في رثاء رجل الفضل غالي بن سيدي السملالي

محمد الأمين السملالي

 

 

 

 

نعَمْ مات غالي شأنَ موتِ الأماثل

نعم غاب نجمٌ في سماء الفضائل

وذلك دأبُ الصالحين جُسومُهـم

تغيبُ ويبقى ذكرهم في المحافل

ترَجّــل والآفاقُ تبْـــأى بذِكــــره

كنشْـر الغوالي في نسيم الأصائل

ترحَّــل لا مَقْـليَّ جــارٍ مذمّمـــاً

بلى كان غيثاً في الخطوب النوازل

فقيدٌ فريـدٌ لو يُفَـدّى لَقَـــلّ في

فِــداه أجلُّ الغـــالِ من كل غـائل

شريفٌ مُنيفٌ وَسْمُه طابَق اسمه

وطابق في الأخـلاق سَمت الأوائل

لعَمْري لَخطْبٌ ذاك داهٍ وداهــمٌ

تَخِــرُّ له رَضْوى الحلوم الكوامــل

ولكنَّ مـــــا عند الإلــه لعبْـــــده

أجَـلُّ وأبقــى، وهْــو أصدقُ قائــل

أقام نَزيـــلاً في جِـــوار محمــــد

عليـه صـلاةُ الله غبَّ الهواطـــــل

فنال المُــنى من قُربِــه وجــواره

وكم نيــل من قُـربٍ بـه خيرُ نائل

فكان منــــاراً للمعــالي وكعبــةً

لكلّ البرايــا مِن مقيــــم ونـــازل

وما كان إلا في السماليل شامةً

وبدراً تَجلّى في الدُّجـى غيرَ آفـل

"مذكّرة الأنساب" قد شدّ أسرَها

فأضحتْ مِثالاً يُحتذى في القبائل

يخلّــدُ من أمجــادهم كلَّ تالــدٍ

ويُسْند قرباهُــم بأقوى السلاسل

يرى قربَ طــه قُربـــــةً ووسيلةً

إلى الله من أقوى العرى والوسائل

فيا ربّ حقِّـــق سُؤْلـــه ورجاءه

فجودُك يغــني كــل راجٍ وســـائل

وبوِّئْــه في عليا الفراديس منزلاً

يُــذمّ له ما في الدُّنـــا من منـازل

بجـــاه النبي الهاشمي محمـــد

شفيع الورى إن مسّهم هولُ هائلِ

عليه صلاة الله ما ذر شــــــارقٌ

وهبّ نسيم الروض في إثر وابل

مع الآل والصحب الكرام ومن تلا

سبيل الهدى من كل تالٍ وعاملِ