في بيت شعر نواكشوط.. "مقاربات نقدية" تناقش أثر اللغة في النظريات النقدية
نظم بيت الشّعر ـ نواكشوط مساء اليوم الخميس 22 مايو 2025 ندوة نقديّة تحت عنوان " أثر اللّغة في النّظريّات النّقديّة" ضمن برنامج "مقاربات نقدية" الّتي استضافت شخصيتين معرفيّتين هما: د. أحمد ولد أبو بكر الامام ود. محمد الأمين ولد محمد المصطفى، وقدّم الجلسة الدّكتور عبد الله السيّد الّذي قدّم للضّيفين بلمحة موجزة عن أبرز محطّاتهما العلميّة، واشتغالاتهما المعرفيّة، ممهّدا للجلسة بعرض مقتضب عن مفهوم وسياق عنوان الجلسة.
وقد ألقى المحاضرة الأستاذ أحمد ولد أبو بكر ولد الإمام من مواليد 1970 بالعاصمة نواكشوط، تلقّى تعليمه الأوٍل محظريّا ثمّ التحق بالتّعليم الحديث، حاصل على اللّيسانص في الدّراسات الأدبيّة العربيّة من جامعة نواكشوط، حاصل على دكتوراه في النّحو العربيّ من كليّة الآداب بجامعة نواكشوط العصريّة، مهتمّ بالقضايا الفكريّة للّغة والنّقد، له أكثر من دراسة معرفيّة، من أبرز أعماله: "اشتغال العامل عن المعمول"، و"أثر الألفيّة في تطوّر مناهج الدّرس النّحويّ بالمحاظر الشّنقيطيّة"، و"الأبعاد النّحويّة والبلاغيّة في عقل الشّوارد"، وقد شارك في أهمّ النّشاطات والنّدوات المعرفيّة والثّقافيّة، يعمل حاليا أستاذا للنّحو والصّرف بجامعة المحظرة الشّنقيطيّة الكبرى بأگجوجت.
وقد تطرّق في محاضرته إلى "أثر النّحو في الصّورة الشّعريّة"،
بدأها بالإشارة إلى السّياق المعرفيّ الذي أنضج الوعي النّحويّ تمثيلا وتحليلا خلال التطوّر العلميّ الذي شهدته البيئة الشّنقيطيّة ضمن نظام المحظرة، متطرّقا إلى الجدل البلاغيّ الّذي أحدثته الاستقراءات المتباينة بين أجيال مختلفة من العلماء الموريتانيّين قديما، مستشهدا بأطرف الشّواهد الّتي سجّلت جانبا من تلك السّجالات الثّقافيّة، ممثّلا لأبرز الاصطلاحات التّركيبيّة والدّلاليّة بين عدّة شعراء علماء شناقطة، وما أبدعته من استعارات وكنايات وتوريات.
فيما ألقى المحاضرة الثّانية محمد الأمين ولد محمد اشفاق، وهو أديب وباحث موريتانيّ من مواليد 1983 بمدينة أغشورگیت، حيث فيها تلقّى تعليمه الأوّل بالمحضرة الموريتانيّة، والتحق بالتّعليم الجامعيّ بعد نيله الباكلوريا الأدبيّة، حاصل على دكتوراه في اللّسانيّات النّصيّة من كليّة الآداب والفنون والإنسانيّات بجامعة منّوبة -تونس، مهتمّ بالقضايا الفكريّة النّقديّة والشّعريّة. مختصّ في مجال سيميائيّات اللّغة، له عدّة دراسات أكاديميّة وبحوث معرفيّة محكّمة مساهمة في الدّرس اللّسانيّ، من أبرز دراساته: "القول وأساليبه عند أبي حيّان التّوحيديّ" و"سمات اللغة الشعريّة بين الجاحظ وأبي حيّان التوحيديّ" و"أثر النّحو في الدّراسات القرآنيّة: المعنى نموذجا"، العاقل وغير العاقل في التّراث النّحويّ: دراسة عرفانيّة".
وجاءت كلمته حول "أثر اللّسانيّات النّظريّة في الدّراسات النّقديّة"
وقد دارت حول بعدين رئيسين هما: واحد تأصيليّ، وآخر اختباري، معتبرا أنّ أسئلة النّقد تقف على أرضيّة معياريّة وإن كانت دارسة لمادّة فنّيّة، ممّا صعّب وعدّد المفاهيم والنّظريّات، واصفا تلك التّعدّديّة بالانفجار الفكريّ الموازي للانفجار الفنّيّ اللّغويّ، معتبرا أنّ كلّ ذلك التّكاثر اللّغويّ هو عمل لغويّ يهدف إلى تحليل اللّغة باللّغة ممّا أدّى إلى خلخلة النّظم والمفاهيم والبحث عن آليات ووسائل تمكّن من نسبيّة تطويق فعّالة لمفاهيم من قبيل: "المرونة" و"الإبداعيّة" و"الشّعريّة" و"الخطابيّة" و"الصّوريّة" وغيرها من فرضيّات تنظّر للإبداع بين مقامات 'اللّسان'و 'الكلام' و'اللّغة'، جاعلا مركزيّة الإبداع تنطلق من القدرة على قابليّة التّاويل المفتوح.
وانتهت الجلسة بمداخلات ومناقشات لمجموعة من الباحثين والدّكاترة والشّعراء وسط حضور متنوّع الخلفيات والمشارب لجمهور بيت الشّعر.