في بيت شعر نواكشوط: ندوة حول المدينة في موريتانيا
نظم بيت الشعر نواكشوط مساء اليوم الخميس 25 يناير 2024، ندوة علمية ضمن سلسلة "إشراقات علمية وثقافية"، تناولت موضوع " المدينة الموريتانية بين الأمس واليوم " حيث استضافت الأستاذ الدكتور سيدي عبد الله محبوبي، والدكتور محمد الأمين محمذن. وقد أدار الجلسة مدير بيت الشّعر-نواكشوط د. عبد الله السيّد الذي قدم لمفهوم المدينة ضمن إطار تناولاتها المتعددة من حيث التعريف. ليقدم بعدها المحاضر الأول د. سيدي عبد الله وهو أستاذ بجامعة نواكشوط العصرية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين أول مدير للبحث العلمي سنة 2004 ونال جائزة صندوق الأمم المتحدة للسكان الخاصة بالبحوث المتميزة عن كتابه ( الهجرات الداخلية والتنمية في موريتانيا).
وقد بدأ الدكتور مداخلته بالحديث حول ظهور المدينة تاريخيا معتبرا الثورة الزراعية وما أنتجته من أنماط وعلاقات اقتصادية أنتجت مستوى من الاستقرار أدى بشكل فاعل وأساسي في نشأة المدن. ليحدد لاحقا أشكال التغيرات والتطورات التاريخية التي تشكلت مع الوقت بالنسبة لأدوار المدن. أما في إطار الوقوف على تعريف وتحديد لمفهوم المدينة فقد اعتبر أن المرجعيات في ذلك تعددت بين الإدارية والإحصائية وحتى الوظيفية.
في السياق الموريتاني فقد تحدث عن الإشكالات التي حدثت مع التراوح بين القرية والمدنية، منطلقا من التعداد السكاني الذي حصل مع سبعينيات القرن الماضي وسؤال التحديد الجوهري الذي اعترضه في سبيل الفصل بين ما هو قرية وما هو مدينة، ليتخد جملة من الإجراءات أثبتت لاحقا عدم دقتها، بحسب المحاضر. كما تحدث عن الفضاء الموريتاني معتبرا أنه شهد تاريخيا مدنا وإن كانت اندثرت فإنها بوجودها وحضورها في الذاكرة ظلت مكتسبة لحقها في مدنيتها، كما تحدث عن المدن التي ظهرت مع الاستعمار الفرنسي، والتي كان يستخدمها كمراكز استراتجية أمنيا بما تتيحه معطياتها الجغرافية من ارتفاعات. ليختم مداخلته بالكلام حول ما أدته موجة الجفاف في السبعينيات من فقد المدن الداخلية الناشئة السند الاقتصادي ما أدى إلى هجرات جماعية انعكست على تطورها.
المحاضر الثاني وهو د. محمد الأمين محمذن أستاذ تعليم ثانوي وباحث في مسائل الجغرافيا الحضرية نشر عدة مقالات وأبحاث متخصصة في مختلف المجلات المحكمة.
وقد تناول في محاضرته التحديات الجديدة للمدينة الموريتانية متخذا من مدينة بوتمليت أنموذجا للدراسة، حيث اعتبر أن المدن الموريتاني بشكل عام تعاني من جملة من التحديات منها العمرانية والخدماتية والاجتماعية. وعن مدينة بوتلميت فقد عدد جملة من المشاكل والتحديات من أبرزها ( غياب التخطيط العمراني، والنقص الملحوظ في الخدمات الأساسية، وغياب البنى التحتية الأساسية في مجال الصرف الصحي، ومشكل النفايات الصلبة.)
واختمت الندوة بمداخلات قيّمة لأساتذة ودكاترة جامعيّين وشعراء أثارت موضوع التحولات الاجتماعية المرتبطة بالمدينة، وسط حضور متميّز لباحثين أكادميّين وصحفيّين وشعراء وجمهور من المهتمّين بالشعر والثقافة.