الاتحاد الموريتاني للأدب الشعبي يعقد مؤتمره العام وينتخب هيئاته
نواكشوط - ومأ
عقد الاتحاد الموريتاني للأدب الشعبي، اليوم السبت في نواكشوط، مؤتمره العام العادي الثاني، بمشاركة نخبة من الأدباء والباحثين والمهتمين بالموروث الثقافي الوطني.
وتضمن جدول أعمال المؤتمر استعراض التقارير الأدبية والإدارية والمالية للفترة المنصرمة، إضافة إلى نقاشات تناولت سبل تطوير أداء الاتحاد، وترقية الأدب الشعبي، وحفظ التراث الشفهي الموريتاني.
كما انتُخب خلال الجلسة مكتبٌ تنفيذي جديد، واعتمدت توصيات تدعو إلى تعزيز حضور الأدب الشعبي في الساحة الثقافية، وترسيخ دوره في دعم الهوية الوطنية.
وفي كلمته بالمناسبة، أعرب معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدّو، عن شكره للحضور، مؤكدا أن هذا اللقاء يأتي احتفاء بالأدب الشعبي والتراث الوطني الأصيل، بوصفه ذاكرة حية ومصدرا دائما للإلهام عبر الأجيال.
وأوضح معالي وزير الثقافة أن انعقاد المؤتمر يعكس أهمية صون الموروث الثقافي، وتطوير أدوات البحث فيه، وتعزيز دوره في ترسيخ الهوية الوطنية، لافتا إلى أن البلاد شهدت خلال السنوات الأخيرة حراكا ثقافيا أسهم في تعزيز مكانة الأدب الشعبي.
ولفت إلى أن هذا اللقاء يأتي بعد سلسلة من الفعاليات الثقافية الوطنية، مؤكدا التزام الجهات المعنية بمواصلة العمل على جمع التراث وتوثيقه ونشره، باعتباره ركيزة من ركائز الوحدة الوطنية ورافدا من روافد الإبداع.
وأضاف أن البرامج والسياسات الثقافية التي تنفذها الدولة تشكل إطارا داعما لهذه الجهود، خاصة في مجالات العناية بالمخطوطات، وتشجيع البحوث، وتنظيم المهرجانات والملتقيات المتخصصة، مبرزا الدور الكبير للمؤسسات الرسمية والهيئات الثقافية والأكاديمية.
وبيّن أن المحافظة على التراث ليست عملا توثيقيا فحسب، بل مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون الباحثين والمبدعين والمؤسسات والمجتمع المدني، باعتبار التراث الشعبي تجسيدا للتنوع الثقافي والامتداد الحضاري للمجتمع.
ومن جانبها، أبرزت رئيسة الاتحاد، السيدة خد بنت شيخنا، أن مسيرة الاتحاد انطلقت بدعم مباشر من الدولة وبمتابعة من قطاع الثقافة، مما مكنه من وضع خطواته الأولى بثقة، والعمل وفق رؤية تجعل من الأدب الشعبي ركنا أصيلا في الهوية الوطنية وحاملا للغة الناس وقيمهم وإرثهم الجماعي.
وأشارت إلى أن الاتحاد وسّع أنشطته خلال الفترة المنصرمة في مجالات التوثيق والنشر والتنظيم والتمثيل الخارجي، مبرزة أن إطلاق موسوعة الأدب الشعبي الموريتاني شكل أبرز إنجازاته، إلى جانب إنشاء المنصة الإلكترونية للأدب الشعبي التي تتيح محتوى الموسوعة للباحثين والجمهور بوسائل حديثة وميسرة.
وأكدت تطلع الاتحاد إلى آفاق جديدة تشمل تطوير مشروع الموسوعة ليضم الأرشيف السمعي البصري، وإنشاء مركز وطني للدراسات الشعبية، وتوسيع الشراكات الجهوية والدولية، وتعزيز العمل الثقافي والاجتماعي.
