احتفاء بيوم الشعر العالمي: سمر شعري في بيت الشعر نواكشوط
نظم بيت الشعرـ نواكشوط مساء أمس الخميس 20 من مارس 2025 بقاعة الأنشطة سمرا تراتيليّا للقصيد احتفاء باليوم العالميّ للشّعر، وذلك ضمن التّخليدات المتواصلة للشّعر وكتّابه من طرف بيت الشّعر-نواكشوط بأكثر من مناسبة، كما يضع في الأساس الأوّل كعادته ضمن أولوية برامجه قضيّة الشّعر، وتهدف التّراتيل دائما وبشكل دؤوب ومنتظم على جعل القصيدة حاضرا فكريّا معبّرا عن الرّاهن والمستقبل خلال مسار الحركة الفكريّة وتفاعلات المجتمع، ورافدا فنيّا مشكّلا للّوحة الجماليّة الأدبيّة، استنادا على رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي وجد الشعر ومبدعوه عنده العناية الرفيعة.
وقد استضاف بيت الشّعر- نواكشوط ثلاثة شعراء من مختلف المدارس والخلفيات والأعمار هم: عبد الله ولد محمد عبد الله، ولمرابط ولد ديّاه، ومحمدو أحمدو المنى.
وقد ألقى أوّلا عبد الله ولد محمد عبد الله، وهو شاعر يكتب القصيدة العربيّة بلغة كلاسيكيّة جزلة، مهتمّ بالدّراسات الأدبيّة القديمة جميعها، كما أنّه فقيه لغويّ، عمل سابقا بأكثر من مهمّة تعليميّة للمؤسّسات الجامعيّة بموريتانيا، إضافة إلى اشتغاله بالكتابة اللغويّة وعلوم الشّريعة، يعمل حاليا أستاذا جامعيّا بجامعة العيون الإسلاميّة، قصيدته "حنين إلى البقيع" التي يقول فيها:
حبيبة قلبي حان منّي ترحّل
وداعا فإنّي عن قريب سأرحل
لواعج شوقي أفقدتني تمتّعا
بمرآك قبل البين والدّمع مسبل
فيا طيبة الغرّاء منّي مسافر
بجسمي..وقلبي في رحابك يعقل
تذكّرني الدّار الحبيب محمّدا
وكم ذكّر الأحباب رسم ومنزل
فيما تلاه ثانيا لمرابط ولد ديّاه، وهو شاعر يكتب الشّعر الفصيح والشعبيّ، عضو اتحاد الأدباء والكتّاب الموريتانين، ويشغل منصب " أمين النشر" به، وقد تلقى تعليمه الأوّل في المحظرة وتخرّج منها بعد تعمّق بالمتون اللغويّة والدّينيّة، كما حصل على شهادة الكفاءة التربويّة، ثمّ الباكلوريا، وشهادة اللّيصانص في الدّراسات الإسلاميّة، من المعهد العالي للدّراسات والبحوث الإسلاميّة بنواكشوط، وقد نال العديد من الجوائز في المسابقات الأدبيّة، يعمل على نشر مجموعة أعمال نقديّة أبرزها "أغراض الشّعر الحسّانيّ" و"الإشارات الدّلاليّة على الحركة في المعاجم العربيّة" وتحقيق "ديوان محمدن ولد ابّوه"، وألقى قصيدته التي يقول فيها:
حبُّ طََهَ يُسْتًطَابُ .. حَبَّذَا ذَاكَ الْجَنَابُ
إِنَّ قلبا لَيْسَ فِيه .. حُبُّ طَهَ لَخَرَابُ
فَلْيَكُنْ فِي كُلِّ قَلْبٍ .. مِنْ هَوَى طَهَ نِصَابُ
فَهْوَ دُرٌّ وَهْوَ كَنْزٌ .. وَهْوَ لُبٌّ وَلُبَابُ
وَهْوَ أَمْنٌ وَأَمَانٌ .. وَطَعَامٌ وَشَرَابُ
وَهْوَ رُقْيُ النَّفْسِ حَقًّا .. وَالدُّعَاءُ الْمُسْتَجَابُ
وقد تلا ثالثا الشّاعر محمدو ولد أحمدو المنى، وهو أستاذ تعليم ثانويّ لمادّة اللغة العربيّة، نائب رئيس المجلس العلميّ باتّحاد الأدباء والكتّاب سابقا، مشارك في فعّاليّات ومهرجانات أدبيّة وثقافيّة في البلد، تلقّى عدّة تكريمات وجوائز، عضو بأكثر من مؤسّسة أدبيّة، وقد نشرت له مجلّات وصحف مختلفة، لديه ديوان شعريّ قيد النّشر تحت عنوان "نبضات قلب"، وقد انتقى من مدوّنته الشعرية عدة قصائد،جاء من ضمنها قصيدته " اقرأ " التي يقول فيها:
من فجوة بحَرا ، أعظم به خبرا
عم العوالم نور للورى بھرا
أصخ لمكة واسمع نبض خافقھا
فقد تسارع أن قيل " الأمين" قرا
وانساب بين حواري مكة ألق
يا ما به حلمت أم القرى وقرى
حراء مبتدأ للحق مصدره
منه الضّياء الذي قد عمّ وانتشرا
يعيد للأرض طھرا بعدما ملئت
رجسا ، ويغسل عنھا الرّين والوضرا
وضمن السّياق والمناسبة ألقت عبر منصّة سمر التّراتيل كوكبة من الشّعراء المبدعين ذوي مختلف التوجّهات والمشاغل والتّجارب قصائد متباينة المواضيع والأغراض وسط حضور جمهور شعريّ متنوّع، وانتهى السّمر باستراحة شاي وفطائر تخلّلتها بعض المناقشات واللّقاءات والصّور التّذكاريّة في باحة بيت الشّعر-نواكشوط.