اختتام النسخة الثامنة من مهرجان نواكشوط للشعر العربي
اختتام النسخة الثامنة من مهرجان نواكشوط للشعر العربي
أسدل الستار مساء اليوم الأربعاء في العاصمة الموريتانية نواكشوط، على فعاليات الدورة الثامنة من «مهرجان نواكشوط للشعر العربي» الذي ينظمه بيت الشعر في نواكشوط. حفل الاختتام تضمن أمسية شعرية أنعشتها نخبة من الشعراء وحضرها لفيف من جمهور الأدب والشعر، بالإضافة إلى تكريم المشاركين في الأمسية.
الأمسية التي قدمها الصحفي محمد سيدنا عمر، شهدت إلقاءات شعرية متنوعة الأغراض والمضامين لأربعة شعراء من موريتانيا ومالي وغينيا.
بداية الأمسية كانت مع الشاعر الموريتاني الشاب الدكتور خالد عبد الودود، الذي ألقى عدة قصائد، تعكس جانبا من تجربته الإبداعية. اختار ولد عبد الودود قصيدة:«جفون المرايا» لافتتاح الأمسية، والتي يقول فيها:
ما على الكون لو تموت المنايا
مُكرَهاتٍ..ويُضحكُ الحزنُ نايا
وعلى جُثة القتيل المُسجَّى
يرقصُ القاتل الغريب النوايا
نحَتَ الدمعُ في الخدود أخاديدَ
وأنَّتْ .. بالمفرداتِ يدايا
وبِقلبي للعالَمين ضياء
وهُدًى من ضلالة النفسِ آيا
وعلى ضفة القصيدة شجوٌ
يُغرقُ الصمتَ في شغاف الحنايا
واستمع الجمهور لقصائد لضيف المهرجان الشاعر المالي عبد الله محمد درامى، تضمنت قصيدة بعنوان: "الفـخّ" يقول فيها:
وقعتُ في الفخّ إنّي لم أكن حـذِرا
أخفيتُ جرجي ولكنْ دمعيَ انهمرا
قد مسّني القرحُ، قَبْلِي مسّ من عشقوا
في الحبِّ عُمياً غدونا لم نَعُد بُصَـرا
أخبـرتُ أنّ الهـوى للـوقت مَضْيَعةٌ
الآنَ صـدّقـتُ فِـعــلاً ذلك الخـبــرا
سواجِعُ الأيك تبكـي أنْـهُـراً يبِستْ
والـدمـع دمـعٌ ســواءٌ قـلّ أو كثُـرا
أبيتُ جنباً إلى جنبِ الغصونِ أسًى
أَسْتَحْلِفُ العُشَّ أن لا يهجُر الشجرا
وألقى الشاعر الموريتاني ماء العينين الشيخ الأديب قصائد من ديوانه، من ضمنها قصيدة بعنوان: "سباحة بلا توقيع"، يقول فيها:
حطي زهورك في الرواق المعشب
وترفقي لا تعبثي بالمركب
فالبحر مثلك يستفز مشاعري
بجماله وبطقسه المتقلب
والضوء في عينيك ينثر سحره
يهدي الضياء إلى الصباح المتعب
وأنا، ومذ نثرت عيونك سحرها
وانساب عرفك بالعبير الطيب
أيقنت أن العشب في صلواته
للغيم خبأ في توهجها نبي
وأنشد الشاعر الموريتاني داوود أحمد التيجاني جا منتخبات من قصائده أطربت الجمهور، يقول في إحداها الموسومة بعنوان"العبثيّ معزوفةٌ قصيرة "إلى ألبيرْ كامو"":
كُلما ازدادَ عن مراثيهِ بُعدا
يوغلُ العمرُ في الثلاثين جدا
يبدأ الوقتُ في تداعيه حُرا
كالروائيِ حينَ ينداحُ سردا
حينَ للنَصِ ينتمي أو يُوازي
وصفَهُ الكونَ دائرِيًا ونهدا
يتجافى عن الهوامشِ موتًا
ثمَ ينساقُ في التفاصيلِ لَحدا
كَمْ يواريه في الكنايةِ ربًا
والتٱويلِ كمْ تُعريه وغدا
في الخيالاتِ كائنًا يتمشى
سَرمديًا يرى الحقيقةَ فقدا
وفي ختام الأمسية الشعرية ألقى الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر كلمة أسدى فيها الشكر لكل الذين ساهموا في إنجاح هذه النسخة من المهرجان، وللشعراء الذين شاركوا فيها من دول الجوار الإفريقي، كما سلم تكريمات للشعراء المشاركين في الأمسية إضافة إلى مقدمها؛ ودعا الجمهور إلى توقيع ديوان «أغنية الحنين» للشاعر محمدن محمد سالم