قصيدة في رثاء العلامة الفاضل محمد المختار ولد أباه تغمده الله بواسع رحمته

 

رحمةَ الله أغدقي بالبرود 
حول قبرٍ بل حول صرح الخلود 

حول صرح الكريم نجل الأجلاّ
معدنِ النبل والفَخار التليد 

كيف ترثي الطروسُ فقدَ فتاها ؟
والقواميسُ خُرَّسٌ في جُمودِ

كيف تبكي أراملُ العلم قل لي 
والثكالى من نيِّراتِ القصيد ؟

كيف تبكي المختارَ هذي الزوايا
تنثرُ الدمعَ أم دماءَ الكبودِ؟

مذ تركتَ الأيامَ تلهثُ حزناً
والليالي مسارحَ التسهيد 

أقسم الحزنُ أن يعرِّش فيها
عابثا في وجدانها المجدود

ولشنقيط في سواد رداها 
طولُ سهدٍ لِبابَه نجلِ الصيدِ

عددَ القطر والرمالِ مراثٍ
نادباتٍ لآخرِ العنقود

آلتِ الأرضُ أن يكونَ وداعاً
عامراً عُمرَها وملءَ البيدِ

مثل ذكْرٍ آنستَ من بعد ذكرٍ
وسجودٍ أطلت بعد سجودٍ

قلتَ لبَّيْكَ، فانكسرنا جميعاً
فحنانيْك في المقام البعيد 

ليتنا نفرش السماء دُعاءً
واصطبارا أو ليتنا من حديدِ!

غير أنا سنرتجيك لقاء 
مع خير الأُلى بخير عهودِ

في جوار المختار قرةَ عينٍ
معْ بنينٍ تسابقوا وجدودِ

في مِهادٍ من سندس ونضار
وحريرٍ ولؤلؤٍ منضود 

ونُعزَّى بأنه ليس باقٍ
غيرُ وجه المهيمن المعبود

——-

الدكتور سيدي ولد بابَ الحسَن 
23 يناير 2023 م