كلمة عن الاتحاد / الشيخ معاذ سيدي عبد الله
قبل يومين تم انتخاب الشاعر الصديق أحمد ولد الوالد رئيسا لاتحاد الادباء والكتاب الموريتانيين خلفا للرئيس الشيخ الخليل النحوي..
إن رمزية الشيخ الخليل ليست في كونه الرئيس المنصرف فحسب، وإنما في كونه أول رئيس لأدباء ومبدعي وفناني موريتانيا أيام كان الاتحاد يسمى( رابطة أقلام الصحراء) ثم ( رابطة الآداب والفنون) في السبعينات .. يومها كانت يافطة الابداع تجمع تحت ظلها أسماء وازنة : الخليل، يوسف گي، سيمالي، احمدو ولد عبد القادر ….. وغيرهم..
يضاف لذلك أنه الخليل الشاعر، الناثر، خليل المنارة والرباط، وافريقيا المسلمة …
هذه الرمزية جعلت وزارة الثقافة عندما قررت فصل الادب الشعبي عن الادب الفصيح تطلب ( بإلحاح ) من الشيخ الخليل قيادة المرحلة الانتقالية باعتبار انها مرحلة دقيقة جدا، حيث لأول مرة يوجد اتحادان للادب، ولكل منهما قوانينه، وميزانييته وأنشطته..
والحقيقة أن الشيخ الخليل رفض وتحجج .. ولم يقبل الأمر الا تحت الحاح كبير مثلته وزارة الثقافة آنذاك…
وكانت عملية الفصل صعبة جدا ذلك أن الاتحاد اصلا كان على أعتاب انتخابات، فكان الطامحون لقيادته يرفضون عملية الفصل خشية أن يكون لذلك تأثير على حظوظهم.. وقد استخدموا في سبيل إيقاف عملية الفصل شاى السبل ( قبلية، سياسية، مالية) ولكن قرار الفصل كان قد اتخذ حكوميا ..
ويبدو أنه كان قرارا موفقا، وكان كافيا لإيقاف احتقانات ومشاكل المنتسبين للاتحاد والتي وصلت في مرحلة من مراحلها الى أروقة القضاء.
والدليل أن أول انتخابات بعد الفصل ( الخميس والسبت الماضيين) تمت بسلاسة وهدوء..
لقد نجح الشيخ الخليل بخبرته وأخلاقه وكفاءته في قيادة هذه المرحلة، رغم مشاغله الكثيرة..
هذه لمحة عن ما جرى منذ سنوات، ونتج عنه الاتحاد الشعبي للادب الموريتاني واتحاد الادباء والكتاب الموريتانيين، وهي لمحة من ( شاهد وفاعل في عملية الفصل).
اليوم انتخب بالتوافق مكتب جديد لاتحاد الادباء ويبدو من لائحة مكتبه التنفيذي أنه مكتب شبابي في أغلبه، وهو ما يطمئن ظاهريا عليه، ونتمنى ألا يخيب ظننا فيه ..
هذ المكتب مطالب على سبيل الاستعجال ب :
- فتح باب الانتساب وبشروط جادة وابداعية..
- المغادرة فورا للمغارة المسماة - تجوّزا - مقرا للاتحاد، واتخاذ مقر جديد مناسب ولائق ويمكن دعوة الضيوف إليه ..
-التخلي عن العقلية الربحية للاتحاد ( المطعم الذي يطل على الشارع والذي لابد للقادم للاتحاد من المرور به وبمطبخه) بل إن اسم الاتحاد يضيع على لافتته بين صور الوجبات السريعة .. وهو لعمري أمر مشين للأدب وأهله.
وكذلك التوقف عن تأجير المسكنين التابعين للاتحاد ( يمكن التفاهم مع وزارة الاسكان حيالهما بحيث تمنح الاتحاد مقرا مكانهما وتتولى هي التصرف في المسكنين).
- الانتظام في عملية نشر الاعمال الابداعية ومجلة ( الاديب).. وحبذا لو أصبحت (محكمة) خدمة للأدباء وللأكاديميين على السواء.
- الانتظام في إقامة المهرجان السنوي للادب الموريتاني…
هذه بعض القضايا المستعجلة، والتي يحتاجها الحقل الادبي والثقاقي ..
لقد تمكن المكتب السابق من نشر عدة اعمال وعدد مهم من مجلة الأديب، كما جعل من يوم الاربعاء موعدا ثابتا للمطارحة الادبية..
ولكن ظروف البداية، وصعوبة المرحلة التي يجتازها الاتحاد لا شك أن لها تأثيرها على العمل والطموح..
فشكرا لذاك المكتب ولما قدم للأدب الموريتاني، والكرة الآن في مرمى المكتب الجديد .. وهو بأسمائه المبدعة قادر على الإضافة إن أراد ذلك…
وفقكم الله اخوتي..
