مقاربات نقدية حول: "القصّ القصير: سؤال التّجنيس وسردِيّة الخطاب"

 

 

 

 

نظّم بيت الشّعر نواكشوط مساء اليوم الخميس 05 سبتمبر 2024 ندوة نقديّة ضمن سلسلته: "مقاربات نقديّة" الّتي تهدف إلى استجلاب أقلام فكريّة مؤطِّرة تواكب الإبداعات الرّوائيّة والقصصيّة والقضايا الفكريّة التي تحرّك السّاحة الثّقافيّة، بالموازاة مع سعي بيت الشّعر الدّؤوب إلى تنظيم حِلَق فكريّة منتظمة تستقرئ نشأة وتطوّر الخلفيّات الاجتماعيّة والبنيات الثقّافيّة للأدب العربيّ في موريتانيا، بغية تسليط الضّوء عليها من أجل خلق فسحة دائمة خلالها تتلاقى الآراء والقراءات وتتوسّع المدارك والاجتهادات.

 

 وتناولت النّدوة موضوع "القصّ القصير في موريتانيا.. سؤال التّجنيس وسرديّة الخطاب"؛ مستضيفة شخصيتين سرديتين هما: البروفسير محمد الأمين مولاي إبراهيم والأستاذة نزيهة اليدالي الحسن، وقد أدار الجلسة الشاعر محمّد إدوم، المنسق الثقافي لبيت الشعر، الّذي مهّد للمحاضرين بنبذة موجزة حول السّرد والسّرديّة معرّفا بضيوف النّدوة.

 

وقد أحال الكلمة أوّلا إلى المحاضر البروفسير محمّد الأمين مولاي إبراهيم وهو أستاذ وباحث جامعيّ من مواليد مدينة المجريّة 1965، أستاذ النقد وتحليل الخطاب بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية_ نواكشوط منذ 2000 وعضو هيئة تدريس برتبة "أستاذ جامعات" اختصاص السّرديّات وتحليل الخطاب، وقد شغل مناصب علميّة و أكاديميّة عديدة بجامعة نواكشوط منها: نائب رئيس جامعة نواكشوط المكلّف بالشّؤون الأكاديميّة لدورتين من 2008 إلى 2016، ومسؤول مختبر الأدب واللّغة بكلّيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة من2016 إلى 2020،  ويشغل حاليا منصب مدير مدرسة دكتوراه الأدب والعلوم الإنسانيّة بكلّية الآداب والعلوم الإنسانيّة منذ 2020، ومسؤول وحدة بحث السّرديات وتحليل الخطاب من 2021، له عدّة مؤلّفات في تخصّصه فاز فيها كتاب "شعريّة رواية الصّحراء" بجائزة شنقيط للآداب 2004، كما حصل على جائزة البحث العلميّ للوكالة الوطنيّة للبحث والابتكار 2021، وله بحوث متنوّعة منشورة في أكثر من جريدة علميّة عربيّة.

وقد تطرّق في محاضرته إلى ظهور القصّ القصير في التّجربة الموريتانيّة، وما رافق هذا الظّهور من قضايا أدبيّة متّصلة بتحوّل في أدبيّة الأدب الموريتانيّ؛ من أدبيّة الشّعر إلى أدبيّة  القصّ، وما نتج عن هذا التحوّل من تغيّر في ميزان سلطة شعريّة القول الأدبيّ في محافل النّثريّة العربيّة المنتِجة له أدّى إليه تنازع السّلطة الأدبيّة بين الشّعر والسّرد وما نتج عن ذلك من سؤال التّجنيس ومشكل التّصنيف في الخانة الأدبيّة للأنواع والأشكال الأدبيّة ممّا ينسجم ونظريّة الأجناس الأدبيّة، وقد وصف تطوّر الكتابة السّرديّة في موريتانيا من البساطة إلى التّركيب، مرورا بمراحل أربع نضجت فيها الحبكة القصصيّة للرّواية العربيّة الموريتانيّة.

 

فيما أحيلت الكلمة ثانيا إلى الكاتبة نزيهة اليدالي الحسن، وهي من مواليد31 مارس 1978 بمدينة نواكشوط، حاصلة على شهادة المتريز في التّسيير، وشهادة ماستر في الماليّة الإسلاميّة، تواصل إعداد بحث دكتوراه بالماليّة الإسلاميّة في كلّيّة الشّريعة- جامعة سيدي محمد بن عبد الله، بمدينة فاس بالمملكة المغربية، تكتب عمودا أسبوعيّا لجريدة الشّعب.

وتطرّقت في مداخلتها إلى بدايات الشّغف الكتابيّ لديها وميلها المتسارع إلى الأدب السّرديّ مفصحة عن ورائيات تأليفها لرواية "ثورة غباء" الّتي تستعرض فيها مشكلات النّظرة المجتمعيّة المحافظة للمرأة المتحرّرة ما بعد سنّ الأربعين والأضرار الّتي تلحق بها نتيجة ممارساتها النّابعة من العاطفة.

واختمت الأمسية بصورة تذكاريّة جماعيّة، وسط حضور متنوّع من الدكاترة والأساتذة والباحثين الجامعيّين وجمهور من الصّحافة  وعشّاق الأدب، وروّاد بيت الشعر.