المختار السالم أحمد سالم
سيرة ذاتية
المختار سالم (1968)، يُعد أحد أبرز الشعراء الموريتانيين المعاصرين، ورائد أدب ما بعد الحداثة في موريتانيا، فضلاً من كتّاب الأغنية الموريتانية الحديثة، ومن مؤسسي الصحافة الموريتانية المستقلة، مولود بمقاطعة واد الناقة عام 1968، لديه أكثر من عشرة أعمال روائية وشعرية منشورة، فائز بأول جائزة رسميّة للصحافة في موريتانيا.
المختار السالم أحمد سالم أبوه، شاعر،روائي، صحفي، ومحلل سياسي موريتاني، أحد أشهر كتاب التحقيقات الصحفية المنشورة عن موريتانيا، كتب أول ديوان من الشعر النثري يصدر في موريتانيا وأسماه بديوان " البافور"،ويعد قلمه الأغزر إنتاجاً في المشهد الأدبي الموريتاني، نشأ وتربى في بلدة “لبيرات” التابعة لولاية الترارزة حيث درس في الكتاتيب لحفظ القرآن، ثم التحق بالمدارس النظامية ليكمل دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدينة روصو. [5][6][3]
عندما انتقل إلى العاصمة نواكشوط، بدأت محاولة تسطير شعره خلال الثمانينات من القرن الماضي، وكان من أوائل النصوص التي كتبت قطعة بعنوان “إن لم تعيني في هواك”، وسُبق للشاعر أن ألف أكثر من ست عشرة مؤلفاً شعرياً وسردياً في عواصم عدة بينها: نواكشوط، بيروت، عمّان، باريس، لندن، وغيرها، و منها قيد النشر،نشرت له العديد من القصائد في الصحف الوطنية والعربية، لديه عشرين من القصائد الفصيحة المغناة من طرف كبار الفنانين الموريتانيين.
إسهاماته الأدبية
عدل
* (1999)، سراديب في ظلال النسيان ( مجموعة شعرية): دار قزح للصحافة والطباعة والنشر،نواكشوط
* (2006)، موسم الذاكرة ( رواية): دار الشروق، ط1 ،الأردن
* (2013)، موسم الذاكرة ( رواية): دار القرنين، ط2، موريتانيا
* (2015)، موسم الذاكرة (رواية) : دار لارمتان ، ط 3، فرنسا
* (2009)، القيعان الدامية (شعر)، دار الفكر، بيروت
* (2015)، وجع السراب ( رواية)، دار القرنين ، نواكشوط
* (2016)، البافور ( ديوان شعري )، دار القرنين، نواكشوط
* (2017)، هذا هو النهد الذي اعترفت له ( ديوان شعري ): دار دفاتر ملارمي و لارمتان ، باريس
* (2017)، يأتون غداً ( ديوان شعري): دائرة الثقافة والإعلام، الشارقة
* (2017)، قرن القافية ( ديوان شعري)، دار إي-كتب/لمتد المحدودة، بريطانيا
* (2018)،زمن الأنفاس المهجورة، (ديوان شعري): دار أنفو أبرانت ، المغرب
* (2018)، التغريبة ، ( تدوينات )، باريس
* (2020)، السالمية ( ملحمة شعرية): دار إي-كتب/لمتد المحدودة، بريطانيا
* (2021)، في ظلال الحروف: دار إي-كتب/لمتد المحدودة، بريطانيا
* الدابة.... أو رياح شبح، ( رواية مخطوطة)
* أسنان الجرح ،( رواية مخطوطة)
* مهاجر غير شرعي، ( رواية مخطوطة)
* مجموعة قصص قصيرة، ( نشرت في الصحف)
فيروز تنثر الدُّعاء
شعر: المختار السالم
فيروزُ تَـقرأُ الدُّعَاءْ
لأنُّها صَوْتُ النَّقَاءْ
صَوْتُ رُبى الخُلُودِ في الوَشْمِ الصَّبِيحْ
في شدْوِهَا رِسَالةٌ خَالِدَةٌ
منَ الذبيْحِ في أحْلامِهِ إلى الذبِـيحْ..
فيروزُ وحْدَها تُـغَـنِّي حُـزْنَنَا..
والآخَرُونَ بيْنَ منْ يبيْعُ عَـزْفاً كَاذِبًا ومَنْ يَصِيحْ..
الجُرحُ في ضِفَافِنا شَاختْ بهِ طَحَالبُ المَوْتِ القَبيحْ
ونَامَ في جِرَاحِنا وجْهُ الـخـَوَاءِ المُسْتَـبيحْ..
فما نــُغِــيْثُ مـُسْمِعًا
وقد تُغيْثُ آهَـةٌ..
وما نـعفَّ مَطْعَمًا عَنِ النَّطيحْ
ونـفْزعُ من كُـلِّ جَائِحٍ وقدْ تُـهْدي الطَّريْـقَ زلةٌ
ويجلبُ السَّحَابَ رِيحْ
البَشَرُ الجَمِيْلُ يا فيْرُوزُ،
يقطفُ الوُرُوْدَ!..
يحرقُ الزُّهورَ، يُـرْضِعُ الحَرِيقَ،
يجرحُ الحُدودَ، يقطع الطريقَ،
يَسْفكَ الدِّماءَ في الحَـقْـلِ،
ويُـفْشي عِـلَّةَ الوَرْدِ الطَّرِيحْ
من أطْلَقَ البارُودَ قدْ لا يَسْـتَحي
أن يَحْملَ الورْدَ إلى الضَّريحْ.
***
فيروزُ يا أميْرةَ الغِنَاءِ بـلِّــغِـي حَنَاجرَ الفَحِيحْ
قُولي لهمْ إنَّ النَّـقِيَّ إنْ شَدَا تَـبَـصَّـرَ الدَّرْبُ الكَسِيحْ..
غَــنِّي لأوجاعَ الفُؤادِ في سَمَاديرِ الظَلالِ؛
غَــنِّي القَلْبَ؛ غَــنِّي غـيْـمَةَ الجَفْنِ القَـرِيحْ.
وزَمْزِمي الصَّوْتَ..
فقدْ غَــرَّدتِ الخُـطى بأمدَاءِ الحَنينِ
والمقامُ طِفْلٌ ظِلُّــهُ لا يستريحْ..
***
فيرُوزُ يا طَاهِرَةَ البَوْحِ؛
ويا ظاهرَةَ الخوارقِ؛
يا مِلْحَنَا المَـلِـيحْ
فيروزُ يَا زَيتُونَةَ الحِكَايةِ المـَغْرُوسَةِ الأوْتَارِ في أشعَارِنا
يا بـَحةَ الـمِـخرزِ في عمائمِ الفرسانِ يا ضَـبْحَ السَّرِيحْ
يا قَمَرَ الجُمُعةِ المَسْكُونِ بالحَظِّ الفَسِيحْ
يا بِدْعةً بَـيْـنَ المــَرَايَا كُـلـِّـها..
يا رشَّةَ النَّخْلِ.. ويا سَقِـيْـفَةَ اللَّحَاظِ..
يا شقيقةَ الأرْزِ الفَصِيحْ.
***
فيروزُ يا حَادِيةَ الأنْغَامِ في حُـنْجُرةِ الفجرِ
ويا قيثارةَ اللَّوْنِ الجريحْ..
الله ربُّنُا المجيْدُ حَافِـظٌ عِبَادَهُ
"الله مَلجأ لنا"..
والعارفُونَ اللهَ لا خَوفٌ علَـيْـهمُ
وكلٌّ كانَ في القَوْلِ الصَّحِيحْ
فيروزُ يا سَيِّدَةَ الغِنَاءِ
لوْلا صَوْتُـكُ الرَّاسي على أرْوَاحِنَا
ما أنْـبَتَ المَوْجُ مَوَانئَ المَدِيحْ.
جديد.. قصيدة الرائي / شعر: المختار السالم
ألكَ الحُلمُ غائِماً بالنُّضُوْبِ
والرَّغيْفِ المُخْضَرِّ غِبَّ الشُّحُوْبِ
أمْ تَرى مَوْطِأ الرّحى في الثُّـقُوبِ
و”الظَّلِيْمَ” الوضَّاءَ بَعْدَ الغُرُوبِ
أم تَـلوْتَ الأنْفاسَ تُوْشِكُ أنْ
تَـقْـدَحَ ظلَّ الحَبيْبِ بالمَحْبُوبِ
أمْ تَرى الرَّمْلَ بعْدَ طيْنٍ تماهى
في القَدِيْدِ “المَسْفُوْرِ” مَحْضَ الذُّنُوبِ
كَانَ جُرْحاً للمَاءِ دوْنَ ضِفَافٍ
فلماذا وَطِـئْـتَ سَيْفَ الهُرُوْبِ!..
أتُـزيحُ انحِدَارهُ بيْنَ ودْيَانٍ
لها الرَّفْعُ في مَرَايا النُّـدُوْبِ؟!”
إنَّ منْ يَسْألُ الحَيارى بهذا الوَادِ
تمْتَصُّهُ شِــــــــفَاهُ النُّضُوْبِ…
ولقدْ نَحْبِسُ الخُطى ثَمِلاتِ
الصَّحْوِ حَتَّى نُعِـزَّ رُقْيا الدُّرُوبِ
كلُّ مَنْ صَوْمعَ الخُصُوْرَ زَمَاناً
سَوْفَ يُعْطي لنَا رِواقَ الطُّيُوْبِ..
فإذا ما تَـثاءَبَ الرَّمْلُ يَـنْزو
غَفَوَاتِ الرِّيْحِ الكَسِيْحِ السَّرُوْبِ
فالمَدَاءَاتُ بالمَدَاءَاتِ غَـرْثى
لا تفي اللحْنَ في وريدِ النُّـشُوبِ
والسِّبَاخُ المُظلَّلاتُ قِــفَارٌ
حَـلَّقَ الليلُ حَـوْلَها بالخُطُوْبِ
والتلالُ المُقَــفَّـرَةُ الظَّلِّ تَـنْأى
ثمَّ تَـنْأى.. إلى جَحيْـمِ لَعُوبِ
ولها في اليبابِ روحُ يَـبَابٍ
ولها حينَ الّلغْوِ صُوْتُ النُّضُوْبِ..
أثِـمَ النَّاسُ ضَاقَتِ الأرْضُ إثْماً
فدماءُ الصِّغارِ فـوْقَ الكُعُوبِ..
كلُّ يوْمٍ مَجَازِرٌ واحْتِلالٌ
ومزيدٌ منْ داهياتِ الحُروْبِ
وتَرَى الأرْضَ مذبحًا بيديْ غَازٍ
أكُوْلٍ لحقِّها وشَــــــرُوْبِ
ومجانيْـنَ يأكلوْنَ تُـرَاثاً
واغْتصابًا ونَهْبَ رِزْقِ الشُّعُوبِ
ويعيثونَ في البِلادِ فَسَادًا
ولهمْ عِــــزَّةٌ بإثــــمِ الكُروْبِ
كُـلُّنا إخوةٌ ليُوسُفَ.. نلهُو
بدمٍ جَارفِ القَمِيْصِ كذُوبِ
ومآسٍ على المدى تتوالى
ضدَّ روْح الحَيَاةِ عنْدَ الوُثُوبِ
فظِلالُ الأشْجَارِ قد جفَّـفتْها
كلُّ فأسٍ تغْـتالُ روْحَ السُّهوبِ
ورئاتُ الثلوجِ ذابَتْ دُمُوعًا
والمُحيطاتُ جيْفةٌ للرُّسُوبِ..
في “سُؤاليْنِ”.. كَـيْفَ، وا أسَفاهُ،
تُشْرقُ الشَّمْسُ فوْقَ كُلِّ العُيوبِ..
لم يعدْ في هذي الدنى فيْلسوفٌ
يَعِظُ النَّاسَ في زَمانٍ لغُوبِ…
إنَّ قلبَ الإنْسَانِ، والأصْلٌ صَخْرٌ،
صَارَ أقْسى، ويا لصَخْرِ القُـلُوبِ..
إنَّهَا دَمْعَةُ المُغَـنِّي.. إذَا مَا
خَبَّبَ المَاءَ في رمَادِ الثُّـقُـوْبِ
حنّنِ الشِّعْـرَ يَا رَفيْقي حَنِيْـفًا
مُؤمْناً واشْدُ: يا خليقة تُـوبي
واشْرَبي نَاقَةَ المَدَائِنِ شَمْسًا
وانْعَمي الريْح مَا لهَا منْ هُبُوْبِ..
إنَّ ظِلَّ اليَقْطينِ يَـمْـتَـدُّ صَحْوًا
في نِدَاءَاتِ كُـلِّ عَـبْدٍ مُنيْبِ
إنَّ قَـلبي يَخْضَرُّ فيها دُعَاءً
واثقًا باللهِ السَّمِيْعِ المُجِيْبِ
غُمَّـةُ اليَوْمِ تُصْبحُ الغَدَ ذِكْرَى
في أغَانِ اليَمَامِ والعَنْدَليْبِ
فاستظلوا مَدَائِنِ الشِّعْرِ بَوْحًا
تفتح الأرْضُ بالزَّمانِ الخَصِيْبِ.
قصيدة “الـسَّــالِمِيةُ”.. الشاعر والقصيدة.. الذكر والأنثى / المختار السالم
المقطع ناقص ما تعدون…
ما أرْوَعَ الخَبلا
والإثمَ والزللا
والجنَّ والدَّجلا
والتيهَ والكسلاَ
والريْـحَ والطَّـفَـلاَ
والقيظَ والخللا
ما أطـْـيَبَ “المـَحَـلاَ”
والبومَ والجُـعَـلا..
أنا الذي عذَّبَ المَـعْنى معازَفَـهُ
ورامَ عنْ أهْلهِ كَـهفًا ليعْتزلا
والناسُ منْ بينهمْ جِسْرٌ تقوَّسَ لي
لكنهُ بعْدهَا أغْرى بيَ الوُكَلا..
ما أوضحَ الليلَ شَفْعاً بالظلامِ إذَا
باتَ الحَمامُ بشجْوٍ يُـخْدنُ الزَّجَلا..
الدمعةُ، الغربةُ، المنْفى، بدَاخِلِـنَا
اللَّيْلُ والبِيْدُ.. كالخِذْلان ما حَــثلَا..
الخـيْـبَةُ، اليأسُ، آفاقُ الشُّروْدِ.. عَمىً
بالحاجِريْنِ، عنِ الموْتى قدِ امتَـثـَلا
الصدمةُ؛ الجرسُ المبْحوحُ أدْعِيةً
الماءُ أيْـبَسَ هذَا الجيْلَ فانخذلا..
والماء أيـبَسَ ظلِّي راقصًا،
ولظىَ/
الرمضاء
أوَّلَني طيناً ليحتملا..
هلاَّ إلى الزَّمنِ المجَـرُوْحِ نابـَزَني
الفَـيْـلَسُوفُ الذي أغْرى بِـيَ الحَوَلا.!
لا أنْشِدُ اليوْمَ أشْعَاري ليَـفْهمني
مـُخلَّـفُونَ على عـْجْزٍ.. بِهمْ عَكَلا..
الفجرُ يدْري مَتى يأتي الرِّفَاقُ.. كمـَا
مثل الأسودِ مضوا يأتُوننا بُسَلا..
هُنا “المرابِطُ” لا تجَـْني مدائحُهُ
إلاَّ بجـُرفيْنِ قد سارا ليتـصلا
فضَّ العَصِيْـفُ رِئاتِ الغيْـمِ.. كانَ بهِ
تيَمَّمَ الماءُ، لكنْ ماؤهُ بَطـلا
وقدْ تحرىَّ جِبالَ الثلْجِ ذائِبةً
“فأسْمَكَ” الآخَرُوْنَ المَاءَ و”النَّـصلا”
وغربلَ السَّاقَ لا مُخًّا بهِ وشـمـَـتْ
أنيابهُ ما احتوى منها وما شـَمـِلاَ
تُبَلِّـلُ النَّارُ ما بالقلْبِ مِنْ عَطَـشٍ
بعدَ التداعي؛ ولا ما قــبْلَ ما قُـبِلاَ
لم ينسَ أصْلَ المعالي وهْي عاليةٌ
“يومَ الفجارِ”، وكانَ العارُ لو قَبِلا
و”معشرٌ مُسْرفٌ” فتكاً وفاتكةً
منذُ ابْنِ قَـيْسٍ سَعى الـمَـمْشى لينْـفَصِلاَ
تَقَـرَّبَ الفتكاتِ الواشماتِ دَماً
وإنَّ أصْلَ العلا يبقى لمن أَصُلاَ
منْ لمْ تَـصِحْ بـ”أبي عذْرٍ” عَذَرْتُ لها
من كانَ مُعتَصِمًا قدْ صَارَ منخذلاَ..
ما أغبرَ الصَّحْوَ في عَـيْـنيْ سَواحِلهِ
وكانَ “غبْشٌ” على أمْوَاجِهِ انتصَلَا
هي الموانئُ أغبتْ ثُـقْـبَـها سُفنٌ،،
فكانَ وجهُ “التَّغَافي”.. هكذا نُـقِلا!
… وحدِّثِـيْـني بلا سِتْرٍ.. فكمْ مُقَلٍ
عَرائسُ البحْرِ فيْها تَـنْشُرُ الكَحَلا؟
فعندما؛ بعْدَ (قَـوْسٍ)، تكْـبُـرِيْنَ غَداً
ويُـشْبِهُ الـخَـصْرُ قَوْسَ النَّصْرِ والجذلاَ..
وتُــرْدِفيْنَ..؛ ويُـفْشي عِطْرُ مملحةٍ
وتركبيْنَ البِحَارَ الصُّفْـرَ والشُّهُلا
ترينَ في أحْرُفي مسْرى لنعْشهمُ
وكيفَ منْ جفنهمْ ذَنْبُ الكرى صُقِـلا..
وكيفَ كلُّ ضريرٍ عـافَ ركبهمُ
ونابزَ الطُّرُقَ العَليا لينتقلا..
وخطبة الماءِ ألقاها على جَمَلٍ
وحولهُ “البابليُّ” استنشقَ الغُلَـلا
وفي الإماءِ.. وماءُ البحْرِ مُضطربٌ،
يستنسلونَ ضيَاءَ النصْلِ ما نَـصَلا..
وإنَّ لليُوْسفيِّ الخيْلَ مُعجزة، لهُ: هناكَ وعاءٌ واحدٌ،، يتلاونُ انتباهًا على أوتارهِ؛ غَسَقًا؛ على الشِّغَافِ، على اللاَّلوْنِ، قدْ زهلا..
لا فوْقَ أندَلسٍ أوْ بعْدَ أندَلسٍ،
مَعَاشُنَا المـَـوْتُ في الحلْمِ الذي انفعلاَ..
فاليُوسفيٌّ عليْنَا أنْ نَراهُ يجاملُ البلابِلَ.. في عزِّ الخواءِ دَلَالاً واحداً.. نَسأ الطَّلحَ “المُـنَسَّأَ” في أوراقهِ فتفانى لطفَهُ،، وتلا.. شوكاً تورَّقَ أشْبَاحاً وأٌقمشةً، وجَالَ مُسْتعتِـباً لا وارفاً بسلالِ الغَيْمِ في بَـطْنِ حُوْتٍ سَابحٍ بظلالهِ؛ وحزْنٍ على يَـقطيْنةٍ جعلا!.. وَجَاوَرَ المَاءَ لا مُسْتَحْمِضاً هِمـَماً ولا مُعزاًّ لمنْ ذلوا.. فيُنتدلا..
بكى بِكَ البَحْرُ، فالدمْعانِ من سُفُنٍ
كَـفِـيْـفَـةِ الشَّطِّ، والثقْبانِ ما انْـفَصَلا..
وليْسِ يُـفزعُ ثقبٌ في سفيْنتهِ
ثقْبُ المَوَانـِـئ أبقاها لتحتملا..
والبحرُ أغرقَ ما بي مِنْ حرائـِـقِه،،
وأحْصَنَ الوحْلَ في موجٍ به ضَحَلا.
وإنَّ مملكةَ الشُّطآنِ أزْبَدَها
قومٌ شِظَافُ عقولٍ؛ شدةٌ؛ ثُـقلاَ
كأنَّ “خُوْخُو” (كبيرُ الجِنِّ) عوَّذهمْ
قرونَـهُ، فاستفاقوا خوْفَه “فُـضَلا”
وحين ألقى على بِــئْـرٍ تمائمهِ
ثم اختفى وإناءُ الناسِ قدْ وَدَلاَ..
وجفَّفَ الدَّمَ من لحْمٍ إلى شَجَرٍ
جفْلٍ على كلِّ طبْعٍ سيِّـئٍ جُبِلاَ
رَمى العُيُونَ بإبْصَارٍ؛ فمبْصرةٌ،
لكنْ على كَـمَهٍ في الظُلمةِ احتفلاَ
فأغرقَ “السَّمَكَ الملْعُوْنَ” مُقتطعاً
على “خُماسيةٍ” منْ شَاطئٍ كُـتَـلاَ..
فَـصُنْ رئاتِكَ.. فالغرْقى لهمْ رئةٌ
لكنَّ أيَّ حراكٍ مَا بِـها أُمِلا
هذا هو الليلُ هلْ أنْـثى تُراقِصُني
تحْتَ الرَّمادِ.. على رتْلٍ، فنـتَّــكلاَ…
عنِ القصيْدِةِ.. لا تَسْألْ.. سَلِ امْرَأةً
سَلِ الجُنُوْنَ.. سَلِ الأعْرَابَ منْ وسَلاَ..
أنا نَـدِيْمُ الدَّمِ الخاوي..
أصَالـِحـُهُ
وسَامةً..
في كؤوس الشَّكِّ ما احْتملا..
وهكذا كانَ بيْ عنْ كلِّ رفرفةٍ..
تجنح النملُ… في خصيانهِ نـملا..
غَنَّى لدُمْيتِـهِ…
غنى للحْيتِـهِ
غَنَّى لمنْ لـَمَسَ الأفْعى ومنْ نَــدَلا
تمائمُ الليْلِ حذْوَ الشَّطِّ أنجمه
بـِفَجْر تَعْويْذةٍ.. وجْهُ البـَـغيِّ خَلا!
تَـعَسَّفَ الشَّفقُ الغَافي على دِمَنٍ
أثابَها منْ حَصادِ الرمْلِ.. و”ارْتَـمَـلا”..
وقلتُ يا صاحبي: ما حالنا! أيدُ
المَبْـتـُورِ تَـخـْضّرُّ في أسيافنا شَـلَـلاَ؟
أفقْ.. وصُبَّ لنَا جمْرًا.. بسُمْرتهِ
تَـوَرَّدَ الأفْقُ.. إنْ عفَّ الذي عُزِلاَ
وقلْ أعوذُ بربِّ الناسِ منْ سَعَـــفٍ
لا ظِلَّ فيْهِ لِـمَـنْـفًى.. عنْ يدِ البخلا..
تَسَنْبـَلَتْ صَحَوَاتُ التِّــيْهِ في قَدَمٍ؛
صَلِـيْعَـةِ الخطـْوِ؛.. لم تُـبْتـرْ فلنْ تصلا
أخبَـرْتُ “خطـْوي” بما أدْري؛ وقلْتُ لهُ:
لا تشْتمِ الدرْبَ قدْ يَـعْشُو الذي وَصَلاَ
فَـمَـيّــِز الواخِزَ المأمولَ مَـنـْـفَـعـَةً
ما كُـلـُّـها ذاتُ وخْزٍ تنتجُ العَسَلا
وقلتُ: ما كلُّ ذي ظِلٍّ يصادقهُ
فاسْمَعْ كلامي، أطِعْني، واتْركِ الجدلا
فإنني رجلٌ منْ أمةٍ عَـظمتْ
مصيبةً؛ إذْ بها “بَدْرُ البلى” اكتملا..
وليْسَ يسْمعني منْ فاسِدِيْنَ ولا..
منافقينَ، تَـحَلىَّ دمعهـمْ بصلاَ
فلا يطيْقونَ ما ورَّدْتَ منْ قيِـمٍ،
“حدائقُ الورْدِ أنيِّ تُطربَ الجُـعَلا”..
“تعجَّلَ” الخِزْيُ في أوصالهمْ نُطفاً
وكنْتُ أعرفُ منْ أشْلى ومنْ نَـغلا
فقال: تَنكمشُ الآفاقُ منْ جِهـَةٍ
وتفتحَ الجهةَ الأخرى.. إلى البسلا
واصبرْ على ما يقولُ المرجفونَ فلنْ
يروقهمْ أنَّ شعْـراً يـَمْدحُ النُّبَلا
ولا غرابةَ إنْ مجَّوا قصَائدهُ
تبقى الرطانةُ ألبابا لدى “النُّخَلا”…
هدِّءْ ولـَحـْـنَكَ “حَنِّنْ”.. كلُّ مُنتبذٍ
بهِ مِنَ النخْلِ ما يكْفي لتنشتلا..
عَـزَفْتُ فوْقَ ظهوْرِ العِيْسِ قافيتي،
لا يَـعْرفُ اللحْنَ منْ لمْ يَركبِ الإبلا..
وقلت: يا أيُّها الظِّلُّ “المـُحدثني”،،
لنُـصْلحا في المرايا.. ثمَّ نقتتلاَ..!
تحرَّفَ الرملُ.. لا أصْحُو على بلدٍ
إلَّا وسَاوَرَني مِنْ جُــرْفِــهِ دُوَلاَ
ونام في مقلتي نـَـقْـشُ الكرى وجَلاً
من عازب الذلِّ ما يبدي لك الوَجَلاَ
والريح أعزبُ حتَّى عنْ سذاجتهِ
عفتْ قرى النمْلِ إنَّ النمْلِ ما دخلا!
هذا الحنينُ الذي لا ينتهي وإذا
تبصَّرَ الوتْرَ لم يفتحْ لنا مقلا.
…….
الناقتانِ وريدُ الورْدِ ما لَـهُـمَا!!
لم تكفيا،، وإذًا،، نَـسْتــَـنْـوِقُ الجَـمَـلا..!
المقطع الأول ناقص الأخير
المنشدونَ/ إذا/ يُستنْشدوْنَ/ غناءً/ نائمًا/ تافهَ المعنى/؛/ ومُبْـتَـذَلاَ..!
سلامةُ الليْلِ تحيا منْ عقولهمُ
صَلِـيْعَـةَ السقْـفِ.. لا تبغي بهمْ شِلَلاَ
تعودوا غربةَ الممشى، فمنسيةٌ
أحلامُهمْ أفلاَ ينسى الضحى.. أَفَلا؟!
علياؤهمْ مثلَ ذيْلِ القِرْدِ سَافلةٌ
فلا يرى صافعٌ عنْ خدهمْ نُـزُلاَ
……
قد أصْبَحَ الناسُ فيْنا قِـلـةً، وإذا
تكاثرتْ عِـلَّــةٌ كـنَّا “لتنتبلا”
منفى وممشى إلى المأوى، فما اتسعتْ
عيونُ نادلةِ الملهى لمنْ نَضَلاَ
وما تلمَّسَ في أزرارها وَطنًا
“تموت من بَــرَدٍ فرسانه خَـمَلا”..
صارحتهُ.. ما أذلَّ الذلَّ فِيْكَ ومَا
أغْبَاكَ مِنْ آسِرٍ إنْ تـفْــلِتِ الأزلاَ..!
فقال لي: هذهِ أسْرَابُ “عنديتي”..
ما أفقـرَ الذُّلّ لولاَ تِـيْـهُ منْ دعـلا..
فقلتُ هلْ ساعةُ المنْفى تغافلني..؟
تّـعَـقْرَبَ الزَّمنُ المفْجُوعُ بي مللا!..
أكانَ منْ وادِنا زَرْعٌ فـمُـنْـزَرِعٌ
وكانَ مِنْ مائِنَا درْبٌ فنغتسلاَ..!
وقلْتُ لا جرْحَ من بعْدي أرتِّـبُهُ
كلُّ الخسائِـرِ لا تـنْهي بِــيَ البطلاَ
إذَا تسوَّرني هذا الحَصى جَبَلاً
قد كُـنْتُ نادَمْتُهُ ضَوْءً ليَنْجَبِلا
في اللَّوْحَةِ:
العادياتُ المـُسْفِراتُ..
دمٌ
نقعٌ؛
ووقعٌ؛
وحَـبٌّ
طلْعهُ..
نشلا..
جَماجمٌ نقْشُها بالكأسِ أوْرِدَةٌ،
بيتٌ وعُـشُّ حَماماتٍ قَدِ اكْـتَـهَـلاَ..
ولا تفكِّـرْ بمعْنى هذهِ الكلماتِ،،
“إنها” لوحةُ حوَّلــْتـُها جُـمَلاَ…
ففي اليَبابِ “نَسَـرْتُ” النَّارَ قافلتي
فلنْ أحِبَّ، كإبرَاهيْـمَ، مَنْ “أَفلا”.
الحمام المعتدي
عن “الخطايا” التي تُـنْـسَى؛ وعَنْ وَطَنٍ
يجُوبُـنا فَـرَساً في عرْقـِنَا صَهِلا..
عنِ المرايا التي تنتابُنا جُـنُـبًا
فنَجْلدَ الشاهديْنِ: الحالَ والـحُــمَلاَ…
عن كلِّ لـَحـْنٍ؛ وما تُغْوي مشارفنا
منَ الحمامِ؛ وما تأويْـهِ “منهدلاَ”
عنْ كلِّ ذلكَ ما تَـزْوَرُّ غُرْبَـتُـنا
وما تلـثَّـمَ منْ إشراقنا وَهَلَا.
كان ضوءً
يرى الغريْبُ منَ الظلماءِ في وطني
ما كـفـَّــهُ أنَّ ضوْءً منْ هُنا طَفِلَا
والثلجُ مذْ أبَـدٍ والنَّارُ توأمُه
يسْتَـفرغانِ على نَـقْصٍ ليكتملاَ
واليومَ طـلَّــقْتُ “لاءاتي” فزوَّجني
ندائِـيَ المُــرُّ من ياءاته كسلاَ..
بغدادُ لا قطرةٌ في دجْلةٍ خَطَـرَتْ،،
بعدَ “المجيْدِ” تَشظىَّ دجْلةٌ رمَلا..
وجنـتا عَدَنٍ في وجْـنتي عَدَنٍ
طعْم الصَّريْـمِ كطعْمِ الدهْر إنْ مَذَلَا!
كمْ سَارَ من ثارَ في “تجييْف” أمثلةٍ
والحلمُ أرملهُ جَفْنُ الغضى سَفَـلا؟
فتحْتُ للظلِّ أسواري بمرتفعٍ
فما ترفَّـــعَ في مَعْنَاهُ مرتجلاَ!..
يا نافحَ الليْلِ لا تشْكُو إذا عَـثَـرتْ
خطاكَ.. “إن اعوجاجَ الطبْعِ ما اعتدلا”.
فَنَجِّـم النارَ عنْ دُخَّانها سُحُبًا
ورجِّ للشمْعِ أضواءً إذا اشتعلا
فالنايُ حبَّـبَهُ مِنْ ثُـقْبِهِ طَرَبٌ
فحوَّلَ الثُّـقْبَ منْ نقْصٍ به كملاَ
ثقْبُ السفينَةِ.. ثُـقْبُ النَّايِ بـيْـنَهُمَا
شتَّانَ.. بينهما رتقاً ومنعدلا!؟
كلُّ السُّلاَلاَتِ حُبْلى حوْلها جَذِلٌ
جذْعُ الزُّجاجةِ مخبوءٌ وقدِ جَـفـلاَ
ثلجٌ شِفَاهي التي تَـبْـيَضٌّ منْ حَزَنٍ
وما يــزَالُ وعاءُ الريْحِ بي خدِلاَ
لا تشْتمِ الليْلَ.. يبْقى صَاحِبي، ولهُ
شعْري وقَـهْـوَةُ جُـرْحي كلما عَذَلاَ
تَـحَدَّ ظرْفَكَ، نــَـبْـتًا، في مَخَالِبِهِ
فالورْدُ يَنْبُتُ رغمَ الشَّوْكِ معتدلا..
المقطع صفر تحت النار
هل معطفٌ في سريري عطرُه كتفي!
أَقِـمْ ثمانـينَ،،، زِدْ جَلْـدًا،، فنعتَذِلاَ
لَيْلانِ، حَـرْفانِ، حُـبَّانِ، انْتَهى بِـهِـمَا
عمْرُ الكَلامِ، على نَـهْدَيْنِ، قدْ شُغِلا..!
مشاكلي كُلُّها،، “باسْمي مسجلةٌ”
وأيما امرأةٍ “ردَّتْ”،، بِـقَـوْلِ: بلى
آهٍ، بلى/ هذه/ البَلْوى/ بلى،، وبلى
والزُّخرفاتُ إذا تُـغْشى.. لتحتفلا…
فإنني عازفٌ ما حَنْحَنَتْ فَرسٌ
ضبْحاً، ولي عِـفـَّـتي.. والحالُ ما حُمِلا..
والربعُ ما سألا..
عنْ قَـفْـرهِ زُحلاَ
والطرفُ ما كُحِلا..
والكفلُ ما كــُفِلا..
نامت نوارس “عبْدِ اللاتِ”،، يا “هُـبَلٌ”
أفقْ عَلى مِلـَّــةٍ لا تَـعْبِدِ “الهُبَلا”..
نَمْ، عَـلَّ حُـزْنَـكَ أسْفَارٌ مُؤجَّـلَـةٌ
بقامةِ العِطْرِ،، وابْكِ القوْمَ والعَطَـلا
لا يَشْرَبُ الماءُ إلا مِنْ منابعِـهِ
أنيَّ نَـزَفْـت.. يَكوْنَ المولدُ الأجلا..!
فتحْتُ ودْيانها، والخوْفُ مُنْتَـصِرٌ
وذقْت طَعْمَ الشُّمُوْسِ الزُّرْقِ مُنْهَمِلاَ
لكنَّ
وجهَ الغريْبِ
الآنَ مختزلٌ
وفيْكَ مُكتملاً..
يبْدو.. ومُخْتَـزَلاَ..
وسافَرَ القمرُ الـمُـخْـضَـرُّ منْ ألَـمٍ
لنْ يُـقْمروا ما تَغنَّى بُلْبُلٌ جذلاَ
فهلْ تقولُ لهمْ ما قالتِ امرأةٌ
ذاتَ ارتماءٍ، وكانتْ تُـرْمِلُ الحُلَلا..؟
قالت: “إليكمْ بداياتُ الخطا”،، ومَشَى
عنِ الخطا شَـجَـرُ الدِّفْلى،، وما “دَفَلا”..
وأشْرَقتْ نَخْلَـةُ الحنَّاءِ منْ يدها
لتأْسِرَنَّ جديلَ الصَّمْتِ ما انْـجَـدَلا..
وكم غرسْت لقاحَ البوحِ فارتحلا
من حيْث أطفأَ ماءَ الماءِ.. واعتملا
يا ذابحَ الصَّخْرِ بيْ،، سَنِّنْ تَـخَـلُّـلَـهُ
ورتِّـلي البِيْدَ سُوْرًا للفدا شُتـِلاَ
إن الزَّمانَ الذي أغْوَيْــتـَـهُ ارتحلتْ
على صداهُ ذرى أركان مَنْ حَمَلَا
يعزوُ الرمادُ: رَسَمْنا شَكْـلَنا حِقَباً
لنجْعلَ القَـمَـرَ المُـنْشَقَّ مُكتمِلا
ما هكذا بَـصَّرَ الراؤون دَرْبَــهُمُ
ولونهمْ للعمى لوْ أبصروا قِبَلاَ
يظلُّ أعْمى مَنِ احْتَاجَ الضِّيَاءَ لكيْ
يَرى الظلامَ إلى غاياتهِ حِيَلَا.؟!
نحاولُ الآنَ بعْضًا من تعلُّـقنا
بجُرْأةِ الماءِ، نُـبْقي البرْقَ مُنْشَغِـلا
وكلما في اقْتِـرَانِ البدْرِ حاوَرَنا
صَحْـوٌ تَشَكَّلَ في أفْيَائنا رَفَـلا
منْ زمْزَمَ السَّيْفَ يَحْصُدْ زرْعَهُ أمَـمًا
ويكْسِب الغدَ لا غيًّا ولا دَجَلا
قد أبحرَ الغمد (،!،) فيْنا كُلُّ نازلةٍ
عن حظِّها (الفرْدِ) عَـمَّرْنا بها النِّحَـلا..
وقلتُ يا صَاحِبيَّ استفْتِحَا جُرُفاً
لعلنا بوريقٍ نَــصْرفُ المُــهَـلاَ..
عوجا،، ولا تبكيا دارًا ولا بلدًا
ولا غِلالاً… ولا نهْدًا، ولا كَـفـَلاَ..
فطلْحُنا الطائفيُّ الحظِّ… أنْشَدَهُ
زيْدٌ وعمرو؛؛ وكمْ قالا وكمْ رَتَــلا..!
إن الدِّماءَ بذوْرُ الغمِّ ما بُذِرَتْ
إلا وشبَّتْ خطا شَعْبٍ بها وَ غَــلاَ
كالطلح إن شَابَ نوَّارا.. صَبَا صِغَـرًا
وعزَّ في الدهْر، واستحْلى إذا أكلا..
فكيفَ غطَّتْ براكينُ الثلوْجِ على
أسماءِ ثــُّـوارنا كلٌّ بِـهِا “اهتبلَا”
يُـعلِّمونَ عبادَ اللهِ، ما أخَذوا،
شِعْراً “تَـفنْدَقَ” باسْمِ السِّلْمِ مُنْـتـحلاَ
ما كنْتُ أدْري ببعْض السِّلْمِ مَفْخَرَةً
“إن الذي كانَ عيْبًا صارَ مُحتفلا”!
أيفــخروْنَ بأيْدٍ لا سُيُوْفَ لها..!
ولا جراحَ إذا جرْحُ الحيا انْدَمَلا..
لن تسْلموا.. “لا”.. وإنْ تَسْتسْلِمُوا أبدًا
فإنَّ مِنْ بَلَلٍ ما يُشْعِلُ الشُّعَلاَ
أتلو على الدَّارِ ما يكْفي وقمحكمُ
في وجْنتـيْـهِ تغافى المنحنى كللا
الحمد للهِ أنَّ القــُـــدْسَ آيـَـتُـنا
وأنها مُلـْكُ منْ أعلى العُلا وصَلى
مشاغلُ النجْمِ أدْنى هـمـّـتي، وَمَتى
عنِ القَصَائِـدِ يبْقي الهمُّ لي شُغُـلاُ
فأجْعلُ الريحَ سَقْـفًا فوْقَ قافيةٍ
تَـغْـبَـرُّ فِـيْـها نُبـُـوءاتُ الذي عَـزَلا
“البابُ؛ والريحُ”.. ما بيْني وبيْنَ دمي
مَسَافةُ الضَّوْءِ بَـيْنَ البُـهْمِ والعُقَـلا..
سَواعدُ المُؤمِـنِـيْـنَ الثائِريْنَ لها صَلابَـةُ الدَّهْرِ نحو الدَّهْرِ حَيْثُ جَلى،/،، وأنْتِ صاحبَتي،،/،، يا أنت قافيتي تحملـيْـني كلانا بالعراءِ كلانا في مَفازته يَـصْفَـرُّ مُنعزلاً.. لكنَّ جَـفْنَكِ بي لم يَـحتـطبْ نجلاَ..
إن طالَ ليْلٌ أخذْنا مِنْهُ شَمْــعَــتَـه
فكلُّ ليْلٍ على شمْعَاته اشتملا..
المقطع… نار تحت الصفر
الريحُ عاريةٌ.. خَـيْــرٌ وعافيةٌ..
بعضُ البناتِ كرسْم الريشِ إن فُـتِلاَ
كلُّ الحقائِبِ أفقٌ ساذجٌ وإذَا
“تَـبَعْرَنَ” النفطُ زفَّ البِيْضَ من سَعَلَا..
هل راقصتْـني “البليدا” الطفلةُ الغجريِّة/ التي تتـهجَّى ظلَّها حَبَلا..!
كُـنَّا بوادٍ، ونسْعى صَخْرتينِ.. إذَا
بحيِّـنا يَسْتظلُّ الـمـَاءَ والرُّسُلاَ..
كمْ ناقةٍ في قطيْعِ البيْضِ؟ كم جمَلٍ؟
كمْ فارسٍ من “عسيفِ” الريحِ قد ذُهِلا!؟
كم بالقصيدةِ منْ مَمْشى لعَسْطَلةٍ
لمْ يتبعْ وائلاً فيْها ولا ثُـعَلاَ..
كل الكواحلِ لا تغْوي خَلاخِلُهُنَّ
خِلَّـهُنَّ.. وكم أسْتكْفِلُ الكَفَلاَ؟
اللَّيْلُ تابَ وأخْلى كلَّ صومعةٍ../ تغربلتْ منْ جفوْن الراهبيْـنَ/ ولا أبقى المُوطأ، سراَّ منْ خوارمها؛؛ ما يجعلنَّ رمادَ الروحِ منفتلا،، حتى إذا وطئ الممشى تحلَّجَتِ البيدُ/ المدامعُ، ثمَّ استكبرتْ وسلالُ النارِ تمنحَ طُهْـرَ الطين/ ثمةَ بابٌ واحدٌ خلف بابٍ دَمْعهُ دَكَـلا/ بالمبْحرينَ كصَدْعٍ في سفينتهم/ هيَ الشواطئُ لكنَّ المدى اعتزلا!
اللَّيْلُ تابَ وأخْلى شَطَّ حَانَـتِـهِ..
وأخبرَ النَّاسَ أنَّ الفحْشَ والخطلا..
والبِيْضَ والخـَمْـرَ والخِـلاَّنَ قاطِبَةً
وغَـفْوَةَ الـخَـاصِرِ المسْجُوْرِ.. والغَزَلا..
والعَزْفَ والرَّقْـصَ والإغْواءَ من سَفَـهٍ
ومِنْ دمٍ بيْنَ ظِلـَّـيْنِ احْـتَـفى هَزَلاَ..
وأنهُ ذاتُـهُ “فِعْلٌ وتَفْعِلةٌ”،
بها “تّفعْلَلَ” هَذا الدَّهْـرُ أو فَعَلاَ..
كهف بلا وصيد
هل آنَ أنْ يجْرَحوا كهْفاً و”تاسِعهم”
“حمران”؛ أيُّ وصيْدٍ مبسطٍ جَزَلا؟
قد نوَّرَ الْكَهْفُ مِنْ آيَاتِهِ عَجَبًا
كم ضَلَّ نجمٌ وأهْدى كـهْـفُهُمْ سُبُلاَ
الكَهْفُ أكْـثَـر أنوارًا وأنسنةً
للقومِ إمَّا تحدَّوا مظلماً عَفلاَ..
لكنني لا أرى منْ بينهمْ أحداً
يستخلفُ العَزْمَ في شريانهِ هَـمَـلا..
لعلَّ قوْمي بلا كلْبٍ.. فقد نَبَذَتْـهُمْ بالعراءِ ذَوَاتِ الظفْرِ! ذات فلاةٍ؛/؛،/ صارَ، يا وَجَعي، في أمْرهمٌ خَلفٌ أرواحهمْ وحْشُ قحطٍ يرفع السَدَلاَ!
الناسُ لا يعرفوْنَ الناسَ!.. كـيْفَ إلى
فجر النداءِ القَعيْدِ استصرخوا دَحِلاَ..؟!
وكيف بالماءِ إن شبَّتْ مخالبهُ
بالطيْنِ!.. هذانِ لا أدْرى! إذا اقتتلا..!
وقلتُ: منْ جاءَ يا قوْمي على جُعَلٍ
لنْ يجعلَ الفيْلَ يخْشى حَـمْلَــهُ ثـقلا
فما بهِ الدَّهْر عزَّ “الأبلقانِ” حمىً…
بل دوَّرَتْهُ ارتماءاتُ الفناءِ فلاحَ،، يَسألُ الأفقَ عنْ أفقٍ قدِ “اكتهلاَ”.. والعار والفتية/ المعنى/ ومنْ غسلاَ،، وعنْ تغابنِ خلٍّ قد تشكَّـل في أفقيْنِ غَـيُّهما أوفى دمًا غَـفِلا..
كلٌّ تَـردَّمَ في لثْمِ الخطا وإذَا؛
به على خطواتِ البهْمِ قد ضؤلاَ.
وقلتُ: هلُ يستبيحُ النَّخْلُ “نـخْلتَـهُ”
ويُـخرسُ اللغةَ الثكلى بمنْ ثـكلاَ..؟
وما تخيَّلْتُ هذا؛ كلَّهُ، أبداً
تأففَ الذلُّ مِنْ أهْلي وما رَحَلا!
فأيْـنَ للشَّاعِرِ البـعْـثيِّ مُرتحلٌ
وهل لهُ دُوْنهمْ أهْلٌ إذا ارتحلا..؟!
كم يحمد “الشنفريُّ” الأهْلَ منتبذًا
لو أدْرَكَ الآنَ أهْلَ الذّلةِ انعزلاَ..
يا “شنفريّ” خذِ الأهْلَ الذيْن لهمْ
كرامةُ العُشْبِ
خذْ أهْلاً..
ولوْ وَغَلا..
باب مدينة الكلاب
زهْرُ الخطيئةِ،، و”الخَـيْلاءُ” تفْرشني:
غوايةَ الدرْبِ؛ غاراً، غرْبةً؛ “غَوَلا”..
ويا لغُـرْبَةِ خطْوي كَـيْفَ أبْعِدهُ
عنِ غُربة الغيِّ عنْ شوْفٍ به بَجَلَا؟
في قَـهْوَةِ “الوَدَعِ/ الفِنْجَانِ” ألمـحُـني
ملامحي؛ قامتي الأولى؛ صدىً؛ نَبـُلا
لا يَسْلمُ الوتَـرُ المقطوْعُ من نَـغَمٍ
المشكلُ الآنَ أنَّ السَّامِعَ انْسَحَلاَ..!
مصيبةُ الودعِ المفجوعِ قارِئُهُ
فليسَ يُـبْصِرُ إلاَّ الدمْعَ مُكْـتحلاَ
فبعْ حِصَاني،، وبعْ حِصْني وبعْ معهُ
سَيْفي،، بعِ “المرأة الأنثى”.. بع الرجلا..
وكلَّ شيء بما كنَّا يذكرنا..
قصائدَ الـمُـتَـنَبي،، عزةَ الخيلا..!
عامُ النسور الحمر
وكانَ “عامُ النسوْرِ الحمْرِ”
يسترُ ظلَّ القاعدينَ
ويأوي حوْلهمْ ظللا..
وبعدهُ جاءَ “عامُ الفأرِ”؛ كانَ على
بقـيَّـةِ الشرِّ؛ كلِّ الشر؛ مُشْتَمِلاَ
و”الهوفة” استنبلتْ فيْنا مخالبهاَ
وشوَّكَتْ عَـقْلنا الجمْعيَّ مُنْعَزِلاَ
مَسَائيونَ.. ديارُ الأهلِ أسْئِـلةٌ
منْ ذَا يُـجيْبُ بقفْرٍ شابَ واخْتَـبَلا!
وكـيـْف أنْسى إذَا اخْضرَّ الحنينُ دُمىً
تكادُ منْ أهلهاَ أنْ تُشْبَهَ الثُّكلاَ
“تنـبَّـلَ النَّحْسُ” في أقصى خيامهمُ
فخاصَموْهُ على علاتِهِ علـلاَ..
واللَّيلُ ألْـيَلُ.. مجزوْءُ الأهلةِ لا
يحثو به النجْمُ إلا مظلماً شَوِلا
ونامَ صَحْوٌ على أجفانهِ انبـثـقتْ
أدلةُ الشَّكِّ..
مَنْ أمْلى؟ ومَنْ نـقلا!
كلُّ الشَّوارِعِ؛
نَـقْشٌ في خطايَ
وفي أظافري،،
حثْوُ مَـمْشَاها،، قَدِ اتَّـصَلاَ..
وجاءها الفجرُ منْ أقْصى مدائِنِهِ
يَـهـُــزُّ منْ نخلتيْه الجذْعَ والفسَلا
كم خِلْتُ يا نَخْــلَـتَــيْ “لوْرِيْنَ” أنَّــكُما
ظلاَّنِ للعهْدِ إنَّ العهْدَ قدْ سُئلا
وما تعتَّـبَــني لَـثْــمُ
السَّلالِـمِ
في مخالبِ الصَّحْوِ
نَامَ الذرُّ وانْجَـبَـلا…
و”فَـصْكُ” كانَ ليبْقى قائماً أبَداً
بهِ تَـضوَّع بـ”الكُـنْـتِيّ” من بزلا
به “شِهابُ” المعالي “ناصرٌ” أمماً
حكايةُ الأرْضِ منْ هذيْنِ مذْ دخلاَ
تعطرتْ بدمِ “المولودِ” زاهرةً
فهْوَ الحُسَيْنُ الذي في دهْرهِ بَسَلا..
نجدٌ هُنا، وزهيرٌ والعراقُ هُنا
“كذاك كانَ ابْنُ عوفٍ”.. ها هُنا أَثَــلاَ
المدينة وبيض المرايا
لا تسألوا الريحَ ما أخْبَارُها مُدُني؟
تموتُ في مُدني أشباحُها البُدَلا
مَليئةٌ كلُّها بالقَـيْـحِ، في زَمَنِ/
الذُّبَابِ، والبُوْمِ والغِرْبانِ والعُـمَـلا..
المُوْمِسَاتُ مجاريْها، وهُنَّ بِها
نميمةُ اللَّوْنِ،، ما غطىَّ الطِّلى وَطَلَى
بيْضُ المرايا، فإنْ يُـبْدِيْنَ “غيْلمةً”
“ملاحفُ السّتْر” لم تسْترْ بها ثَـكلا
مدائني لوْنُها الفَجْريُّ فبْـركةٌ
كبْرى، وقِنْدِيْلها زلْفى لمنْ ركلا!..
مَدائني “سابقًا”
مِنديْلــُـها وَطنٌ؛
وليلُها القمرُ المـَجْنُونُ تحْتَ مَلاحفِ البَنَاتِ، إذَا غيَّـبـْنَ مرتفعًا؛،؛
عادَ الرَّسِيْـمُ على أعطارهِ ذَمَلَا..
تلك المَدائنُ معْنى، لا كِلابَ لَها
فكـيْــفَ تُشْبِهُ مِنْ بَغدادَ مَنْ “دَجلا”؟
وكَـيْـفَ بَغدادُ عنْ بغدادَ سَاهيةٌ
“دارُ الدماءِ” دمانا أصْبِحَتْ زبلا..
عاد المغولُ المجوسُ الحاقدونُ لها
تعانق الدمُ دوْن الحبْرِ فاختبلا..!
والدهْرُ عادَ صَبِـيْغًا، كيفَ يُسْبِعُهُ
بعدَ الأوائلِ من دلىَّ به الوقلا
هل أجْهشَ الخطْوُ أقداماً بأرصفةٍ
كانَ الغُبارُ، عليْها، سيَّلَ المُسُلَا
مدائني “حالياً”؛ لا هُـنَّ منْ مُدُني،،
عنها “تحدَّثَ”.. ظلُّ العقْلِ فاحتبلاَ..
فكلُّ نَـهْدٍ بها مستفرغٌ وخِـمٌ،
تَخَالُـهُ عنْ صلابِ اللَّيْلِ مشتكلا..
يظلُّ عن سَائِلٍ يغفو فيُـغفلهُ، والساقُ كانَ “على ثوبٍ!”، فقلت: “ألا ليْت الشوارع” أبقتْ ظلها جرُفًا، وعلقتْ بَـيْـنَـها أبوابَها قصلاَ…
طابَ الحـَيَاءُ… ألا نَـهْـدٌ فأنــْـهِدُهُ
ألا تـَورَّدَني خَـدٌّ فنشتعلا..
ما بالمدينةِ من يَحتاجُ فكرتهُ
فالجنُّ أغلقَ بـِئــْـرَ النارِ واغتسلا..!
إنَّ المديْنةَ منْ ظِلّي لـَخـَائِفَـةٌ
فيْها تَبِـيْضُ الـمَـرَايا أوْجهًا وَدِلا
فيها منَ العِطرِ ما يُخْفي هويتهُ
إذا الجدارُ عليها انهدَّ أو عضلاَ..
ما يستطيعُ عليْها الصَّبرَ مَوْجِدَةً
والمرْءُ ينجحُ أني واجَهَ الفَشَلا..
إجازة مرضية
مَدَائحُ الليلِ لا تُـغْوي بِنَا قمرًا
ولنْ تنيْـرَ لنا إلا السُّيُوفُ حلى
لنا بِـمَدْمَعِنَا الأعْشى ضَلالـتُـنا
لنا “المحرق” يا “ابْن العَـبْدِ” مُقتتلا
فكلُّ جائزةٍ من شاعرٍ دَمُهُ
وبَعْضُ أسرارِهِ الأخْرى إذا سُحِلا
وهكذا بكَ صوْت المُـطـْفِـئـين خفا
وعنْ رسائلكَ السَّيَّافُ ما سَألا
أبو رغالٍ وغِلُّ “العلقميِّ” وكمْ
بنسْلِ هذيْنِ حَـجَّ الفَيْلُ منسجلا؟
تَذُوبُ أكبادُنا منْ حَـرِّ حَالتِنا
أحَــرُّها أنَّـنَا لمْ نــَـدْرِ مُقتبلا
ويا لغمٍّ بهذا العظْم خالَطَنا
وحَالُنا أنَّـنا عَنْ حَالِنا جُـهَلاَ..
وأنَّـنَا كُلَّ بأْسٍ نرْتَـوي وكفى
بالمرْءِ غمًّا إذَا عنْ غمِّـهِ انشَغَـلا..!
يا نحْنُ.. قبْلَ اتهامِ الآخرين ألمْ
نَزَلْ بِها النَّاسَ أمْ صِرْنا بها قَـفَلا!؟
تقوست أسماؤنا
وقُـلْتُ:.. أسْماؤُنا صَارَتْ مقوَّسةً،،
صارتْ مُجعَّدةً ما شوهدتْ قبلا
فكانَ “ديْلولُ”.. يَرْجُو “تيبةً” خُـنُسًا
وكانَ يُعْطي عَطاءً ضافيا جزلا
وكانَ أنــْقَشَهَا سِرًّا على خَشَبٍ
فأشعَلَـتْـهُ.. تَنَاسَتْ سِرَّ ما ابْـتَـعَـلا
ويبْحثانِ شُؤونِ الخيْلِ!.. ثـمَّ إذَا
ضجَّ الخلاءُ على الرؤيا،،، وقدْ ثــُـكلِا
تـَحـَاملاَ غيرَ “مشْهوْدَيْنِ” في صُحُفٍ
وثبتا الأخْذَ عنْ “نسْرٍ” وما بَـقـلا
وكانت السَّاعةُ المزجاةُ تَكْتُبها
دقاتها، كانَ رَمْلٌ، كانَ مَا رَمَلاَ
وإنَّ في يَـزَنٍ… من خَطوهِ حِقَـبًا
ما عدَّها كاتبُ التاريخ لوْ طَفلا
و”تَـيْـبَـةٌ” قدْ دَحى باللمْسِ هَاتِـفـُـها
ونجَّمَتْ هلْ تَـرى للنَّجْمَ مِنْ زُمَلا!..
“همُ الغروبُ” بهمْ أوجاعُ أزمنةٍ
تَسَوَّرَتْـنَا، لعلَّ الرِّيْـحَ قَدْ حَثِلَا؟
عن “هذه” قالَ “ديْلُولٌ” وأجْدَلَها
مَقَالةً، حَثْوَ بئـرٍ، بالـحَـصَى انقفلا!..
ما أغْربَ البَحْرَ في ألوانِهِ وبَــرٌ
والموجُ “يَسْنِفُ” لا فُضَّ الذي فَضُلاَ
“سلوْتُكَ الآنَ”.. قالتْ، فاستحلَّ دَمِـي
رَسْمُ الجَحِيْـمِ،، فما تأْويْلُ مَنْ حقلا؟!
و”تَـيْـبَـةٌ” سَألتْ بغْدادَ مُعْـتـصمًا
فقالَ “عِلْـجٌ،”:
“عَصِيراً، قُـلْتِ.. أمْ فلَلا؟”..
ومُقلةُ الشَّكِّ أنَّ النجْـمَ مُنْذِهِلٌ
وأنهُ شَاهدَ الأهْوَالَ “فانذهلا”…
وأنَّ… بابْنِ لـُحَيٍّ لم يَـزلْ صنماً
يعيْدهُ دَمُنَا الشَّرْقيُّ ما ثـَمِـلاَ
لا تنبشِ الأرْضَ.. لا تَـدْري مواجِعَها…
وكمْ بـِها منْ “سواعٍ” بعْلُها عَبَلا
الأرضُ يا “صاحبي” لا رَمْلَ ينُــْـقـذها
والبحْرُ باقٍ لأسْرِ الشَّطِّ ممتثلا!
لا مَاءَ في البَحْرِ يُغْوي شَطَّهَ لنرى
بالسُنْبُلِيـَّةِ مأوى الحُلمِ مُنْـتَـعَلا
وحاملُ “الرايةِ الحمراءِ” أوَّلَـهُ
أنَّ الدِّمَاءَ التي “تُمنَى” دما رَهَلاَ
وبَاهَلَ الدَّرْبَ؛ إلاَّ غَـدْر حُلَّـتـهُ
والشَّعْرَ و”المرأةَ الأخْرى” التي بَهِلَا
ودمْعَهُ خمرُهُ؛ من خمْرهِ نهلوا
وبين “نَجْدٍ” و”واد النَّاقَةِ” ارتجلاَ..
حتى العَشيَّاتِ بـ”المِـقْـراةِ” صدَّعها
في “تِـيْـرِسِ” المجْدِ مَجْدٌ بـ”العُيُوْنِ” جَلاَ
كمْ قبلَ حلـَّـتـِه أعلى أسِرَّته..
وباتَ يَشربُ فيْها الأعْـينَ النُّـجـلا؟
فلاعبَ النرْدَ والنّهْدَ ارتواءَ فتىً
لم يَـرْضَ عَنْ عَطَشِ التاريخِ؛ فانتقلاَ
مَضى ليُعْذرَ بعْدَ “القَـيْـصَريْن” إذَا
يُحاربانِ بهِ العِزَّ الذي عُـقِـلا
فجيش كـسْرى أتى ليْلا وحَارَبَهُ
ليغْدُرَ القيْصرُ الروميُّ ما نَــحِـلا
تعاوراهُ، وإصرارُ الفَتَى حَجَـرٌ،
حتىَّ تقـرَّحَ روحًا بالعلا شبَلَا..
فكانَ قافيةَ الأزْمَانِ كنْدِيةً
وسوْفَ يبْقى، ويبقي أمرها جللا
لم يَسْـتَـنرْ قبسًا بلْ كانَ يقْبِسُها
كلُّ القصائدِ مَعْنىً ساقهُ فَحَلَا
…….
نردًا يلاعبُه.. خمراً يشَاربُـه..
يا ابْنَ أخْتِ أبي ليْلى.. وألْـفُ “هَلا”..
ونَحْنُ مُبتدأٌ صَوْلاتنا ضَربتْ
حتى “تَـبَـعْرَنَ” منْها الرُّوْمُ ذَاتَ ولا..
وما خلا عَـرَبٌ من صَائحٍ بِدَمٍ
قبْلَ الفطامِ بها أعلى: “أَنَا ابْنُ جَلاَ”
كنَّا بها حُلُـمَ الحرْبِ التي اشتعلتْ..
فما الذي؛ هكذا؛ في نَـوْمِنَا ابتهلا؟!
الفيَّالُ
سُكْــرٌ يُنادِمُنا مِنْ صَحْوهِ شبِـمًا
وفي تغافله وعْي النُّهى نهلا..
وعازفُ الطيْـنِ فيَّالٌ على جُدُرٍ
ربتْ إليها غلامَ الطيْـنِ مُرتبلاَ
ما أجمل العزْفَ لولا إثْـمُ مملحةٍ
لم يكتملْ.. بسباخِ اللحظ.. فاختـزَلا..
وخـمَّــنَ التّلَّ إحْبالاً فنادَمه
حثوًا من الرمْلِ عن عينيه ما انتبلا…
والحلم لم يكملِ الأنثى.. على سِعَـةٍ
من الأماني ولمْ يرْسمْ لها هَلَلا
والحلمُ لم يَسَعِ الأنثى.. بِـجَــنَّـتِـهِ
فكيفَ ترْضى على الأرْضِ التي دَحَلا!!¿
ما غرَّدَ الأشْكَلُ القمريُّ عن وجعي،،
في أغنياتِ الهوى لحنًا فنعتقلاَ..
ونحنُ كنَّا هُنا.. كنَّا هُنا.. وهنا
كنَّا هُنا.. وهنا كنَّا لنفتعلا
وددْت لو أنَّ أهْلَ الأرْضِ قاطبةً
كانوا فدى عَـرَبٍ قدْ أفطروا الـمُـثُلا..
مفتي الشيطان..
تناثرَ الجمرُ؛ يُغْوي كُلَّ عاصِفةٍ
طليقةِ الغيْثِ كَـيـْـفَ الغيثُ ما هطلا!
الآسرونَ دروباً بيْنَ أضْلعِهم
لا يسألونَ “دمَ القعْساءِ” مُحْـتَبَلا؟
لم يصْحُ صائحهمْ… في جرحهمْ مددٌ
يستنجدَونَ العدى ما استنْجَدوا “الأَهَلاَ”
قبورهمْ أجملُ الأحلامِ عطَّرها
شدْوُ النداءِ وأعلى زيْنها نسلا..
ما أكثرَ المتباكينَ الذين أتوا
“أيــخدنونَ”
على قدْسي:
“..”؛
“لَعَلَّ”.. “على”..
الذارفونَ على عَيْنٍ رمادَهمُ
إن الشياطيْنَ تَسْتفْتيهمُ العَمَلا..
يا مادحَ الليْلِ.. أقْبلْ.. كلُّ سَاريةٍ
بُدُورها من قذًى في أرمدٍ جُـهِلاَ..
وعلِّل الظلمةَ الغمَّاءَ أنَّ لها
أكبادَ قوْمٍ شواها الغمُّ مُـنْجَدِلاَ…
ضاعتْ فلسطينُ في ليلِ المجازر يا
خطيئةَ الحزنِ والنِّسْيانِ إنْ فُصِلا!…
ويا فلسطين يا بِـنْتَ البراق.. ويا
سِفرَ الحمامِ؛ إذا بالقُـبَّـةِ انفتلا
ويـبـخلونكِ.. أخوْف البأسِ من أممٍ
وأبخل الناس خوف الناس من بخلا
ما أضيع الأهلَ.. لا أدري لأمرهم
إلا بآسنِ حالٍ حالهُ طَـحـَـلا
لا تنتمي أيُّها الغزِّيُّ شاطِـئَـنا
فأنتَ تُبصرُ من أعطى ومنْ خَذَلا
أخي.. خُذِ الطعنةَ العزباءَ.. لا رجلٌ
يُـخالدُ النَّخْوَ.. بل ذي فَـتْـرَةُ الدُّخَلاَ..
من قعقعَ البرقَ يا غزّيُّ؟ أنتَ ومنْ
سواكَ يرْمِلُ ذلاًّ أو يُرى عَوَلاَ.
النصرُ موتكَ.. مُتْ؛
عِزاًّ نطارحهُ
زهْوَ الأناشيْدِ.. إِخمالاً ومتَّـكـَلاَ..
خذي المتاريْسَ منْ لَـحْمِ الشهيْدِ فما
يبغي مغادرةَ الطعْنِ الذي قَـتَلاَ
أكمِلْ حكايتَهُ، لمْ تنقطعْ سَببًا
بموته،، هَاتِ روِّ التُّـربَـةَ الذُلُلَا
وطلقةً أسكتتْ فصْلاً بقصتهِ
ماتَ الشهيدُ ليُـبْقي السردَ مُتَّـصِلاَ
مات الظلام بقبْرٍ.. رِزْقُ صَاحِبِهِ
عنْد الإله،
فما يبْغي بهِ بَدَلا
عزَّ المخنْدِقُ حيَّا ضاربًا مثلاً
أو ميِّــتًا بعلا عزَّ العلا مثلاَ
عز المقاوم إمَّا: قاتِلاً.. قُـتِلاَ
تأجَّلَ النصْرُ بعْضَ الطعْنِ أو عـَجِـلا..
عشٌّ للأفقِ
مصيبة العربِ الكبرى بأنَّـهمُ
مدُّوا رقابهمُ غمداً ومختبلا
مدوا لفرسٍ وأتراكٍ مشانقهمْ
غزلْتَ عن فُـرْعُلٍ.. يا منْ لنا غزلا!
فكلهم جارَ يبْغي الثأرَ من دمنا
وكلهمْ فمهُ منْ خيْرنا رَغَلَا
اليوم في فترةٍ تعلو التُّحُوتُ على
الوُعُول، والحال أن الصَّبْرَ ما وَعلا
ألمْ تكنْ قدْرَ هذا اللُّؤْمِ منْ أممٍ
تعلمتْ حرفها من حرفنا.. عدلا!
لم يبْقَ للفجْرِ ضوْءٌ بعْدَ غيْـبـتِـهِ
تـَقَـبَّلَ الليلةَ الليلاءَ واقتبلا..
……
أمشي لأسترجعَ المسْلوبَ منْ إبلي
“سيحْفظُ البيْتَ ربُّ البيْتِ جلَّ عـلا”..
أعشاب غير عربية..
المؤمنونَ بلا دُنيا سَواسِيةٌ
تحطبَ الماءُ في أقواسهم دَغَـلا..
والمؤمنونَ بنبْل القوسِ موعظةٌ
باعوا رحى الريحِ أسماءً ومفْتعلا..
ما أغربَ الشرقَ والغربَ الذي أخذوا
إسلامهُ ونَسَوا من كفرهِ الخجلا..!
الشرقُ دنْدَنَ في البيداءِ مُنْـتَـبذًا
بيْداءَ لا نخْلَ فيْها مرَّةً وَشَلاَ
البيْدُ تنتبذُ البيْدَ التي انغرستْ
وحــزَّ شريانُها شريَانَها “خَـتـلا”
فظلَّ من قلبِـها المـَغْليُّ “مُبتردًا”
وباتَ أسْفَلَ حقْلِ الموْتِ ما بُذِلا
القومُ هلْ علَّ من أصلابهمْ أحداً
تأتي به شهوةُ الكبريتِ مُشتعلا..
كم هاجرَ الشَّكُّ عَنْهمْ ثمَّ عادَ!.. فمنْ
أوشى بهمْ عاملاً من حلهِ انتشلاَ..؟!
يا أيها العربُ/ الأعْرابُ أعْـجَمَكـُمْ
نزوُ المسَاءاتِ واستغباكمُ مِلـَلاَ..
أذِّنْ بلالُ.. بهمْ؛ أذِّنْ بـ”لا” وبـ”لا”
قدْ عَادتِ اللاَّتُ والعُزَّى لهمْ خَوَلاَ..
طالَ التخاذُلُ حَـتّى ملَّنا دَمُنا
ذلًا.. وكلُّ حسينٍ بَـيْـنَنَا خُذِلاَ
كمْ أمةٍ قد صحتْ من بعْدِ نكبتها
كالحقلِ بالنارِ إذ يعفو لينشتلا..
فماتَ كـِسْرى، ولكنْ أهله احتملوا
وبعْدَ قيْصرَ نسْلٌ بالعلا حفلا..
أما “عشيرة أهْلِ النفْطِ” ليْس لها
أصلٌ إلى عربٍ إلا الذي انتحلاَ
إني أرى بَعْدَ صدَّامٍ سُيوفَهمُ
بالرقصِ تَهتـزُّ لا فتْكًا ولا نَـفَـلا..!
يراقصونَ بذلِّ النَّذْلِ سادتهمْ
و”يـَجْزِلُوْنَ” لهمْ في دبْرهمْ قُـبَلا!…
من للعروبة،، مذْ ماتَ الرفاق على
أسوارها،، وأتى “الطزيُّ”.. كمْ نذلا..؟
أتى الأراذل أدْنى منْ رذائلهم،
وإنهمْ أهونُ الخلْقِ الذي رَذلا..
لا ينتموْنَ إليْنا.. بل إلى صَنـَمٍ
لا همةٌ في الدمى تعلي الدمى حَجَلاَ
فلا إلى هؤلاءِ القوْمِ منْ عَوَلٍ
جُنَّ العماءُ بمنْ ظنَّ الحـَصَى جَبَلاَ..
أوْ ظنَّ قطرته بحراً وقدَّرَ أنْ
سيغرقُ الكوْنَ.. أمواجاً إذا تَفَلَا..!
لم يسْفن الماءُ للغرقى ليونَـتَهُ؛
ولا بكى ظله منْ بالظلال سلا
الله أكبرُ.. هل يبْقى بها عَرَبٌ
فمنذُ أندلسٍ لم نردعِ القملا!
إستعجمَ المجْدُ حتَّى خِلتهُ عجمًا
ورمُتُ منْ كلِّ “كانَاتٍ”[1] بها أملاَ.
محمد يا رَسُولَ اللهِ.. مَعذرةً
فجيْلنا ضَاعَ.. كمْ أزْرى وكمْ سَهُـلا
وجيْلنا جِيْلُ منْ تروى هزائمهُ
وجيْلنا ضاع بالأسْواءِ قد جُبِلا
فأزهرتْ بغثاءِ السيْل داجيةٌ
والقوم لا يعرفوْنَ الآنَ ما حَصَلا
لا يرفعونَ إلى أعلى عمائمهمْ
لا يظهروْنَ.. ولوْ منْ صُنعةٍ زَعَــلا
ما عاد فـيْهمْ أبو بكْرٍ ولا عمرٌ
أو خالدٌ.. بل أرى الأفيالَ والزَّغــَلا
إني لأعجبُ من قوْمٍ وهبْت لهمْ
إذا التخلفُ في حالٍ لهمْ وَحَـلا…!
مدائني كلُّها ثكْلى، تنوحُ على
ذكرى وما أغْربَ الذكرى لمنْ “وَأَلَا”..!
عصرُ الأرامِلِ والأيْـتامِ “مثكلةٌ”
الدَّمعُ والدمُ ما جَفَّا ليحتملاَ
حَـنّـِنْ.. ويا ليْتَ قوْمي يعلموْنَ وما
تبدَّلَ الظلُّ لكنْ ظِـلُّـهمْ رَبَـلا..
الجبل المتردم.. البحرُ الغريق
وأخبرتْـني منَ الغيْلانِ “سَافرةٌ”
لا تتــقي بِـيَدٍ.. عنْ شاعرٍ عَـقِلاَ..
قالتْ: بـ”وادانَ” أو “برقان” من ذبلتْ
عنهُ المسافاتُ خطواً بالغضى ذَبُلا
والساجدوْنَ لـ”كهْلٍ” بينَ أوديةٍ
يسترحلونَ ويبْقى حُزنهمْ طللا
كم ثهمدٍ عزَّ وشْماً واليَدُ انبترتْ
ليكملَ الظِّفْرُ في عينيك منسدلاَ
أضِئْ بسيْفكَ لا منْ آفِلٍ أبداً
مهْما بكَ البرْقُ أضحى فترةً أفلاَ
ونحْنُ منْ هؤلاء الناسِ
يتـكئُ الغُبارُ في أعينٍ
أو تغتدي
سَمَلَا.
…
ومرةً،
قالتِ الغَيْلانُ:
“أجهشَ منْ بيْتِ البلابلِ”
مَنْغُومًا ومُنفصلا..
وناحَ بيْن حماماتِ اللِّوَى قمراً
يغازلُ الليلَ لولا الليْل ما جَمُلا..
فهيَّجَ امرأةً ثوْبيْنِ.. أجْزَلَهَا
“تميمة النَّايِ” لا فـُحْــــْشًا ولا زَللاَ…
وبينما بالربياتِ اسْتَوى قبَبًا
للآثمينَ بدوا من كثرةٍ قُلَلاَ..
يا هاشمَ الصحْوِ منْ يُغوي متاهتنا
من “يَـجْذِعِ” الماءَ والأمداءَ والأولا!؟
الناسُ نحْنُ إذَا “منْ نحْنُ” أعْرَبَهَا
قُريْشُها وتلاَ آيـًا بها نَـزَلا..
يا أيُّـها العَرَبيُّ الأصْل عُدْ مضرًا
إن كـنْتَ وحْدَك.. ألقِمْ صخرةً وَكُلاَ
ولا تُعرْ سيْفكَ الحامي إلى أحَدٍ
وإن سُئلتَ فلا.. واعْطِ الجوابَ بـ”لا”
تكلْ على الله تغدو فائزا أبدًا
“ما خابَ عبْدٌ على الله العلي اتكلا”.
سنزرعُ الظلَّ في الأشجارَ منْ دَمِنَا
ونجعلُ الماءَ في الدَّهْرَيْنِ مُنْـتَـقِلا
ففي الهديلِ ارتواءٌ كلهُ عطشٌ
والبدءُ منْفى لإسماعيْلَ مُعتـزلا.
[1]منحوتة اختصار لمقولة “كان وكان”.
______
صدرت هذه القصيدة في ديوان بنفس الاسم ذولك يوم 2 يناير الجاري في باريس