بيت شعر نواكشوط ينظم ندوة علمية حول "الثقافة الشنقيطية العالمة: الروافد والتيارات"
نظم بيت الشعر نواكشوط مساء اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025، ندوة فكرية ضمن سلسلة "إشراقات ثقافية وعلمية"، حملت عنوان "الثقافة الشنقيطية العالمة: الروافد والتيارات"، وذلك بمشاركة الدكتورين: فالي مين اعل ومحمد سالم زيد، وحضور نخبة من الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالتراث الفكري الموريتاني، فيما أدار الندوة الشاعر المنسق الثقافي لبيت الشعر محمد إدوم.
وقد قدم المحاضرة الأولى ضمن الندوة الدكتور محمد سالم زيد وهو حاصل على شهادة الكفاءة التربوية من المدرسة العليا للتعليم وشهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث من جامعة نواكشوط، وله إسهام منشور في مجال التاريخ الموريتاني.
وقد تحدث متناولاً الجذور التاريخية للظاهرة الثقافية في شنقيط، مشيراً إلى تأثرها المبكر بالروافد المغاربية الأندلسية من خلال الرحلات العلمية والتجارية كما تعرض في سياق حديثه عن الرافد المصري لمساهمة حضور العلماء الشناقطة في المشرق، لأداء فريضة الحج والحصول على الإجازات العلمية، في التقائهم بالعلماء المصريين والاستفادة من معارفهم، وخاصة خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر. كما نبه إلى حضور لرافد حجازي د اقتصر دوره في الثقافة الشنقيطية على الإجازات العلمية، التي كان فقهاء البلد يحصلون عليها في مجال علم الحديث.
أما المحاضرة الثانية فكانت مع د. فالي مين اعل وهو مفتش تعليم ثانوي وحاصل على الدكتوراه في التاريخ المعاصر من جامعة نواكشوط.
وقدم خلالها تحليلاً عميقاً للتيارات الفكرية التي تشكل منها العقل الشنقيطي، موضحة التفاعل بين التيارات التي جرت بينهما خلافات ومن أبرزها التيار النقلي (الأثري) المتمثل في مدرسة الفقه المالكي والتيار العقلي المتجسد في المنطق وعلم الكلام والتيار الصوفي المنضبط بأصول التصوف السني.
كما أشار إلى محاولات التوفيق بين مختلف التيارات والتي ميزت الثقافة الشنقيطية بقدرتها على الجمع بينها في تناغم معرفي نادر.
وختمت الندوة بمداخلات أثرت الموضوع وكشفت عن مختلف الأسئلة والإشكالات المتعلقة بالثقافة الشنقيطية العالمة.