والتين والزيتون والطور المكين 

والتين والزيتون والطور المكين 
وخيام حي هاهنا كانوا قطين 
رحلوا إلى المجهول يوما نازحين 
كانت لهم سيناء تيها من سنين
*
رحلوا وخيل القوم أضحت سائمة  
ترعى جذوعا في رباهم قائمة
تركوا سقايتها وكانت دائمة
*
لم يذكروا التأبير حينا غافلين 
فمضى النخيل على دروب الشاردين 
*
إلا نوى تجتره نوق الحضر 
لفظته حتى جاءه سيل حفر
آوى إلى قيعان واد فاستقر 
*
قبل الرياح وما يرى فيها كمين 
سيظل في قاع المسيل مدى دفين 
*
وتظل أزواد الفريق بلا حموله 
وتظل نوق القوم تنتظر الفحوله 
والظعن يقطن في الوهاد بلا رجوله 
*
والعيس يحدوها دليل التائهين 
يمضي بها لا يستكين ولا يلين
*
والقوم قد زرعوا سهولا بائره 
قد أودعوا فيها البذور النادره 
استجلبوها من بعيد فاتره
*
جذبوا لها الأموال من حين لحين
شغلوا بها فاستنفدوا الماء المعين 
*
لكن ريحا جلجلت فيها قوية