وقفة مع ذكرى قائد وبطل وإنسان

تأتي وتمضي الليالي وهي تستبق  *** لكن ذكراك مِلء الكون تنطبق
ذكراك صـــــدام ملء الكون يغمرنا *** من فيض ذكراك تاريخ به عبق
ذكرى عروبة ماض كان مؤتلقا *** لا الذل يكسوه لا الآلام لا النزق
وبين ذكرى وذكرى  لا تسل أبدا *** إذ كلنا في جحيم الذل نحتـــرق
نمـــــــوت بعدك آلافا مؤلفــــــة *** طورا جحيما وطورا موتُنا غرق
لكن ذكراك نحييهـــــــــا فتبعثنا *** بعثا جديدا به الأرواح تنعتق
****
كم كنت ظلا ونورا للذين غدو  ***  عن أرضهم يوم غاب الظل والشفق
كم كنت عزا منيعا  للذين هـــم... *** لا.. لن أعيد كلاما كاد يتســـق
كنا وكنت وكان المجد ثالثنــا  *** لا المجد يقضي ولا الآمال تنفتـــق
****
عود لذكراك وقت العز لحظته *** لما ادعوا أنهم –حاشاك– قد شنقوا
كم أرجفوا وقتها، كم قال قائلهم *** ما لا يقال.. وكم ساقوا وكم نعِقوا
لكن ربك يأبى –من جلالته- *** طمس الحقائق إذ تعلوا فتنطلق
إذ لحظة كنت بالمرصاد قلت لهم*** سحقا لكم أيها الأقزام...، فانسحقوا
وكنت نجما تلالا ملء ما وسعت *** تلك السماوات والآفاق تنطبق
وكنت ملء انبثاق الروح ملتحفا *** ثوب السكينة والإيمان ينبثق
إذ فاضت الروح في علياء جنتها *** فلا ارتجاف ولا خوف ولا قلق
ما مت إذ مت.. لا.. لا.. لم تمت أبدا *** إذ لا يموت ضياء وهو يأتلق
ذكراك صدام تاريخ وملحمة *** وقصة في شظايا الروح تلتصق
ذكراك في كل نفس عالَم وكما ***  تأتي وتمضي الليالي وهي تستبق 
تظل ذكراك ملأ الكون تنطبق