قصة قصيرة جدَّا...

 

 

(من وحي كتاب "إقلاع" للشاعر عبد الله ولد أمون)

 

وحلق "شهريار"، تحت اسمه "السندباد الشنقيطي"، من أرض العرب مارا فوق أجواء باكستان والهند وبنجلادش، وميانمار، حيث مدينة "غوانزُ" الصينية.. وحيث سيحطُّ رحاله، ويخلعُ نعاله، ويربطُ ابتهالهُ مطلاًّ من فوق "سور صيني" نافر، يختزن حمحماته بينَ الخاصرٍ الظافر.. عندما تستسلمُ اللحظاتُ سكرى بين الدرب والحافر الماهر.. والزمنُ رابيةٌ الظنِّ العامرِ.. هناكَ يولدُ الشاي مستعتباً، سمحاً ومستعشبا.. فوق خطواتِ صبايا نهر اليانغ.. كم أناملٍ تأسرُ الواصلَ الآملَ الذابلَ إلى سيرةِ الإثْمِ الأصفر.. يرددُ الحمامُ أغنيتهُ ما بين وترين في توأمي مقام يسميان: "غوانزُ"؛ غرائزُ"!

الشجرة التي تغطي غابةً، لا تعجز عن أن تغرق نهرا واحداً، والفتى لا يعلمُ عددَ الجواري ما بين المطار والمطارِ..

هوَّ شاعرٌ حرٌّ.. أتقن حرفةَ تحويل القيود إلى أجنحةِ.. يطير أو يسير.. لا فرق فالنتيجةُ أن يصعد المعشبَ الرابي.. فيلقى هنالك خطبة الأكوابِ.. ثمَّ يخلى ربع الكأسِ ويعفو عن روح الغابِ...

قال "الواردُ" الساردُ.. تشتبهُ اللغة على فتاكم في الممشى والمنفى؛ فتراودهُ المرايا عن نفسها.. لا تشغل بالك بسادنات راهباتٍ ولا بـ"صاي صاي"..

فكل شيء شاي.. وكلُّ خطـْـوٍ ناي.. واللؤلؤ الأصفَـرُ ينادي "كاي.. كاي".. "ياي.. ياي"!

 

المختار السالم