًا خلفَ ظلِّ غزالة
ويخفي عيونَ الشمسِ خلفَ خمارهِ

فمنْ أشعل الشوقَ العتيقَ بقلبهِ
وأنبعَ ماءَ الحبِّ منْ فيضِ نارهِ

تمطَّى كأغصانِ المدى  في انتشائها
ووشَّى ظلامَ الكونِ نورُ سمارهِ

وواصل في قراءاته مقيما ليل اشتعالاته على الماء، و فاتحا قلبه للوجد، يقول:
ينامُ الليلُ في عيني فأصحو 
وأسهرُ في انْبلاجِ الفجرِ وحْـــــدي  

سأسكنُ بينَ ماءٍ ... واشْتعالٍ 
وأعبُرُ بينَ لا رشدٍ ورُشـــــدِي

 إناءٌ واسعٌ قلبيْ فَهاتيْ 
أوانيْها وغطِّيْها بوَجـــــديْ

قرأ بعدها خمس نصوص قصيرة حلقت فراشاتها حول زهر الكلام، ليختتم بالتحديق في "مرايا الذاكرة" التي يبصر من خلالها طفولته وما حفَّها من ذكريات دافئة تضيئها وجوه الأمهات.

تلاه الشاعر د. معين الكلدي الذي افتتح قراءاته بنص بعنوان " كأنه هو"، بث من خلاله أوجاع الروح التي تنضج الأشجان على تيه لوعتها، واستلهم نصه الموروث الشعبي الذي تشتهر به اليمن، ممثلا في البن الذي طالما ضمد أوجاع الشعراء وصداع أقلامهم، يقول:
رَطلٌ مٍن البُنِّ، رأسٌ لم يَنمْ، ألمٌ ...
في إصبعٍ هامَ بالأقلامِ وافتتنا
 
بَعضٌ مِن التيهِ، بعضٌ من مُخاتلةٍ
أقلَّ .. أكثرَ .. حتى نُنضج الشَجنا  

 ثم عزف على ناي التراجيديا قصيدة عالية الرمزية، استلهم فيها أجواء مسرحية روميو وجولييت، موظفا أبرز لقطاتها و مستحضرا عبقرية كاتبها، يقول:
هُناكَ.. روميو .. هُنا جوليتُ، لمْ تَرهم
في قُبلَةِ الحَرفِ عَينٌ في تَودّدِهِ

هُناكَ .. حَيثُ انتفى تَصفيقُهمْ  ومَضى 
الماضونَ صَفّقَ في وجدانِ مَوعدِهِ

لأنّهُ مِن شكسبيرِ السُطورِ أتى 
لكنّهُ في زَمانٍ مَاتَ في غَدِهِ

ثم اختتم بنصوص احتفت بالحب والطبيعة، واحتشدت بالجمال والإبداع، ولونت المجازات معانيها المبدعة.
وفي الختام كرَّم الشاعر محمد عبدالله البريكي الحضور ومقدم الأمسية.