شعر.... الشهيد هنية
شعر: المختار السالم
ليْسَ موتاً.. بل قصّةَ استشهادِ
حالةً منْ ملاحِمِ الـميلادِ
قصةً للبُـراقِ والقُدسِ تُروى
في جميع الأزمانِ للأولادِ
أيُّها الخالد الـمُخلَّدُ في طَلْحِ
الأغاني وسِدْرَةِ الإنْشَادِ
قد فَطَرْتَ الدُّرُوبَ عَزْماً وكانَ
الخطْوُ فيها للظنّ والإغمادِ
أعزاءً للمورياتِ وسَلْوى
يا عَزِيزَ الـمُنى وَخِلّ الـجِيَادِ!
خُرِمَ اللّيلُ.. مِغزلُ الشّمسِ أمْضى
وسناءُ الأسيادِ للأسيادِ
خُرِمَ الليلُ.. كيف يصعد نَجمٌ
ثمَّ يأتينا كلُ هذا السّوادِ؟!
أيها الحـُزْنُ هل أتى الدّهرَ حزنٌ
مثلما جئت باللظى لفؤادي
منْ لفقدِ الحبيب بالإسعادِ
من لهذا الحريقِ بالإخْمَادِ؟
إنّ حُزْنَ الزّيتُونِ أشْعثُ حَالاً
أرمد الـمُرتَجى رضيع السُّهَادِ..
يا أبا العبْدِ للشَّهادةِ فَــيْءٌ
منذُ إسماعيلَ النَّجِي بالوَادِي..
زمٍزمِ اللّحْنَ زَمْزم الدّمَ تُرْقِي
حالةَ الذاهلينَ والشُّرّادِ
يا أبا العبدِ، والصّهاينة اغتالوكَ
من أيْدٍ عُرّبتْ في المزادِ
إنَّ أعْرَابَـها اللّئامَ تناجوا
بالنّباحِ الـمَبحُوحِ بحّ العواد..
ينشدونَ الـمُخَلَّـفَينَ بلَهْوٍ
ويَمُدُّونَهم بِحَبلِ الودادِ
فقدوا شعرة الحياءِ فما احتاجوا
لعذْرٍ ولو بذَرّ الرّمادِ
"الـدمى" ما لها بغزّة حِسٌّ
فالدُّمى لا تُحِسّ بالأضدادِ
يا أبا العبدِ ليسَ يغتالُ حلمٌ
عــبِّدتْ دَربُه منَ الأكبادِ
يا أبا العبدِ حوصِرتْ هاشمٌ من
قبل هذا وجيء بالإرعادِ
ثمّ جاء الفتْح الـمُبينُ فخابتْ
كلُّ مَجموعةٍ من الصّدَادِ
أيها الفارسُ العظيمُ.. تخيَّلْ
كيف تبكيكَ أمة في الحِدادِ..
البلادُ التي تُحِبَّكَّ سيفاً
لا ترى للشهيدِ من أندادِ
يولدُ البحرُ خَافِقاً بشموخٍ
ويَموت الغثاء في المِيلادِ
أنت ميلادٌ عبقريٌّ وشَدوٌ
خالدُ الذّكْرِ في مَقَامِ الضّادِ.