تَنْهِيدَة الْقَلَق / شعر: شيخنا عمر

قصيدة جديدة في مدح سيدي وحبيبي وقرة عيني محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

تَنْهِيدَة الْقَلَق

تَمُورُ بِي غَيْمَةُ الْمَعْنَى عَلَى قَلَق
أَجْتَازُهَا طَبَقًا فِي الرُّوحِ عَنْ طَبَق

مَعِي الْمَوَاوِيلُ، تَحْدُونِي إِلَى سِنَةٍ
بِهَا عُيُونُ الرُّؤَى أَفْضَتْ إِلَى أَرَقِي

فَيْضٌ مِنَ النُّورِ يَهْمِي.. مِنْ تَدَفُّقِهِ
أمْعَنْتُ فِي الضَّوْءِ حَتَّى عُذْتُ مِنْ نَزَقِي

آنَسْتُ قَلْبِي يَمُدُّ الْآنَ لِي يَدَهُ
يَعْشُو إِلَى حَيْثُ صِحْنَا؛ يَا يَدُ احْتَرِقِي

إِذْ قُلْتُ أَمْدَحُ مَمْدُوحًا وَمُمْتَدَحًا..
أَثْنَى عَلَيْهِ الّذِي أَعْلَاهُ بِالْخُلُقِ

مُحَمَّدُ النُّورُ يَا صُبْحًا يُسَافِرُ بِي
إِلَى الْبَهَاءِ.. تَجَلَّى هَاهُنَا أُفُقِي

سَنًى عَلَى سِدْرَةِ الْمَعْنَى الّذِي اقْتَبَسَتْ
مِنْهُ الْجِهَاتُ انْعِكَاسَ الَّصُّبْحِ فِي الْفَلَقِ

يَا بَاعَثَ الْبِشْرِ فِي الدُّنْيَا.. بِكَ احْتَشَدَتْ
كُلِّ الْمَعَانِي الّتِي لَوْلَاكَ لَمْ تَرُقِ

عَلْيَاءُ تَنْدَاحُ مِنْ عَلْيَاءَ.. تغمرنا
سِرْبًا مِن الضَّوْءِ مُنْسَابًا عَلَى الْغَسَقِ

مُحَمَّدٌ أَلْبَسَ الدُّنْيَا نَضَارَتَهَا
مِنْ بَعْدِ مَا تَعِبَتْ مِنْ ثَوْبِهَا الخَرِقِ

رُحْمَى مِنَ اللهِ مَبْعُوثًا لِعَالَمِنَا
لِيُبْطِلَ الْحَقُّ مِنْهُ كُلَّ مُخْتَلَقِ

دِفْئًا لِكُلِّ أَسَى الْمُسْتَضْعَفِينَ بِهَا
أَتَى.. وَكَانَ بِهَا هَدْيًا لِكُلِّ تَقِي

 لَيْثًا عَلَى كُلِّ جَبَّارٍ يَعِيثُ بِهَا..
سَيْفًا عَلَى مَنْ بِحَبْلِ اللهِ لَمْ يَثِقِ

عَلَى الْأَذَى مِنْ قُرَيْشٍ ذَاقَ مِحْنَتَهُ
فَارْتَاعَ إِذْ جَاءَ نَصْرُ اللهِ كُلُّ شَقِي

"فَمَا تَظُنُّونَ أَنِّي فَاعِلٌ بِكُمُ؟ "
"أَخٌ كَرِيمٌ.." لِغَيْرِ الْعَفْوِ لَمْ يُطِقِ

لِمَكَّةَ الطُّلَقَاءِ الْيَوْمَ عِزَّتُهَا
وَلِلْمَعَالِمِ أَنْ تُثْنِي عَلَى الطُّرُقِ

يَا ابْنَ الْعَوَاتِكِ مَا ضَاعَتْ قَصَائِدُنَا
أَمَامَ حَوْضِكَ.. يَا فَيْضًا مَنَ الْغَدَقِ

كُلُّ الْمَطَالِعِ كَانَتْ فِي بَرَاعَتِهَا
غَوْصُ الْمَجَادِيفِ تَحْتَ الْمَاءِ فِي الْغَرَقِ

هَذَا الْهُيَامِيُّ فِي تَطْوَافِهِ عَبَرَتْ
بِهِ إلَيْكَ الْقَوَافِي دُونَ مُنْطَلَق

يَحِنُّ كَالْجِذْعِ قَلْبِي فِي تَوَلُّهِهِ
يَمْشِي إلَيْكَ بِلَا سَاقٍ وَلَا وَرَق

يَنْشَقُّ بِي قَمَرُ الذِّكْرَى بِكُلِّ مَدًى
عَرَجْتُ فِيهِ إِِلَى مَعْنَاكَ فِي النَّسَق

إِقْرَأْ مَلَامِحَ هَذَا الْشَّوْقِ في لُغَتِي
لِأَخْصِفَ الْحَرْفَ مِنْ مَعْنَاكَ بِالْعَبَقِ

هُنَا سُطُوعُكَ فِي أغْوَارِ قَافِيَتِي..
هُنَا اقْتِبَاسٌ يُوَارِي عَتْمَةَ النَّفَقِ

بِذَلِكَ الْغَارِ خَاطَتْ عَنْكَبُوتُ دَمِي
رُؤَايَ إِذْ سَالَ مَاءُ الشَّوْقِ مِنْ حَدَقِي

تَعَثَّرَ الظِّلُّ خَلْفِي حِينَ طَارَدَنِي
فَأَعْلَنَ الصُّلْحَ مَهْزُومًا بِلَا حَنَقِ

مَسَحْتُ ضَرْعَ قَصِيدِي بِالْمَدِيحِ..وقد
أَتُيْتُ بِالْبَوحِ مُبْتَلَّ الشِّفَاهِ نَقِي ؟!

أَقْفُو سَنَاكَ..وَهَيْهَاتُ الْوُصُولُ..فَكَمْ
أَسْرَفْتُ فِي مَنْطِقٍ لِلْحُبِّ مُعْتَنِقِ

حَاوَلْتُ.. حَاوَلْتُ أَنْ أَشْدُوكَ أَوْرِدَتِي
لَاقَى فُؤَادِي -هَوًى- مَا كَانَ فِيكَ لَقِي

هَذَا مَقَامُكَ.. عُذْرًا فَالْخُطَى عَثَرَتْ
فَالشَّاعِرُ الطِّفْلُ حَبْوًا فِي الْمَقَامِ بَقِي

هُبْنِي"نُغَيْرًا" وَسَلْ عَنِّي مُلَاطَفَةً
مَنْ لِي إِذَا أََنْتَ لَمْ تُشْفِقْ عَلَى قَلَقِي ؟!    
                       

 

شَيْخُنَا عُمَر