بيت شعر نواكشوط يخلد اليوم العالمي للغة العربية
نظم بيت الشعر ـ نواكشوط، مساء اليوم الإثنين، 18 ديسيمبر 2023 ندوة احتفالية مفتوحة تخليدا لليوم العالمي للغة العربية، وتميزت الفعالية بتقديم محاضرة حول راهن اللغة العربية ومستقبلها أشفعت بمداخلات وقصائد تختفي باللغة العربية.
البداية كانت مع مدير بيت الشعر الدكتور عبد الله السيد، وفي كلمته هنّأ الشعب الموريتانيّ والأمة العربيّة بيوم اللغة العربية، مشيدا بتخصيص شهر كامل للأنشطة المحتفية باللغة العربية ، كما عبر عن رسوخ اللسان العربيّ في الوجدان المجتمعيّ لهذه البلاد منذ القديم ومقاومته للمستعمر الفرنسيّ بواسطة الممانعة الثقافية.
وبين المدير الدور الذي تقوم بيوت الشعر في خدمة لغة القرآن، وترسيخ القيم النبيلة، والحفاظ على هوية المجتمع.
ودعا المثقفين وقوى المجتمع الفاعلة إلى العمل على تمكين اللغة العربية حتى تختل المكانة اللائقة بها، وحثّ جميع الجهود على الاستمرار بغية خلق مناخ ثقافيّ يعكس التصوّرات الحضارية والمشتركات الثقافية التي يسعى بيت الشعر إلى بثّها وتثبيتها بين مختلف الأجيال الثقافية.
وقد أحال الكلمة إلى ضيف الندوة د. محمد محمود صدفه البخاري وهو أستاذ جامعيّ وباحث علمي، حاصل على دكتوراه في الأدب العربي سنة 2003 من قسم اللغة العربية وآدابها من جامعة محمد بن عبد الله بفاس، له عدة بحوث ودراسات حول تاريخ الأدب الشنقيطي ونشرت له عدة مجلّات وصحف.
وقد تطرّق في كلمته إلى ضرورة خلق واقع تربويّ وإيجاد مسعى لإحداث القطيعة الكاملة مع الاستلاب الثقافيّ الذي خلّفه الانبهار باللغات الغربية التي باتت في أولى اهتمامات الشباب الموريتانيّ والعربيّ نتيجة إكراهات سوق العمل، وعوامل ضعف حركة الترجمة ومواكبة المستجدّات العلمية، معتبرا عظمة اللغة العربية تكمن في سرّها البلاغيّ وإعجازها القرآنيّ، وتفرّدها بتركيبها.
وفي إطار المشاركات المفتوحة أدلى د. محمد تتا الأستاذ بكلية الآداب في جامعة نواكشوط العصرية كلمة باسم اللجنة العليا لاحتفالية نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي هنأ خلالها جميع حملة المشروع الثقافيّ العربيّ والمبرزين الوجه الحضاريّ لتراث اللسان العربي، داعيا إلى العودة إلى الجذور التراثية باعتبارها المنبع الذي من خلاله باستطاعة الإنسان العربيّ فرض هويته وإبراز شخصيته، وتتباعت الكلمات في ذات السياق مع كل من الأساتذة محمد الأمين محمد المامي والمامون البار.
ثم اعتلى المنصة الشعراء دامّين سلي وأحمدو سيدي وماء العينين الأديب، فألقوا قصائد تحتفي باللغة العربية لقيت تفاعلا واسعا من طرف الجمهور.
وقد اختتم النشاط بكلمة لرئيس مجلس اللسان العربي النائب الشيخ الخليل النحويّ، الذي نبّه إلى خلود اللغة العربية برسالة الإسلام العظيمة وبإيمان الإنسان العربيّ بقدرتها على المنافسة والتحدّي.