ثلاثة شعراء ينشدون للحب والإنسان والحياة في تراتيل الأصيل

نظّم بيت الشعر نواكشوط مساء اليوم الخميس 29 فبراير 2024،  أمسية شعرية ضمن سلسلة "تراتيل الأصيل" التي تسعى إلى استقطاب الشعراء المبدعين من مختلف المراحل العمرية والتجارب الشعرية، بهدف الكشف عن الإبداعات الكامنة إثراء للساحة الثقافية وتسليطا للضوء على المواهب الأدبية، وخلقا لفضاء شعري مفتوح على جميع المشارب الفكرية، وقد استضافت  التراتيل ثلاثة شعراء مبدعين هم: محمد ولد سيدي محمود، والحسن ولد محّم ومحمد عبد الله ولد عمّي.
صعد المنصّة أوّلا محمد ولد سيدي محمود وهو شاعر  حاصل على المتريز فى الآداب العصرية من جامعة انواكشوط سنة1992م، صحفي بالإذاعة الوطنية منذ1995م
،مهتم باللغة العربية، ومقدم برنامج "حديث الأربعاء" بالإذاعة الثقافية.
وتلا عدة نصوص شعرية من إبداعاته من ضمنها نص"رسالة شفهية"  الذي ورد فيه:
قل للذي أبوابه
للوصل ليست مشرعه
ولمن أبى أن يحتسي
للحب كأسا مترعه
ولمن أمر ببابه
ويسرني أن أقرعه
ما لذ لي طعم الوصا
ل وطاب لي إلا معه
ما أجمله، ما أجمله
ما أروعه، ما أروعه

وصعد المنصّة ثانيا الحسن ولد محّم وهو شاعر وكاتب قصصيّ ، حاصل على الباكالوريا 1998 والمتريز في الجغرافيا 2001، وعدة شهادات إعلامية من مؤسسات مختلفة، نال الكفاءة المهنية عام 2000، إطار بوزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي، يعمل حاليا بإذاعة موريتانيا.
وقد تلا عدة قصائد من إبداعاته تتباين أغراضها وموضوعاتها من بينها نصه "همسات الذات" الذي ورد فيه:
جاءت تحدثني همسا وتبتهل
ذاتي فيحملني في أفقها الأمل 
ترنو فتنضح في وجهي فتقعدني
فوق السرير وتحكي مابها المقل
دمعا تجود به - زخات عاطفة - 
عينان ماؤهما أنقى فتغتسل
مرت ملامحها كالضوء خاطفة
حتى سكرت - أمامي - فاختفى الجدل  
كفكف دموعك إلا ما يبلل ما 
قد جف من عبق تاريخه طلل
خذها يدي.. وتماسك لا تكن خجلا 
هذي أنا بضفاف الماء أكتملُ
بينما اختتمت الإلقاءات الشعرية مع محمد عبد الله ولد عمّي وهو شاعر حاصل على الدكتوراه في العلوم من كلية الفيزياء بجامعة المنار التونسية، عضو اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين، فائز بالجائزة الأولى لاتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين عام 2009، مكرّم عام 2012 في مهرجان الشارقة للشعراء الشباب، مشارك في عدة ملتقيات وندوات فكرية وأدبية، يعمل حاليا أستاذا متعاونا مع كلية العلوم والتقنيات بجامعة نواكشوط.
وقد تلا عدة نصوص شعرية من ضمنها نصّه "محكمة" الذي جاء فيه:
هل تعلمين بأنني أهوى؟
عندي الشهود وهذه الدعوى
اقضي بحكم منك ينصفني
وأنا بدوري أسحب الشكوى
ذنبي بأن أصبو لفاتنة
ما الحب إلا المنّ والسلوى
فلتقسمي الحب العفيف كما
عند الصغار تقسّم الحلوى
وقد ختمت الأمسية بصورة تذكارية جماعية لضيوف التراتيل ومدير بيت الشعر- نواكشوط الدكتور عبد الله السيد وجمع من المثقفين وسط حضور طيف متباين من الكتاب والباحثين الجامعيّين وعشّاق القصيدة والأدب، والإعلاميين.