مذكرات شخصية تكتبها القصائد في بيت الشعر بالشارقة

  • Posted on: 19 August 2025
  • By: admin2

 

نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شعرية يوم الثلاثاء الموافق 19 أغسطس 2025، شارك فيها كل من الشعراء: محمد محمد عيسى من مصر،  قمر صبري من سوريا،   و محمد المعشري من سلطنة عمان، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت، وجمهور من النقاد والشعراء ومحبي الشعر.
قدم الأمسية الإعلامي محمد المنصوري، الذي استهل تقديمه بالترحيب بالحاضرين، رافعا الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على رعايته لمنابر الإبداع، وقال: " نجتمع الليلة في هذا البيت، بيت الشعر، في مقره الجديد الذي يفتح أبوابه للبوح، ويصغي لشدو القوافي، ويحتضن عشاق القصيدة من كل الأوطان ، فباسمكم جميعاً، نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، راعي الكلمة النقية، وحامي منابر الإبداع.".

افتتح الأمسية الشاعر محمد محمد عيسى، الذي افتتح قراءاته بقصيدة أسماها "سيرة الشعر" معبراً عن علاقة تربط ذاته بالشعر، راسماً صورة هذه العلاقة عبر قراءة تأملية لماهية الشعر، وقال: 
قرَأْتُكَ فِي  جِبينِ الصُّبْحِ طَلْعًا
وَنَعْنَاعًا،  وَزَيْتُونًا،  وبُرَّا

وَشَيْئًا مِنْ  خُلاصَةِ  ذِكْرَيَاتٍ
دَعَتْكَ  لِأَنْ تَكُونَ بِهَا أَبَرَّا

جَمِيعًا قَدْ تَلاقَتْ فِي فُؤَادٍ
لِتتَّخِذَ الْفُؤادَ لَهَا مَمَرَّا

إِلَى  قَلْبِ الْحَيَاةِ  تَصُبُّ  نَهْرًا    
ومِنْ قَلْبِ الْحَيَاةِ  تَعُودُ  نَهْرَا

كما ألقى أيضا نصا ثانيا بعنوان "سيرة النقاء"، التي عبرت عن رؤية الشاعر للحياة ومكابدته لها، وعن الحلم الذي تملكه اليأس وهو يحاول إيجاد نفق للخروج إلى الضوء، ومما قال فيها: 
لأَنَّكَ عَائِشُ فِي الْحُلْمِ مَيْتاً
وسرٌّ، كُنْتَهُ، هُوَ مَا احْتَوَيْتَ

(بَقِيْتَ) تُنازلُ الأَحلامَ  فَرْدًا
وَفِي سَاحِ الْمَوَاجِدِ مَا اخْتفيتَ

تَحُوكُ لِهارِبٍ مِنْ وَجْنَتَيْهِ
كِساءً لَا يُغادِرُ مَا اكْتَسَيْتَ

 بعد ذلك، قرأت الشاعرة قمر صبري نصوصا تنوعت في شكلها بين قصيدة الشطرين والتفعيلة، واستهلت قراءاتها بقصيد "بنت الشام" التي طرحت فيها رؤية عبرت عن حب الوطن، وعن معاناته مع واقعه الذي فرضته الأيام عليه، واتخذت من دمشق صوتاً ناطقاً، يبعث رسائله عبر حروف صادقة، فقالت: 
على صوتِ كلِّ الأرض يطغى نداؤها
ويكسرُ ظهرَ العاشقينَ انحناؤها

من اليأسِ تخشى منْ تمزُّق روحنا
فيكسو زمانَ البُغضِ حُباً رداؤها

إذا فرّقتْ بين الأشقاء محنةٌ
إلى الحاء ملءَ الكون تمتد باؤها

إذا جفَّ عطرُ الوردِ يندى حنانها
يلقِّحُ أنفاسَ الورود هواؤها
 
ثم قرأت نصوصاً من شعر التفعيلة، تميزت بدهشتها وسلاستها، ومنها قصيدة تتحدث بصوت "النساء" بعنوان "على متن قشة" قالت فيها:
ونحن النِّساءَ
مضى حلمُنا هائماً في الفراغِ
يفتِّشُ عن حيِّزٍ في الأمانِ
ليغزِلَ عُشَّهْ
وظلَّ يكابدُ مُذ غرقَ الموجُ
غادرتِ الشمسُ مُستسلماً للضياعِ
على متنِ قشّهْ

واختتم القراءات الشاعر محمد المعشري، الذي حلق بنصوصه الفارقة سماء التجلي، فقرأ نصوصاً مفعمة باللغة العالية، والصورة الآسرة، والخيال المحلق، واستهلّها بأبياتٍ صنعت فارقاً في الحضور، يقول فيها:

يجدُ الحقيقةَ ثمَّ يتبعُ ظنّهْ
لو أنّهُ اتّبعَ الذي.. لو أنّهْ

صاحوا به: ياأنتَ، من أينَ الطّريقُ
إلى الضياعِ، فصاحَ: سِرُّ المِهْنَةْ

يمضي كأنَّ الدربَ لغزٌ سالك
لم يغرهِ حتى ليخلعَ سِنّهْ

ماذا سيفعلُ آدمٌ في أرضِهِ
من بعد ما قد ذاقَ طعمَ الجنّةْ
 
وفي حوارية تميزت بعمق الرؤية والتأمل، سافر المعشري عبرها إلى الحياة، متخذاً من الآخر صدى لذاته المتشظية في الزمن والحضور، ومما قرأ منها:

تقول: كبرتَ، لكن أنتَ أنتَ
لقد تعبَ الرحيلُ وما تعِبْتَ

أقولُ: خُلقتُ كي أبقى وحيداً
تقولُ: أجلْ، وليتكَ ما خُلِقْتَ

أنا ولدُ الحضور الهش، أجري
وتلحقني الجهاتُ صدىً وصمتا

 وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي المشاركين في الأمسية.

نشر بتاريخ: 19-08-2025 21:38