في رثاء حبيب الله بن أپن طيب الله ثراه
شعر: محمدن بن أحا
ألا من لخطب مثلما عز صبره
نحاول نسيانا فيصعد ذكره
فلله ما أدهى الفراق فقد دهتْ
غوائله قلبا تعاظم كسره
ودوت بأذن الليل صرخة خافق
تداعت قوافيه جثيا وشعره
فمهلا نعاة الليل ليس بسائغ
لقلبيَ: أن الليل يأفل بدره
وأن أحاديث الحِمى لا صدى لها
ووجه الربى الفيحاء يذبل زهره!!
فيا من لطير كان ظلك حضنه
فصوّحَ مغناه وأوحشَ وكره
ومن يؤنس الليل الذي كنت أنسه
وقد راعه - لما تناءيت - دهره
بنا غصة للحزن بعدك، والأسى
زوافره تغلي ويشتدُّ جمره
مضيتَ ولم نقض اللبانة من فتى
أحاديثه شهد الجليس وخمره
مآثرك الغراء دنيا مضيئة
وذكرك في التاريخ أشرق فجره
فيا قلب أمي : ما أخوك بميت
ففي كل ناد للمكارم ذكره
هو الغيث يصحو الأفق بعد هطوله
ولكنه يبقى شذاه وقطره
وأبناؤه السادات نور سمائه
وهم ظله الضافي علينا وعطره
وفي ذلك العلق الكريم نفائس
ولؤلؤها المنظوم قد عز نثره
وشائج بالقرآن تسقى أصولها
وبذل جرى في كل بيداء نهره
وأنت حبيب الله علق نفوسنا
وكل رثائي في رثائك نزره
ويا آل أبنو لايزال فخاركم ...
وعزكم يسمو ويعظم قدره
سلام على ذاك الضريح تحفه
من الله رحماه ويورق خضره.