"مقاربات نقدية"حول أدب الإستقلال
نظم بيت الشعر نواكشوط مساء اليوم الخميس 30 نوفمبر 2023 جلسة نقدية حول " أدب الاستقلال" في إطار أنشطة البيت المخلدة لعيد الاستقلال الوطني. وقد شارك في الندوة الدكتوران محمد المختار سيدي محمد و النجاح محمذن فال. فعاليات الندوة النقدية التي أدراها الشاعر والمنسق الثقافي لبيت الشعر محمد إدوم بدأت مع حاضرة د. محمد المختار سيدي محمد وهو من مواليد مدينة كيفة عام 1972 بكيفة، والمندوب العامّ للوثائق الوطنية الموريتانية، يعمل حاليا أستاذا للتاريخ المعاصر بجامعة نواكشوط، وعبّر عن شكره لبيت الشعر والقائمين عليه من رعاة الثقافة والفكر، وأوضح بحسب رأيه أن موريتانيا عرفت تباينا في مستويات المقاومة وأدلى بجملة من البراهين عليها، معتبرا أن أهمّ شكل معبّر منها كان متمثلا في الرفض الاجتماعيّ للتعاطي مع المستعمر الفرنسيّ اقتصاديّا وثقافيّا، وبيّن أن وحدة سكّان موريتانية مثّلتها التمازجات البينيّة بين مختلف المكوّنات والعلاقات الاجتماعيّة التي ربطت أعيان الجهات بعضها ببعض في كافّة الربوع وانتقال المقاومين من منطقة لأخرى، معتبرا أن ذلك اعتراف شعبيّ بالمصير المشترك، وعدّ أدب المقاومة عاكسا شفّافا لموقف النخب الأدبية حينها من الاستعمار.
وأحيلت الكلمة الثانية للدكتورة النجاح محمّذن فال، وهي أستاذة وكاتبة باحثة مشتغلة بالفكر والثقافة نشرت مؤخّرا "مسار الاستقلال في الشعر الموريتانيّ" ولها عدة أعمال بحثية نشرتها صحف ومواقع عربية وعالميّة. وقد تطرّقت إلى أدب التحرّر السّياسيّ واختارت شعر القضية الفلسطينية الموريتانيّ الذي جاء ممثّلا للموقف الثابت لدى الموريتانيين من الاحتلال ، والانحياز القومي الذي تبنّته الحكومات السياسية بعد الاستقلال من دعم دبلوماسيّ صريح وقويّ ضدّ التوسع الاستعماري ، واستشهدت بجملة من الأشعار لكبار الشخصيات الوطنيّة أمثال محمد سالم عدّود وأحمدّو عبد القادر وفاضل أمين. واختتمت النّدوة بأسئلة متنوّعة ضمن حضور جمهور واسع من الأكادميٍين الباحثين والصحفيّين والأساتذة والشعراء والكتّاب.