لماذا نحن هنا؟ (كواليس مؤتمر اتحاد الأدباء) / أحمد الأمين السالم
لماذا نحن هنا؟ (كواليس مؤتمر اتحاد الأدباء)
يُسيل بعضُ الإخوة حبرَهم عبثا في نقد اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، بعد انتخاب مكتب جديد له!
بالنسبة لي حضرت مؤتمر الاتحاد بدعوة كريمة من أخ أقدره وأجله! فوجدت مؤتمرا "مبكطا" ومفصلا على المقاس!
كل شيء كان جاهزا ومرتبا مِن قبل, الرئيس الجديد معروف سلفا، أعضاؤه معروفون سلفا، القوانين الجديدة متخذة سلفا!
لماذا نحن هنا؟!
سؤال صعب!
كنت أسأل نفسي هذا السؤال: لماذا أتيت بصفتي عضوا في الاتحاد، وهل أنا فعلا عضو.. ولماذا لا يحتسب صوتي، أم أن قيمته تساوي قيمة انتسابي له من قبل، وأنا الذي أُحسَب عضوا فيه منذ ثماني سنوات تقريبا، ولم يسبق لهم أن تواصلوا معي لحضور نشاط أو إنعاش آخر أو مشاركة ثقافية أو أدبية، على الأقل لتكثير سواد الغاوين!
لماذا نحن هنا؟!
في الأمام كان بون عمر لي رئيس "اللجنة المستقلة لانتخاب المكتب الوحيد المترشح الذي فاز مسبقا بالانتخابات".
هو كما قرأتم..
كان مندوب الوزارة جالسا يشاهد نزاهة الاقتراع والتصويت المحسوم سلفا، قرأ مسؤول الشؤون القانونية تعديلات في نظام الاتحاد؛ سمعنا منها القليل جدا، ثم قال المشرِفُ: لِنُصوِّتْ.... ارتفعت بعض الأيدي, فنطق بون عمر لي: تم التصويت، قال بعض الجالسين في الأمام: "بالإجماع".
لماذا نحن هنا؟!
كنت أسأل نفسي: أيحق لي التصويت؟ هل أنا عضو فعلا في الاتحاد؟ لماذا أحمل بطاقة عضوية، وما معنى انتساب؟
ارتفع لغط في القاعة، قال بعض الحضور: لم نسمع القوانين الجديدة، قال آخرون: "ذ ماه مهم، اتخطاو" سرعان ما أخمِد اللغط، ثم ردد بون عمر لي: مَن يعترضُ؟!، رفعتُ يدي ومعي صديق آخر، قال قائل أمامنا "ما معترض حد"، هل يعني ذلك أنني وصديقي مجتمعيْن لا نساوي "حد"..
لماذا نحن هنا!
كنتُ أنتظر لوائح الترشح لعلني أختار من بين المتنافسين أصلحهم وأجدرهم برئاسة الاتحاد، ثم فوجئت ببون عمر لي يعلن أن اللائحة المرشحة واحدة ووحيدة, قلت في نفسي: هذه حتى الرؤساء الدكتاتوريون لم يهتدوا لها!
كيف أحدد اختياري من (1)!
لماذا نحن هنا؟!
سحبتُ أذيال الخيبة خارج قصر المؤتمرات، وكان ذلك آخر عهدي بهم، وأعلم أن بطاقة انتسابي الجديدة لن تفيدني شيئا..
لماذا أحملها معي؟ الله أعلم..
-هل سيسألونني عن ديوان، أو رواية، أو تأليف, لكي يتولوا طباعته؟! لا أظن.
- هل سيستدعونني لأنعش نشاطا، أو أشارك في أمسية أو مهرجان؟ لا أظن.
- هل سيُعلمونني بمسابقة ينظمونها لأشارك فيها؟! لا أظن.
- هل سيرسلونني في بعثة من بعثاتهم، أو يشركونني في شيء من أمرهم؟ لا أظن.
ما الفرق بين حامل هذه البطاقة؟ وشخص لم يسمع قط باتحاد الأدباء؟ لا أدري.
ولماذا لست أدري؟
لست أدري.
أصدقائي الأعزاء لا تذهب نفسكم عليهم حسرات، فالاتحاد ملكية خاصة يتداولها "بعض القوم" ما شاءوا وكيف شاءوا، ونحن فيه "واو عمرو" و"همز الوصل في درج الكلام".
نبارك لهم، وللعملاق أحمد ولد الوالد الذي نؤمن جميعا رغم عدم وجود منافس له أنه أهل "أدبا" لرئاسة الاتحاد!
لكننا نرجو أن لا يدعوَنا الاتحاد بعد أربع سنين لمؤتمره القادم، لأننا أدركنا أن حضورنا كغيابنا، وإنما نحن -الأعضاءَ- عنده كـ"تيْم" التي قال فيها الشاعر:
ويُقضى الأمر حين تغيب تيمٌ .. ولا يستأمرون وهم حضورُ
فليختاروا ما يختارون، وليُنَصِّبوا من ينتقون، وليفعلوا ما يشاؤون، وليقرروا ما حبوا، وليكتبوا ما حبوا، (ما يهمنا هذا).
ولكن لا يسموه "مؤتمرا"، ولا يدعونا "مؤتمِرين" ولا "منتخِبين".
والسلام
المرفقات: بطاقة عضوية ربما هي الآن في مرمية في زاوية ما، لا يهم إن ضاعت.
التوزيع:
- أكم
- بلدية امحيجرات
