صليل السيف.  في رثاء الشهيد أبي العبد

 

لِتهنك من درب الجهاد مخاتمُه. 
ورَوحٌ من الفردوس فاحتْ نسائمه. 

قطعتَ المدى المفروش بالشوك فارساً
خوافيه طُهرٌ والشموخُ قوادمه

تُلاطمُ موجاً  كلّما قيلَ  داهمٌ
فإنكَ ساقيه الحتوف وطاعمٌه

بأبيضَ لم تمسحْ صفائحَ وجهه
يدُ الغمد مُذ نيطتْ عليه تمائمُه
 
مَواقعُه من كل خطب نحورُه
ومطعمُه من كلّ باغٍ  جماجمه 

تأبطّتّه مذ بعتَ لله مُهجةً
تشيمُ الردى أنَّى تحومُ حوائمه 

يُثير صليلُ السيفِ كامنَ شوقها 
إذا السلمُ هزَّ الخانعينَ حمائمُه

فتقتحمُ الأهوالَ هازئةً بهاَ
وسيفُ الردى يفري الجماجمَ صارمُه 

هنالكَ يَبلو السيفُ حدّ غِراره
ويعرفُ من يُعطى لدى الرّوع قائمُه 

وفاءً لأقصانا المُبارَكِ حوله. 
وسيراً على الدرب المكينِ دعائمُه

لئن غالك المحتلُّ غدراً وطوّحتْ.
به في مناديحِ السراب مزاعمُه

لَفي غزةٍ آسادُ غابٍ تذيقُه
كؤوساً تتالتْ مِن لظاها هزائمُه

جِلادٌ يٌطير الهام عن سكناته 
وصادقُ طعنٍ كالحاتٍ أراقمُه

وإنّ الدماء الطاهراتِ لَلعنةٌ
تُشبُّ بها أحزانه ومئاتمُه

وفي كل شبرٍ من رُبى العز شامخاً
هنيّةُ بأسٍ. لاتُفلُّ صوارمُه

ففي التلَّ من تلّ الهوى فتكاتُه. 
وفي السفح من حيّ المغازي عظائمه

وفي الدّيرِ من بلْح الشموخِ إباؤُه
يُداعبُ بأساً ضارياتٍ ضراغمُه

معاهدُ فاحَ العزُّ في جنباتِها
وخُطّتْ من الطّوفان فيها ملاحمُه

سلامٌ عليها وهْيَ تنبضُ عزةً
وتدفعُ في رُكن الأسى وتلاطمُه.

فدىً لبنيها الطاهرين دُمَى بِها 
يُساس الورى  ءاسادُه وكرائمُه

فمِنْ كلّ طاغِ جندُه وعتادُه
 ومن كلّ ملْكٍ تاجُه. وعمائمه.

أبا العبد والدُّنيا دويُّ من الأسى 
وفيضٌ من الدمع الهتون غمائمه 

لكَ الخلدُ بالذكر الذي صفحاتُه
تُسنُّ بها من كُل جيلٍ عزائمُه

فرِد باسماً خُضرَ الجنان مُنعَّماً 
يناغيك أحوى ناضرُ العيش ناعمُه.

فرزؤٌكَ فيه الصمتُ أبلغُ ناطقٍ
وإن قطّعتْه من شجيّ هماهمُه

عليكَ سلامُ الله يعبقُ بالشذى
وتفترُّ عن غضّ النعيم كمائمُه.

ادو النان أحمد يغي.