بوح إلى القمر../ الشيخ بكاي

 

تقول:

” عيونك تفضح سرا…

وأسمع منك كلاما (…)

أكذب أذنَيَّ فيه..”

وتهرب مني..!

وتمثل سبع عجاف من التيه فيك.. إليك.. وعنك.. إلى حلم لا يكونُ

وأصمت صمت العواصف أصغي

لنار تَفَجَّرُ فيَّ، وتذكي حنيني إليكِ

ويحملني الأمس للامس نايا تَحَطَّمَ منذ المقدرُ كانَ..

ألا فاسمعي:

أحبكِ…

لا تغضبي!

أنا حبة الرمل بين الفجاج تَقاذَفُني الريح منذ أتيتِ

من البحر ذات مساء ندِيٍّ على صهوة الموج ثلجا وعطرَا

ولم أستشر في فنائيَّ فيكِ..وما ريشة الرب حين براكِ

تشربت حبري فكان القمرْ.. تباركت يد الذي صاغ الدرر..!

ولوكان لي الأمرُ ما كنتِ جرحا يؤرق ليلي ويسرق عمري؛

وكنا سكنا عيون السحابِ، وكان لنا الفجرُ بيتا يطيرُ

فنعلو.. ونعلو، فنسبح بين ذرات الأثيرِ

ونطفو على قمم الغيم نلهو، ونمرح فوق هضاب النجومِ

ونفترش الأفق الذهبي بعيدا ونلبس صافي النسيمِ

ونلعن هذا الزمان الشقيَّ…

(2)

ليلاي!

أتوب إليك..

غزالتي الشاردة..

سيبقى شعوري حبيس الليل الأجرد

صدى ينسحق بداخلي.. يعيش من رمادي

لن أبوح به إلا لهذه الورقة الناحلة.. أو ربما للقمرْ،

و نخيل آدرار وبطاح تكانت وجبالها ، وسهول العصابه..

سأحدث القمر عن هرولة النهدِ.. عن نزق الساقِ.. ودنيا العيون..

عن صوتك اللزجِ..وعني ألحس جراحي وسباخَ الملح على إيقاع الزمن الابله..

وأنت ستخرجين من منطقة الشك.. سأقتله كما تقتلني مشيتك الزلزالْ..

(3)

قيدي قوي وقيدك أقوى

وظلك يكفي

فلا تهربي

سأبقى أحبك جرحا دفينا

أحبك مهما طواكِ البعادُ

ومهما هربتِ..

أطارد فيك جمال الوجودِ

وأسجد لله فيك وأدعو…

وأصنع من نمنمات الخيالِ جنائنَ سحرٍ

تَرَاقَصُ فيها الصبايا وتنثر عطركِ..

لا تهربي

فظلك يكفي..

وحين يموت الزمانُ

وتُطوى بنا الارض طيا

ونمضي إلى عدم الموت صرعى

سيبقى خيالك حيا

يردد خلف رماد الزمانِ

رواية حب دفين حزين!!!

ش.ب