با عبد الرحمن: الحاج محمود با كان يؤمن بمشروع عروبي إسلامي واسع لا تحده الآفاق
كلمة الكاتب والإعلامي عبا عبد الرحمن في الندوة التكريمية الحاشدة عن الحاج محمود با رائد التعريب، وهي الندوة التي نظمتها مساء أمس الأحد مؤسسة "أحمدُ أبنو محمد مبارك" بالتعاون مع "شبكة"المدينة" الإعلامية"، وقد تم بث وقائع هذه الندوة مباشرة الهواء.
_________________
بسم الله الرحمن الرحيم. الصلاة السلام على رسول الله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين..
قال تعالي:
( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون) صدق الله العظيم...
حضورنا الكريم .من أساتذة ومثقفين وباحثين وزملاء .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شكلت هذه الاية الكريمة ارضية صلبة لمشروع الفلاح ،مشروع العلم والبحث عن الحقيقة مشروع الايمان والتقوى والصلاح التي ،مشروع الامن والسلم الاجتماعي والوحدة الوطنية الذي قاده المرحوم الحاج محمود با.
نعم انطلق الفتي المشبع بالعلم ،سليل المجاهدين ،حفيد العلماء والمشائخ،من الضفة ينشد الاصلاح والتغيير،يبحث عن وسيلة لتحرير الوطن من ربقة الاستعمار لينخرط لاحقا في اقوى واجدى جبهة الا وهي الجبهة الثقافية.
رحل الفتى المجاهد الى ارض الكنانة ليؤسس لمشروع آمن به واختاره نهجا ووسيلة لتغيير واقع شنقيط وغيرها من المدن الافريقية الواقعة تحت نير الاستعمار الثقافي فوجد الدعم والمساندة ووقف بنفسه على عوامل نجاح المشروع الذي جاء من اجله.
ولان الحاج محمود با كان يؤمن بمشروع عروبي اسلامي واسع لا تحده الافاق ولا تقف في وجهه الحدود فقد اختار مشروع الفلاح باعتباره الانسب من حيث
المكان ومن حيث ضرورات الواقع .
لم تكن طريق الحاج محمود با مفروشة بالورود وقد اختار مشروعا من هذا النوع ،مشروعا يحطم اهداف الاستعمار ويعجل بزواله،لكن الارادة الصلبة والايمان الصادق بموعودات الله كان الدافع والمحرك للحاح ابتغاء وجه الله وتثبيتا من نفسه فاستطاع النجاح في الهدف والوصول الى المبتغى.
واليوم ونحن نتحدث عن قامة بهذا الحجم ورجل مؤمن صدق الله ماعاهده عليه ،حري بنا ان نستلهم الدرس وندرك ان العزة والغلبة رهينان بالتمسك بالقيم الاسلامية العربية والاهتمام بالشأن العام الذي يشكل الحاج محمود با مثاله الناصع بحق.
واود بذات المناسبة ان اشدد في هذا المضمار على ضرورة الاهتمام بالقدوة وابرازها للنشئ حتى يحذو حذوها شاكرا اللقتة الكريمة لفخامة رئيس الجمهورية بتسمية ساحة عمومية باسم المرحوم واطلاق اسمه على شارع بالعاصمة.
وذلكم ادنى ما يمكن ان نقدم لرجل ولد للوطن وعاش له ومات من اجله وهنا اشكر مؤسسة احمدو ابنو محمد امبارك وشبكة المدينة على تنظيم هذه الندوة كما اشكر كل من ساهم في انجاحها.
رحم الله الحاج محمود با وجعله في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
السلام عليكم ورحمة الله.