«امرأة نثار» للموريتانية أم كلثوم بنت أحمد في دار «النخبة»

غلاف رواية «امرأة نثار» للموريتانية أم كلثوم بنت أحمد.

 

 

 القاهرة - بوابة الوسط 

 

تنظم دار «النخبة» للنشر والتوزيع بالعاصمة المصرية القاهرة، اليوم الخميس، ندوة لمناقشة رواية «امرأة نثار» للأديبة الموريتانية أم كلثوم بنت أحمد، والتي صدرت حديثًا عن الدار.

تقع الرواية في 406 صفحات من القطع المتوسط، وتهديها المؤلفة إلى «كل إنسان ضاعت نفسه في زحام نفسه، فتشظى نثارًا في كونه، وأدمت شظاياه قلبه وهو يلملمها في أرجاء تسع وعيه بوجوده».

تغوص المؤلفة في أعماق والخبايا النفسية للمرأة، من خلال بطلة الرواية التي تحاول فك طلاسم شخصيتها والأحداث التي مرت بها.

اختارت الكاتبة عنواناً يعكس محتوى القالب السردي «امرأة نثار»، فقد جاء بناؤه غير معتمد على ترتيب أحداث، بقدر ما اعتمد على مواقف ومشاعر متناثرة عن امرأه تواجه التحديات، مرت بمرحلة الشتات حتى أصبحت سيدة تتمتع بالحرية والقدرة على اتخاذ القرار دون قيود.

وما بين جغرافية الشخصية الرئيسية وجغرافية الصحراء الموريتانية تدفقت أحداث الرواية في دفء سردي أشعلته انفعالات البطلة، وهي ذاتها الراوي الرئيسي في «امرأة نثار»، إلى جانب أصوات ساردة على هيئة رسائل موجهة إلى بطلة العمل، منها في الفصل الخامس والمعنون بـ«طليق لعناد محمد سيدي» والفصل الثاني عشر الذي جاء بعنوان «يسلم محمد فال».

تشعر البطلة الساردة منذ مطلع عمرها باختلاف عن مجتمعها وتحس بذلك الاختلاف، ويوضح مسار السرد كيف أن المجتمع لا يترك المختلفين يمارسون حرية اختيارهم، وكأنه لا حق للمختلف في ممارسة حياة طبيعية.

ومع تحديات الذات ومواجهة المجتمع تراكمت المشكلات النفسية، لتصاب البطلة باكتئاب، ومن خلال تعاطيها مع طبيب نفساني يطرح عليها أسئلة، وكل سؤال يفجر ذكرى، تتداعى معها أحداث الرواية.

من أجواء الرواية
«لم أكن أنصاع للأوامر التي تجعل لحياتي جنساً معيناً؛ وكنت أُضْرَب لذلك، وأعنف أشد تعنيف؛ فحركاتي غير أنثوية بزعمهم؛ حركات غير مستساغه للبنات، كانت تجعل عيني أمي تتسع في حدة؛ وتلوي أصابعها في فخذي وتهبر هبرة منه حتى تكاد تأتي بها من أصلها.

 كنت أقتحم كل تلك المنهيات المؤطرة لجنسي كفتاة، فأجد سعادتي في الجري والعدو والقفز على الحبل والقفز الحر وتسلق الجدران كالفتيان ولعب كرة القدم، مرة لاعبة وطوراً حارسة مرمى، وطوراً أركب الدراجة كالفتيان، وأرمي بلوحي للماعز رافضة أن أسمن؛ أكره ذلك الانتفاخ وتلك البلادة والبلاهة التي تتسم بها الفتيات المسمنات».

أم كلثوم بنت أحمد
وأم كلثوم بنت أحمد هي رائدة القصة القصيرة في موريتانيا، ولها مجموعتان قصصيتان نشرت إحداها بعنوان «مارية».

وهي عضو مجلس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، ونائب رئيس نادي القصة. شاركت في لجان تحكيم في مسابقات القصة القصيرة بمهرجانات وطنية.

نالت بنت أحمد عديد الجوائز عن مسابقات للقصة القصيرة نظمتها «اليونسكو»، ووزارة الثقافة الموريتانية.