قصة قصيرة جدا

المختار السالم

 

هرول الرجلُ على رصيف "شارع البنزين"، حاصرته الشرطة بكلابها البوليسية، والأضواء النابضة بكل جوانب سياراتها.. ضحك الطفلُ فوق كتف الرجل الذي يقطر عرقا صافيا كالزيت، قال الطفل:

  •  تسلق النخلةَ بسرعة، فهنالك عنقود واحد.

ردد في نفسه إن ما يرونه ليس الحقيقة، فكم مرة تلون الفارسُ بغبار المعركة، ثم خرج بنظافة الشرف.

رأى الطفل يبتلع البلح واحدة تلو الأخرى دون مضغ.. سكب دموعه، ومد يده نحو الشرطي على كرسيه المتحرك.

انقطعت الكهرباء؛ فتمددت "عتيقة" بهدوء فوق سريرها، واستنشقت "قبضة ثومة" من الزعفران، وشعرت أن النسيم على الرصيف مليء برائحة أعشاب السفانا.. قالت كان الليل أجمل من هذا، وألقت بضفيرتها نحو منحدر كتفيها، وهي تشعر أن الكرسي المتحرك يكاد يزيحها نحو مواجهة النجم سهيل.