تراتيل الأصيل: تجربتان شعريان تعبران عن القصيدة الموريتانية المعاصرة
في إطار أنشطته الأسبوعية، نظم بيت الشعر نواكشوط مساء اليوم الخميس 12 يونيو 2025 بقاعة الأنشطة الثقافية أمسية شعرية ضمن فعاليات برنامج تراتيل الأصيل.
ويهدف بيت الشعر نواكشوط عبر هذا البرنامج إلى مواكبة الشعر الموريتاني وإبراز تجاربه المعاصرة من خلال استضافة شعراء من مختلف الأجيال والحساسيات الفنية، حيث يقيم موعدا مع جمهور الشعر ويستضيف في كل مرة أسماء إبداعية جديدة، لتظل علاقة الشعر بجمهوره مستمرة وحيوية، وليؤدي الفن الشعري رسالته الإنسانية ويؤكد على حضوره في المشهد الثقافي الوطني.
وقد استضافت هذه النسخة من تراتيل الأصيل الشاعرين : محمد سيدي محمود و محمد محمود محمذن، فيما أدار الجلسة الأستاذ محمد المامون البار، وهو أستاذ لمادة اللغة العربية في المرحلة الثانوية، وإعلامي قدير له حضوره المشهود في الإذاعة والتلفزيون حيث عمل مقدما لعدة برامج تعليمية وتثقيفة وحوارية. وقد قدم الأمسية مستهلا بوضعها ضمن سياق أنشطة بيت الشعر الهادفة إلى ترسيخ اللغة العربية في الوجدان وتقديم النموذج الشعري الموريتاني المتميز. كما تقدم بالشكر والامتنان لصاحب المشروع الكبير صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على ما يبذله ويقدمه من جهود متتالية خدمة للأدب والثقافة واللغة العربية.
وقد بدأ النشاط بكلمة بيت الشعر التي أعلن من خلالها عن تنظيم الدورة 23 من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي الذي يزور بلادنا للمرة الرابعة من أجل تكريم شخصيات علمية وثقافية وأدبية أسهمت بإنتاجها الفكري كتابة وبحثا في دعم الثقافة العربية، وهم الأستاذ محمد فال عبد اللطيف، والشاعر محمد الحافظ أحمدو، والدكتورين يحي محمد الهاشمي وأحمدو امين.
وفي ذات السياق تمت دعوة الشعراء الشباب الراغبين في النشر عن طريق بيت الشعر نواكشوط لإرسال دواوينهم الجاهزة لتندرج ضمن الخطة السنوية لمطبوعات بيت الشعر الصادرة عن دائرة الثقافة بحكومة الشارقة.
بعد كلمة بيت الشعر، استدعى المقدم الشاعر الأول وهو: محمد سيدي محمود من مواليد 1968 بلعيون، حاصل على المتريز فى الآداب العصرية من جامعة انواكشوط سنة1992م و صحفي بالإذاعة الوطنية منذ1995م
شاعر ومقدم برامج بالإذاعة الثقافية.
وقد قدم نصوصا شعرية مختلفة الأغراض والمضامين عبرت عن تجربته العاطفية والوطنية وعن إحساسه المرير بواقع الأمة والإنسانية، ومن بين نصوصها التي ألقى جاء نصه بعنوان " "اللغة المعجزة"، التي يقول فيها:
وراودتني قواف من بناتك عن
نفسي ونفسي وأيم الله ما أبت
هذا قميصي قدّ اليوم من قبل
إني إذن لأقول الحق زنبقتي
تعهدتك جموع القادمين إلى
شنقيط في حلق تزهو بمحظرة
لما اتخذنا ظهور العيس مدرسة
قبل المدارس من ألف قد انقضت
واختارك الله من بين اللغات إذن
وعاء وحي وإيمان وموعظة
بعدها صعد المنبر الشاعر الثاني محمد محمود محمذن من مواليد 1998 بنواكشوط، حاصل على الباكلوريا الأدبية والليصانص من قسم اللغة بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية.
صدر له عن دائرة الثقافة بالشارقة ديوان بعنوان " في الغيب متسع" كما حصل على عدة جوائز شعرية وطنية.
وقد ألقى نصوصا شعرية عكست أسلوبه الفني في الكتابة الإبداعية وجسدت التطور الحداثي الذي شهدته القصيدة الموريتانية مؤخرا. ومن ضمن نصوصه :
على اللحظة البكر
نرجوا لقاءً!
لنسكرَ لو لحظة من عيونك!
لنرفع منا
شراع الذهول
فما أطول الأفق أفق جنونك
يعتمنا في السطور الفراق
فما أتعس الكون: كون بدونك!
أيا أول الحب
و الذكريات
دعي الكون يرقى بأسمى فنونك!
سألنا عن
الوعي!
و المنتهى!
و ما خبأ المنتهى في ظنونك
و عنك و أنت
الثواني الملاح!
و عنا نربي العلا في غضونك!
وقد جرى النشاط ضمن حضور جمهور متعدد المشارب من شعراء وإعلاميين وباحثين وطلبة جامعيين ومتذوقين للشعر. واختتم النشاط بصورة تذكارية للشعراء المشاركين مع الجمهور وإدارة بيت الشعر نواكشوط.