الخليل النحوي

السيرة الذاتية

أديب و عالم وكاتب ومفكر، أحد أبرز الشخصيات العلمية والثقافية في موريتانيا وأذيعها صيتا على مستوى الوطن العربي والإسلامي، له العديد من الإسهامات العلمية والأدبية وشغل العديد من المناصب على المستوى الوطني والدولي، أستاذ جامعي، خبير في التربية الأصيلة وباحث في علوم اللغة والدين والتاريخ.
ولد في قرية برينا التابعة لمقاطعة اركيز الولاية اترارزة بموريتانيا. 
 شاعر مبرز وأديب كبير وأحد كبار رموز حزب البعث العربي الموريتاني، وحامل وسام المؤرخ العربي 1989.

بيروت

بيروت كل القارعات سلام..
ذهب الرجال ودالت الأيام..
البحر حولك موجة من دمعنا...
ودموعنا للسامرين مدام...
نبكي .. وبعض بكائنا ضحك وبعــ(م)..
ـض شجوننا وهمومنا أوهام...
والصخر، يا بيروت، رمل قلوبنا..
قست القلوب ولانت الآكام...
لا تنكري الآهات فهي نشيدنا..
وترنّحي، فأنيننا أنغام...
لا تنكري إحجامنا وذهولنا..٢
إن الرجولة عندنا الإحجام
لا تنكري فرساننا.. ففوارس الز(م)
من الجديد عجائز.. أقزام
لا تنكري إغضاءنا وحياءنا
فالأرض رمل.. والرجال نعام
لا تمنعينا أن نهدّم بيتنا
فقصورنا مهما علون حطام
وإذا هجعنا في الوغى فتفهمي
فالساهرون السامرون نيام
لا تنكري أحساب قومك.. إنهم
أهل النهى، لكنهم أيتام
بيروت صبرا.. ما لرهطك حيلة
إلا الكلام.. وهل يفيد كلام؟
ستقاتلين العالمين وحيدة
فبنو أبيك عن القتال صيام
كل الخصال ترهلت في رهطنا
إلا الكرامة.. فهي، بعد، غلام
كثرت مضاربنا.. وطال بناؤنا
فبكل سفح دارة وخيام
وبكل واد راية مشطورة
وبكل حيّ شرطة و"نظام"
وبكل بطن للبسوس غوائل
وبكل بيت ضجة وخصام
وسحابة الدم في سمانا ديمة
هطالة حيث السحاب جهام
وبكل أندية القمار رؤوسنا
مرفوعة ورؤوسهم أقدام
وإذا ثري صال منا صولة
فهو الكمي الفارس المقدام
وإذا تدار الكأس ذات عشية
في محفل فبنو أبيك كرام
لا يخدعنك بعد رقم هائل
فقليلة أبدا هي الأرقام
سلب الغزاة حقولنا وعقولنا
وحلومنا فكأننا أنعام
لبّ المصيبة.. أن نعيش بذلة
فالذل موت في الحياة زؤام
بيروت أنت القدس.. أنت ديارنا
أنت الشآم.. وكل أرضي شام
في كل قلب منك نبض عاصف
وبكل صدر أنّة وسقام
وبكل جسم منك جرح نازف
أنت الجراح.. وكلنا أجسام
فإذا ركعت فأنت حرّ وجوهنا
وإذا هويت فأنت منا الهام
بيروت صبرا يا أعزّ أسيرة
في كل بيت.. والبيوت ركام
شابت نواصينا.. وطال رضاعنا
فمتى نشب؟ متى يكون فطام؟
ومتى نكف عن البكاء.. فإنه
غاض الكلام.. وجفت الأقلام
آلامنا رحم العلى ومخاضها
فمتى ستنجب هذه الأرحام؟
بيروت أنت قصيدنا ونشيدنا
كل الهوى إلا هواك حرام
لم يبق في ظلم الليالي شمعة
إلاك .. فالدنيا سواك ظلام
لم يبق في الصحراء إلا أرزة
لم يعدها ظل ولا أنسام
لم يبق إلا خيمة عربية
لم يبق إلا صهوة وحسام
لا تيأسي.. لا تيأسي.. فلنا على
علاتنا همم سمت وذمام
فلرب قارعة تنبه نائما
ودم جرى فتفتقت أكمام
أنت المعاد وكلنا سفر.. وكلّ(م)
رحيلنا إلا إليك مقام
كل الحياة إلى ذراك مسيرة
كل الجهات لمن يسير أمام
وغدا يهبّ النائمون.. غدا يعو(م)
د الفاتحون وتورق الأحلام
ويرفرف العلم الكبير مظللا
سعف النخيل ... وتسقط الأعلام

إليك حبيب الله...

صلى الله عليك وعلى آلك وصحبك وتابعيك (شعر)
إليك - حبيب اللـه - شُدت رحالُنا ==
وقد علم الرحمن ما هي حالُنا
خفافُ عيابٍ مُسنِتون تقطعت ==
وما نيطت اِلا بالحبيب حبالنا
تقاصرت الهِمَّات عن عُظم همنا ==
فما بالُ أثقالِ الهموم وبالُنا؟
فهل نظرة يا سيدي نستقي بها ==
ويعظم منها عَلُّنا وانتهالنا
يُفك بها العاني ويغنم غارم ==
ويُشفى بها المرضى وينعم بالنا
وتجبَى بها الخيراتُ من كل وجهة ==
إلينا، وتصفو، دون شوب، خلالُنا
ويقوى بها - إمَّا نهيتَ – اجتنابنا ==
ويزكو بها – إمَّا أمرتَ – امتثالنا
وتغدو بها أوزارُنا حسناتِنا ==
مضاعفةً، والحمدُ للـه حالنا
فيعلو بها في العالَميْن مقامنا ==
وينفذ بين الخافقين مقالنا

نم مليا فقد ينام الشجيُّ

نـــم مَلِيـًّـــا فقــد ينــــــــــــــام الشجــــــــى
والهــــوى ساهـــر العيــــــــــــــــــون ملي

نم على الأرض لا عليـــك ففي الصـخـ (م)
ــر سريـر وفـي الحصى كــــــرســــــــــي

لا تُـــرَعْ فالجمــــود غـــــــــــش وغـــــــل
وخنــــوع الرجـــال مَطَـــــــــــــــلٌ ولَـَــيّ

حــــال فيء الظـــلال لا الـــــــــــــدار دار
تصطفيــــها ولا النــــجي النجــــــــــــــــى

فاحتــــمل إن في الكــــــرامة ثوبــــــــــــــا
ســـــابغا ... والإبـــــــاءُ نعــــــــــــم الحُلِى

وإذا ضـــــــاقــــــــــت البــــــــلاد بِحُـــــرٍّ
لم يضـــــق عنـــه مخـــــــــــفـــر شــرطي

كـــل زنــــزانة تثـــور فــــــــــتغـــــــــــدو
وطنــــا كي يـــــزورهــــــــــــــــا وطنـــي

ذنبه أنه شــــــــــــــريف عفيف
مخلـص للبـــــلاد بـــــر حفــــــــــــــــــــي

إن يقـــــلْ رأْيـــــــه صريحـــــــــــــا نزيها
قيــــــل: هذا مشــــــــــاغب فوضـــــــــوي

وَهْـــــــو ان كان مؤمنــــــا وحــدويـــــــــا
تبــــعي وملحــــــــــد عصــــــــــــــــــــبي

وطنـــــي أين من بنيــــــــك نسيــــــــــــــم
وهواء طلق نقي زكـــــــــــــــــــــــــــــــي

أيــن أفيــــــــاؤك الظـــــــــليــــــــــلة منـــا
أين ماء عــــــــــــــــــــــــــذب زلال شهي

في الغيابـــــات لا يشــــــــــــــــع ضيـــــاء
ما لظمآن في الغيـــــــــــــــــــــــــابات رِي

وطنــــي ما دهى عــــلاك ، لمــــــــــــــاذا
غاض في كفك العطــــــــــاء السخـــــــــي

كيف ضــاقت بنـــا الرحـاب اللـــــــــــواتي
يسع الكونَ حضنـُـــــــــها الأبـــــــــــــــوي

البنـــــــــون الأبــــــــــــــرار إمــــا سجين
أو طريد مشـــــــــــــــــــــــــــــــــرد منفي

كـــل من هـــــمه الكــــرامــــة والمجــ (م)
ـــدُ تـعيــــس بهمه وشــــــــــــــــــــــــــقي

أيهــــا السائــــلون عني غضــــــابـــــــــــا
كم يـــــــــــــلاقي من الخــــــــلي الشجــي

أوَ لا تعرفـــــون وجـــــــــــهي وكــــــــفي
وحديثي إذا تنـــــــــــــــــــــــــــادي النــدى

أغـــريب أنـــــــا هنـــا أم دخـــــــــــيــــــل
أم فـــــــــــــــــــــري بمــــــــــا أتيت دعي

أنــــا من هــــذه الربـــى وهْــــــــــــي مني
صخرُها لي ورملها العسجــــــــــــــــــدي

قــد تعـــــــــــشقتــها كمـــا الـــدم يجــــري
في عروقي ، كـــــــما الهــــــــــــواء النقي

فهبـــــوني أتــيت شيـــــــــــئــــــا فريـــــــا
فأصح الأمور شيء فـــــــــــــــــــــــــــري

أنــــا من هــــذه الربى وهْــــــــــــــي منـي
شمسها لي وليلهــــــــــــــــا القمـــــــــــري

همت فيـــها منذ الصبـــــــا بلســــــــــــــان
حبُّه في الفـــــــــــؤاد رطب طـــــــــــــري

لغـــةُ الديــــن ، والحـــــــضـــــــــارةُ منها
وإليها ومجدهـــــــــــــــــــــــــــــــــا قدسي

لم تـــزل غــــــــــضة الشبــــــاب ، وقِـدْما
بــــــــــارك الله شأنهـــــــــــــــــــــا والنبي

فــــاعــــــــــذروني إذا استبـــــد هــــــواها
بفــــــــــــــؤادي ، فإنــــــــــه لـَـحــــــــري

واعـــــذروني إن لم يــَــــــــرُقْ لي لســـان
أجنبي ولا هــــــــــــــــــــوى أجنبــــــــــي

فبـــها رَقَّ لي نســـــــــــيـــــم الصحـــاري
ونما زرعــــــــــها ودَرَّت ثُــــــــــــــــــدي

وهْـــي لي حيث كنــــــــت ظـــــــل ظليــل
وهْي لـــــــــــي حيث كنت كِـــــــــــنّ دَفِي

علمتـــني أن الإخــــــــــــــــاء مجيــــــــــد
كل مجد بطبعـــــــــــه أخـــــــــــــــــــــوي

علمتـــني الإيــــمان فهـْــــــــــو شعـــــاري
ودثاري ومشــــــــــــــــربي العـــــــــــسلي

ليس في ســــــاحة العروبـــــة شـــــــــــهـم
عصبــــــــــي أو ملحد ثــــــــــــــــــــوري

وإذا كــــانت العــــــــــروبــــة غيــــــــــــا
فالتقى النقي منــــــــــــــــــــــــــــــــا غوى

أيهــــا السائـــــلـــــــــون عني غضــــــابا
عربي أنـــــــا – أنــــــــــــــا عــــــــــربي

أيـــها اللاهثـــــــــــــــون خلف لســــــــاني
لا يموت اللســـــــــــــان والقلــــــــــب حي

ليس في جعبتــــي رصــــاصة غـــــــــــدر
ليس في الغمد صـــــــــــــارم هنـــــــــــدي

كـــل ما أقتــــــــــنيــــه رأي بسيــــــــــــط
فعلام العتــــــــــــــــــــــــــاب ، فيم العُتِــى

أسخــط الله عاتبـــــــــــــــا ليس يسعـــــــى
في رضـــــــــــــــــاه إلا جبـــــــــــان عَيِي

يختشـــي أن تـــقـــــــــــال كِلْمَــــــــــةُ حق
يختشي أن يُصــــــــــــــــــــان عِرْض نقي

ويخــــــاف السكـــــــــــوت إن كان صمت
إن بعض السكوت حقا دوي!

يــــا رفيقي في الــــــــــدرب صبـرا جميلا
إن درب الكــــــــــفـــــــــــــاح درب قصي

في سبيــــل العلى همــــوم الأســـــــــــاري
والإهانـــــــــــــــاتُ والسبـــــــــــاب البذي

في سبيــــل العــــــــــــلى يُضَــــــــرَّجُ حي
بدم طاهر ويـُُـــــــــــــــــــــدفـــــــــــن حي

فــي سبيـــل العـــــلى تـئن فتــــــــــــــــــاة
ليلها شاحب النجـــــــــــــــــوم شــــــــــجي

كلمــا استعطــفت صــــراخــــــــــا ، وأَََنتْ
سحرا ، واستهـــــــــــــل دمـــــــــع عَصِي

جـــاوبتها الصخــــــــور صمـــــــا وبكما :
ليس إلا الصـــــــــــدى وإلا العِــــــــــصِي

والرجــــال الملثـــــمـــــــــــون حضـــــور
أَوَمـــــــــــــا في الملثــــــــــــمين حَيــــــِي

أَوَمـــــــــــــا في الحمي شريـــــــفٌ عفيفٌ
أوَ ما في العبــــــــــــــــــاد عبــــــــــد تقي

سُبيتْ هــا هنا المـــــــــــروءةُ والرحــ (م)
ــمـــة والدين ، والحيـــــــــــــــــــــاء سَبِي

في سبيــــــل العلى يعـــذب شيــــــــــــــــخ
وفتى يافــــــــــــــــــع وطفــــــــــــل صبي

وشتــــات من كـــــــــل أرض فهــــــــــــذا
حضري وجــــــــــــاره بــــــــــــــــــــدوي

وحـــدت بيننــــا صـــروف الليـــــــــــــالي
ولهذا فكلنـــــــــــــــــــــــــا وحـــــــــــدوي

أيـــــها اللاعبــــون بالنـــــــار مهـــــــــــلا
ليس يجدي في الفكــــــــــــر طبـــــخ وشي

أكـــما تنضجــــــــون لحمــــــــــا طريـــــا
ويـَـلَذ المَصْـــــــــــِليّ والمشـــــــــــــــــوي

تستسيــــــــــغـــون حـــرق جسم شريــــف
لم يــــدنــــــــــسه مسلك هـــــــــــــــــمجي

تنـهش النــــــــــــــــار فيه عرضــــــا نقيــا
يتعالى اللهيــــــــــب وهْــــــــــــــــــو عَلِي

يا شــــــــــريف الإبـــــــــــاء صبرا جميلا
فصبور هـــــــــــــــو الشريــــــــــف الأبي

لك في الميسم المضــــــــــرَّجِ تـــــــــــــاج
ووســــــــــــــــــــــــام مـــــــــرصع ذهبي

فَتَََحَــــــــــملْ ، ففي الجــــــــــــراح دروب
كل درب من الدمـــــــــــــــــاء نـــــــــــدي

وتحمل ، فكل جـــــــــــــــــــذوة نــــــــــار
يصطلي حرهــــــــــــــــا دم بـــــــــــشري

مشعل لاهـــــــــــب ، وشمعـــــــــــة درب
تتــــــــــأرّى وكــــــــــــوكــــــــــــب درِّي

ستباهي بك الوهـــــــــــــادُ الـــــــــــروابي
ويبــــــــــاهي بـــــــــــك الغـــــــداةَََ العشي

وتبـــــاهي بك القصــــــــورَ سجـــــــــــون
كل سجــــــــــن بســـــــاكنيـــــــــــــه غني

ستطل النجــــــوم نحــــــــــــــــــــوك ترنو
في الديـــــــاجي كأنـــــــــــهن بـُـــــــــــكِي

فـــــــإذا أرقـــــــــــتـــــــك آلام جــــــــرح
كان في النجـــــــــــم ســــــــــــــامر ونجي

ومتى عـــــــــــانق الطمـــــــــــوح الأعالي
لم يعد في الحيـــــــــــاة ظـــــــــــرف قَسِي

يا جريح الهـــــــوى الشريف وكـــل الـ (م)
ــعمر حب مقــــــــــــــــــدس عـــــــــذري

لم تخن ربة الهـــــــــــــوى لك عــــــــــهدا
فنسيـــــــــم البــــــــــــــــــــــلاد صَبٌّ وَفِي

الكهوف التي حلــــــــلتَ قصــــــــــــــــور
والقيـــــــــــــــــــود التي حمـــــــــلتَ حُلِي

والجـــــــــراح التي احتـــــــــضنت دروب
والليـــــــــــــــــــالي بكل درب مَـــــــــطِي

وطني لا عليـــــــــــــــك فالمجـــــــــد أبقى
وجديـــــــــر بك الشمــــــــــــــــــوخ حري

لك صغنا الــــــــــــــوداد: حُلْْْمًًًًًا كبــــــــيرا
دونه الشــــــــوك والقنـــــــــــــــــا والقِسِي

لك منا أحلامنــــــــــــــــــــــــا ومُنانـــــــــا
ودمانا وما تنــــــــــــــــــــــــال اليُــــــــدِي

ستمر الأيــــــــــــام إمـــــــــا سراعــــــــــا
أو بِطَـــــــــــاءً ، فكـــــلهـــــــــــــــا مطوي

ستعــــــود الظـــــــــلال فيئا ففيئـــــــــــــــا
ويغني في الدوحـــــــة القُمْـــــــــــــــــــري

وستنمو الهـــــــــمــــــوم يزهـــــــــــر فيها
حُلُمٌ يــــــــانع الثـــــــــمـــــــــــــــــار جَنِي

وغدا موعــــــــــــد الحصـــــــــاد : حصاد
عربــي ومـــــــــوعـــــــــــــــــــــد