القَوَافل والضِّفَاف شعر بَبَّهَاء بديوه

إِنْ تَرْمِ قَوْسُ جِوَارِنَا بِسِهَامِ
لَمْ نَرْمِهِ أَبَدًا بِغَيْرِ سَلَام

قَلْبٌ فَتَحْتُ إِلَى الضِّيَاءِ فِجَاجَهُ
أَزْهَارُهُ تَزْهُو مَعَ الْأَنْسَامِ

وَالأُفْقُ يَمْرَحُ فِي رَفِيفِ غُصُونِهِ
زيتونةً رَقَصَتْ بِشَدْوِ حَمَامِ

أَوَلَا نَعِيشُ مَعًا؟ وَتِلْكَ حَقِيقَةٌ
نَحْيَا بِهَا، إِنْ تَحْيَ فِي الْأَوْهَامِ

وَانْظُرْ فَهَلْ هَذَا التُّرَابُ يَخُونُنَا
لِنَحِيدَ عَنْ عَهْدٍ لَهُ وَذِمَامِ!
 
سَعَفُ النَّخِيلِ ظِلَالُنَا وَهُيَامُنَا
نَحْوَ الضِّفَافِ وَمَدِّهَا المُتَنَامِي

بِالْحُبِّ فَلْيَشْرَبْ هَوًى مَعَ جَارِهِ
كَأْسَ السَّكِينِةِ مِنْ يَدِ الأَحْلَامِ

قَالَتْ لَنَا حَوَّاءُ إِنَّ حَبِيبَهَا
سِلَّا يَعِيشُ الْآنَ بَيْنَ خِيَامِ

فِي الْبَدْوِ يَدْرُسُ فِي المَحَاضِرِ لَمْ يَعُدْ
لِنَرَاهُ مُذْ شَهْرٍ هُنَاكَ وَعَامِ

البَابُ يَنْتَظِرُ الإِيَابَ وَمُهْجَتِي
كَالرِّيشِ بَيْنَ عَوَاصِفِ الأَيَّامِ

طَالَ الْأَسَى وَالصَّمْتُ يَرْسُمُ أَوْبَهُ
فِي سَمْتِهِ شَيْخٌ بِوَسْمِ غُلَامِ

أَمْ يَرْجِعُ الْغُصْنُ الَّذِي فَارَقْتُهُ 
مِنْ بَعْدِهَا مُتَفَتِّحَ الْأَكْمَامِ؟

يَا لَلسَّفَانَا كَيْفَ تَشْرَبُ حُبَّنَا
نَثْرًا عَلَى الْوُدْيَانِ وَالْآكَامِ

في النَّهْرِ والرَّمْلِ الْعَظِيمِ إِلَى الضُّحَى
فَوْقَ الشَّوَاطِئِ مَوْجِهَا الْمُتَرَامِي

تِلْكَ القَوَافِلُ فِي الضِّفَافِ كَوَارِعًا
أَنْوَارُهُنَّ بِفَيْضِهِنَّ هَوَامِي

كِلْتَاهُمَا فِي سَيْرِهَا وَمُقَامِهَا
وَهَجُ الهِدَايَةِ أَوْ نَدَى الْإِنْعَامِ

الْعِلُم وَاحَاتُ العُقُولِ وَرُبَّمَا
تَرْوِي الضِّفَافُ بِخَيْرِهَا الْمِسْجَامِ
 
هَذَا اخْتِلَافِي نَحْوَ مِائِكِ وَارِدًا
فِي عِشْقِ رَابِيَةٍ لِمَاءِ غَمَامِ

وَقْعَ الرَّبَابَةِ فَامْزُجِي أَلْوَانَنَا
لِتَذُوبَ فِي عَسَل مِنَ الْأَنْغَامِ

الشاعر: