استقبال رسمي للباحث الموريتاني بدي أبنو في جزيرة موريشيوس

الدكتور بدي أبنو المرابطي يستقبل في دولة جزر الموريشيوس من قبل نائب رئيس حكومتها ورئيسها السابق ويشرفان على تقديم محاضرة قدمها د بدي أمام الجمهور المريشي عن " الهيمنة الليبرالية وأزمة الحيادية القيمية في أفقي العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم النصانية"

 

 

جزيرة مربشيوش   14 فبراير 2023 
من أنور زيد 

بدعوة من رابطة الرفاه الإنساني في دولة جزر الموريشيوس قدم الدكتور بدي المرابطي مدير  المعهد الأوربي للدراسات الابستمولوجية محاضرة عن  " الهيمنة الليبرالية وأزمة الحيادية القيمية في أفقي أزمتي العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم النصانية" 

وكان الدكتور بدي المرابطي قد استقبل عشية المحاضرة من طرف الرئيس السابق لجزر الموريشيوس السيد كاسيم يوتيم في المنزل الشخص للرئيس، كما قام الأخير  ونائب رئيس الحكومة الحالي الدكتور محمد أنور حسنو  بافتتاح الندوة المنظمة على شرف الدكتور بدي والتي ألقى فيها محاضرة عرض فيها ما سماه أزمة "الحياد القيمي كما ظهرت وتطورت في مختلف مراحل الليبرالية وتجسدها الرأسمالي وكما أوصلت العالم إلى الانسدادات القيمية الراهنة" وعرض ألد منور بدي المرابطي لما سماه "أطروحة مابعد الحياد الاكسيولوحي وضرورة ان يتم في إطار مزدوج لنقد الأزمة الليبرالية كما تجسدت في أزمة العلوم الاجتماعية والإنسانية من جهة و لنقد أزمة الحقول النصانية التقليدية في مستويات التعضي والانسدادات التي تعرفها منذ قرون من جهة أخرى".

وتناولت المحاضرة الإشكاليات الأخلاقية التي برزت مع تطور العالم المعاصر والتي أطلق عليها المحاضر اسم أزمة الحيادية الأكسيولوجية مقترحا تجاوزها عبر ما سماه ما بعد الحيادية الأكسيو لوجية وذلك عبر أدوات من بينها "الأكسيولوجية البيتخصصية". وقد استعرض عددا من الإشكاليات المرتبطة بتطور الأيديولوجيا الليبرالية وتطور مفهوم الحياد الأكسيولوجي "القيمي" في العلوم البحتة والعلوم الإنسانية، 
كما تعرض كذلك لأزمة العلوم النصانية لا سيما عند المسلمين و أزمة التعامل مع الواقع بأدوات علمية تقليدية متجاوزة. 
كما تطرق لأزمة العلوم الحديثة في العالم الإسلامي "الذي تعاني فيه إشكالات عميقة، لأنه من جهة ينظر لها باعتبارها علوما أجنبية و من جهة ثانية لأن هذه العلوم نفسها تعاني الأزمة الأكسيولوجية التي تم الحديث عنها ومن جهة ثالثة لأن العالم الإسلامي لم يعد في وضعية الريادة العلمية التي تمتَّع بها خلال القرون التي نشأت فيها العلوم التي سميت حينها بعلوم الآلة والتي كانت بمثابة علوم إنسانية واجتماعية أنتجتها تلك الحقب ولم يكن ينظر لها كعلوم دخيلة".

وحضرت الندوة وفود قدمت من جزر القمر وجزيرة مايوت ومن دولة السيشيل ومن مدقشقر.
واختتمت الندوة بنقاش مطول وثري بين المحاضر والمشاركين من بين الرسميين والأكاديميين والطلبة المريشيين والأجانب. 
وقد انعقدت الندوة في مركز كودان للفنون وحضرها ممثلون عن عدد من المؤسسات الأكاديمية والرسمية في جزر الموريشيوس بالإضافة للوفود من البلدان الأخرى المذكورة. 

وقد عرفت زيارة الدكتور بدي لموريشيوس عدة لقاءات نظمتها رابطة الرفاه الإنساني وشركاؤها المحليون من بينها جلسة اتفاق تعاون مبدئي بين المعهد الأوربي للدراسات الإبستمولوجية وجامعة موريشيوس وكذلك استقبال لدى مجلس الطوائف والأخلاق التابع لرئاسة الجمهورية.
 وقد ختمت الزيارة بعشاء تكريمي قدم فيه المنظمون للدكتور بدي تحفة تذكارية ترمز إلى التراث الموريشيوسي.