القاضي محمد عينين

سيرة ذاتية

الاسم واللقب: القاضي ولد محمد عينين

تاريخ ومحل الميلاد: 1971بملزم تيشط (مقاطعة مونكل) موريتانيا.

العنوان الإلكتروني: [email protected]

الهاتف/ والواتس آب: 0022246403045

 

الشهادات المتحصل عليها:

• 2001 شهادة الماجستير (دكتوراه السلك الثالث) في علوم الحياة من قسم علم الحيوان ZoologyDepartment (Biology Animal) بكلية العلوم في جامعة طرابلس (جامعة الفاتح سابقا)/ ليبيا.

• 1995 شهادة البكالوريوس في علوم الحياة من قسم علم الحيوان Zoology Department (Biology Animal) بكلية العلوم في جامعة طرابلس (جامعة الفاتح سابقا) / ليبيا.

• 1990 شهادة الباكالوريا ثانوية كيهيدي.

• 1987 شهادة الدروس الإعدادية.

 

السيرة الأدبية

• عضو اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين منذ سنة 2001.

• عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين 2012 ـ 2015

• عضو مؤسس ونائب رئيس منبر أدباء وكتاب موريتانيا 2017

• عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين 2021 حتى الآن.

 

الإصدارات:

• صدر له ديوان "أوجاع الطين" عن اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين سنة 2010.

• صدر له ديوان " الأسوار" عن مركز عماد قطري للإبداع والتنمية الثقافية (بمصر) سنة 2014. 

• صدر له ديوان "أوتار" عن دار النشر جسور (بانواكشوط) 2017.

• صدر له ديوان "أرماس السراب" عن الدار العالمية للنشر (بمصر) 2017..

• صدر له ديوان "أجفان الليل" عن الدار العالمية للنشر (بمصر) 2017.

• صدر له ديوان "ألحان الشروق" عن دائرة الثقافة بالشارقة 2021

• صدر له ديوان   أسفار الموتى عن الدار العالمية للنشر (بمصر) 2021

• صدر له ديوان العنقاء عن الدار العالمية للنشر (بمصر) 2021

• صدر له ديوان متن على الهامش عن الدار العالمية للنشر (بمصر) 2021

 

إنتاج غير منشور

• ديوانان من الشعر الفصيح

• ديوان تجميعي من المديح النبوي

• ديوان من الشعر العامي الحساني

 

الجوائز:

• فائز بالمرتبة الأولى (فئة الكبار) لمسابقة حراء الكبرى للمديح 2010 (مركز حراء التركي) بقصيدة "أسس البوح" (من ديوان أوجاع الطين).

• فائز بالمرتبة الأولى للشعر الفصيح بمسابقة المدن القديمة 2013 بمدينة تيشيت التاريخية عن قصيدة "درب المشاعل" (من ديوان أجفان الليل).

• فائز بالمرتبة الأولى في مسابقة الدواوين الفصيحة بمركز عماد قطري للإبداع والتنمية الثقافية بمصر 2014. عن ديوان "الأسوار".

• فائز بجائزة شنقيط للآداب والفنون لسنة 2020 (وهي أكبر جائزة أدبية في موريتانيا، ومن الجوائز الأدبية العربية المعروفة). وذلك عن ديوان "أجفان الليل".

 

المشاركات:

• شارك في فعاليات مهرجان عكاظ بالطائف (المملكة العربية السعودية). لسنة 2012.

• شارك في فعاليات مهرجان منظمة التعاون الإسلامي بالقاهرة من 03 حتى 08 فبراير 2019.

• شارك في عدة مهرجانات شعرية داخلية، كمهرجان موريتانيا الشعري، ومهرجانات اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، ومهرجانات بيت الشعر بانواكشوط.

• شارك بإحياء الكثير من الأماسي الشعرية الداخلية والخارجية.

 

لجان التحكيم

• عضو لجنة تحكيم مسابقة المدن القديمة للشعر الفصيح نسخة شنقيط سنة 2015.

• عضو أول مجلس خبراء بالإذاعة الثقافية التابعة لإذاعة موريتانيا المؤسس في يناير سنة 2021.

• عضو لجنة تحكيم مسابقة شاعر الرسول (قناة الموريتانية) نسخة 2021

• عضو لجنة تحكيم مسابقة الشعر بالملتقى الطلابي الثاني لتعزيز ثقافة الحوار والسلم الاجتماعي (الجامعة اللبنانية بانواكشوط)2021.

 

المنشورات:

• نشر في مجلة الثقافة التي تصدر عن وزارة الثقافة الموريتانية

• نشر في العديد من الجرائد الموريتانية والليبية

 

التكريمات

• كرم من المركز الثقافي المصري بانواكشوط، نيابة عن وزير التعليم العالي بجمهورية مصر العربية، سنة 2014.

• كرم من طرف إذاعة موريتانيا، سنة 2014. في حفل جائزة البردة.

• كرم من طرف التلفزيون الوطني (قناة الموريتانية) سنة 2015.

• كرم من طرف المركز الموريتاني للغة العربية

• كرم من طرف بيت الشعر (في المهرجان السنوي) سنة 2021.

 

والله ولي التوفيق

مَنْ أَنَا؟

هَـذَّبْتَ ضَعْفَ النَّفْـسِ بِالأَخْـــلاَقِ

حَــتَّى سَمَــتْ بِالسَّمْــتِ وَالأَذْوَاقِ

 

لَسْتُ الَّـذِي زَرَعَ الجَمَـــالَ بِتُرْبِهَــا

لَكِنَّـــكَ المَوْصُـــوفُ بِالإِعْتَـــــاقِ

 

أَعْتَقْتَـني مِـنْ بَعْـضِ سُــوءِ طَبَائِعِـي

طَهِّـرْ يَدِي مِن كُـلِّ رِجْـسِ البَاقِــي

 

سَقَطَتْ عَلَى كَفِّي الحُرُوفُ وَأَرْسَلَتْ

نَفْـــحَ النَّسِيـــمِ لِوَرْدَةِ العُشَّــــاقِ

 

وَهُنا بِمَـدِّ الحُبِّ أَفْــرِشُ خُضْــرَتِي

عَــبْرَ السُّمُــوِّ بِلَوْحَـــةِ الأَعْـــرَاقِ

 

لَسْتُ الَّذِي سَكَبَ الغُلُــوُّ صَفَــاءَهُ

حَـتىَّ يُرَى كَالدَّمْــعِ فِـي الأَحْــدَاقِ

 

لَسْتُ الَّذِي لِلْمَــوْتِ بَيْنَ حُـرُوفِـهِ

بَسْـــطَ السَّرِيــرِ وَلَـذَّةَ الإِنْفَـــاقِ

 

فِي جَبْهَـةِ الصَّحْــرَاءِ تَنْبُتُ ظُلْمَــةٌ

مِـنْ بَذْرِهَــا عَصْفٌ مِـنَ الإِمْــلاَقِ

 

وَبَقِيَّــةُ الأَلَــمِ القَــدِيـمِ وَأَنَّــــةٌ

ثَكْـلَى تَهُــزُّ مَعَـابِــدَ الإِحْـــرَاقِ

 

قَلَمِي الَّذِي سَكَبَ المُقَدَّسَ حَوْلَهَــا

حَــتىَّ تَحـسَّ بِبَرْدِ عَطْفِ السَّاقِــي

 

مَــاءٌ لِنَــارِ الحَـاقِدِيــنَ بِنَفْخَـــتيِ

وَسَــنًا يُنِــيرُ الـدَّرْبَ لِلْمُشْتَـــاقِ

 

رَسَمَ انْفِكَاكُ الْقَيْـدِ بَيْنَ شَفَائِفِــي

لَـوْنَ الحُقُـــولِ بِحَــدِّ فِكْــــرٍ رَاقِ

 

مَا دُسْتُ ظَهْرَ النَّائِمِينَ عَلَى الثَّـرَى

أَوْ صَفَّقَـتْ كَفِّــي مَــعَ الفُسَّـــاقِ

 

أَوْ صَافَحَتْ عَقْـلَ الجَبَابِـرِ فِكْــرَتيِ

أَوْ أَسْلَمَتْ رُوحِـي لِزَيْفِ الرَّاقِــي

 

فَالْفَاسِدُونَ عَلَى اخْتِـلاَفِ دُرُوبِهِـمْ

مِـنْ غَائِـرٍ فِــي دَهْــرِهِ أَوْ بَـاقْــيِ

 

كُــلٌّ بِثَــوْبِ القِطْــرِ دَثَّــرَ قَلْبَــهُ

حَـتىَّ ارْتَقَــى فِي صَفْــوَةِ السُّـرَّاقِ

 

حُجُبًـا تَمُجُّ الحَـقَّ رُغْمَ سُطُوعِــهِ ..

كَالطِّـينِ تَخْدَعُ فيِ حِمَى الإِغْـــرَاقِ

 

لَكِــنَّ لِـي أَمَــلاً يَمُــدُّ جَنَاحَـــهُ

لِلتَّـــائِـهِـــينَ بِنَسَمَــةِ الإِشْفَــاقِ

 

لِـي جُمُلَةٌ صَاغَتْ مَخَارِجَ حَرْفِهَــا

بَيْــنَ اهْتِــزَازِ الرَّعْــدِ وَالإِبْــرَاقِ

 

لِلنَّابِهِــينَ عَلَــى مَــدَارِجِ لَفْظِهَــا

خَيْــطٌ يَقُــودُ الصُّبْــحَ لِلإِشْــرَاقِ

 

وَالحَامِلِــينَ السُّقْــمَ بَينَ جَوَانِــحٍ

هَوْجَــاءَ بِالطُّرُقَــاتِ وَالأَسْـــوَاقِ

 

أَلِفٌ لِفَـرُطِ السَّبْقِ يَرْفَــعُ هَامَــهُ

بَيْــنَ الحُــرُوفِ بِسَلَّــةِ التَّرْيَــاقِ

 

مِنْ خَفْقَــةٍ لِلنَّهْـرِ بَيْنَ جَوَانِحِــي

وَغَـرَائِبِ الإِشْعَــاعِ فِـي الآفَـــاقِ

 

لِلْجَائِعِينَ عَلَى الضِّفَافِ وَتَحْتَهُـمْ

يَخْفَـى وَيَرْقُـدُ مُشْتَهَـى الأَطْبَــاقِ

 

لِلسَّائِرِيـنَ عَلَى الهُبُــوبِ بِحَرِّهَــا

لِلنَّـازِفِـــينَ بِظُلْمَـــةِ الأَنْفَــــاقِ

 

رَسْمِـي تَقَسَّـمَ كَالْبَسَاطَــةِ بَيْنَهُـمْ

حُـلُمًــــا يَشِيخُ بِسَـلَّـــةِ الأَرْزَاقِ

 

حَتَّى ارْتَوَى الظَّمْأَى بِنَزْفِ أَصَابِعِي

وَتَصَاغَــرَ الإِمْـلاَقُ مِـنْ إِغْــدَاقِي

 

وَتَوَزَّعَتْ بِالكُــلِّ سُمْــرَةُ خُبْــزَتيِ

رُغْـمَ امْتِــدَادِ الصَّيْفِ وَالإِرْهَــاقِ

 

سَأَظَـلُّ أَنْتَعِلُ الخُطُــوبَ إِلَى غَــدٍ

حَــــتىَّ أَرَاهُ بِـوَجْهِـــهِ الخَــــلاَّقِ

وجد

يجْرِي نَدَايَ عَلَى اخْضِرَارِ المَجْلِسِ

وَالعَقْــلُ يَسْـرِي بِالجَــوَارِ الخُنَّسِ

 

لَيْلِــي الَّذِي لِلْخَـالِدِيــنَ يَزُفُّـنِي

مُنْذُ القَـدِيمِ مَضَى بِخَيْبَـةِ مُفْلِــسِ

 

قِرَبًا حَمَلْتُ وَمَا تَأَرْجَحَ مَظْمَئِــي

عَبرَ الهَــوَى، إِلاَّ تَجَاسَـرَ يَحْتَسِـي

 

قَذَفَتْ بِوَجْدِكَ فِي الجَوَانِحِ نَفْخَــةٌ

وَالعَقْلُ يَهْــوِي فيِ قُيــودِ المَحْبِـسِ

 

مَاذَا هُنَـاكَ سِوَى الْتِفَاتَــةِ أَحْرُفِي

عَـبرَ النَّسِيـمِ، وَأَنَّـــةٍ لَـمْ تَنْبُــسِ

 

مُذْ جَنَّدَتْ رِيحُ العَوَاطِفِ فِي دَمِـي

خَفْقَ الفُــؤَادِ بِصُبْحِــهِ المُتَنَفِّــسِ

 

هَلْ لِلنَّدَى المَصْلُوبِ فَـوْقَ مِخَدَّتِـي

أُنْشُــودَةٌ تُتْلَــى لِغَـيرِ النَّرْجِــسِ؟

 

رَحْلِي تَفَطَّـرَ، مَـا المَــدَارِجُ فَوْقَــهُ

رَحْبٌ يَضِيـقُ، وَمِشْعَلِي لم يَيْــأَسِ

 

كُنَّـا هُنَــاكَ عَلَى شَوَاطِئِ صَمْتِنَــا

فِي القَائِمِينَ عَلَى ارْتِقَـاءِ السُّنْدُسِ

 

فِي جَنــةِ الخُلْـدِ التِـي يَعْلُــو بِهَــا

مَجْـدُ الضِّيَّـاءِ، إِذِ النَّفَائِسُ تَكْتَسِي

 

يَـا رَفْرَفًــا لِاثْنَـينِ، عَلَّــقَ رُوحَــهُ

بِالعَــالَمِ السِّحْــرِي كَالمُتَـوَجِّــسِ

 

غَاصَــا عَرَايـا، لاَ ارْتــوَاءَ غِوَايــةٍ

فِـي مَرْقَـصٍ طَـاغٍ بِشَـدْوٍ أَخْــرَسِ

 

لَمْ يَقْبِضَـا أَثَـرًا يَخُــورُ بِـهِ الهَـوَى

كُــلٌّ تَصَلَّـبَ بِاللَّهِيـبِ المُهْـــوِسِ

 

جـــلاَّدُهُ ظَمَــأٌ يُجَـــاوِرُ جَمْـــرَهُ

وَيُحِيطُـهُ أَلَــمُ المُـقَــامِ الأَتْـعَــسِ

 

النَّـارُ تَلْهَثُ بِالعُــرُوقِ تَرَصَّــدَتْ

قُرْبَـانَ شَـوْقٍ فِي القُلُـوبِ مُكَـدَّسِ

 

وَقَــدَاسَــةُ الأَرْوَاحِ تَحْجُبُ ثَــوْرَةَ

بِمُدَنَّـسٍ يَغْفُــو بِعَـــينِ مُـدَنــسِ

 

فَأَتَـى جِـرَابُ المَــدِّ قَــدْرًا مِثْلَمَــا

يَأْتيِ مِـنَ الأَمْــوَاجِ نَقْـرُ النَّــوْرَسِ

نُورُ الخُطَى

ها قَدْ وَقَفْتُ بِبَابِ مَدْحِكَ أَجْـرَدْ

إِنّ الوُقُـوفَ بِظِـلِّ صَفْـوِكَ أَسْعَـدْ

 

تهفُــو لَكَ الأَقْــلاَمُ بيـن أَنَامِلِـي

وَالحِـبرُ غـرد فِـي بياضك يصعَـدْ

 

هَلْ كُنْتُ فِـي سَفَهٍ لأزْجُـرَ مَدَّهَـا

وَالحَـرْفُ يَذْكُـرُ أَنَّ نَبْعَـكَ أَبْـرَدْ؟

 

الأَرْضُ تُنْبِتُ مِـنْ خُطَـاكَ تَوَلُّهـا

جَعَـلَ التَّنَـزُّهَ فِـي رُبُوعِكَ أَجْـوَدْ

 

أَنْتَ السَّمَـاءُ، إِلَيْكَ أَرْفَعُ أَحْرُفِـي

شَوْقًـا تَجَسَّـدَ حَيْثُ يَهْتِفُ مُقْعَـدْ

 

مَـا لِلْحَقِيقَــةِ حِينَ بَشَّـرَ قَدْحُهَـا

مِنْ فَجْرِ بَعْثِكَ فِي العَوَالمِ تُجْلَـدْ؟

 

أَعْيَتْ مِن الكَيْـدِ العَظِيـمِ عُتَاتَـهُ

حَتّـى تَوَسّــعَ لِلْهِدَايَــةِ مَشْهَــدْ

 

أَ لأَنَّكَ الصُّبحُ المُضاحِكُ فيِ الرُّبَى

لَـوْنَ الزُّهُـورِ ـ تنفســا ـ فَتَعَـدَّدْ؟

 

أَمْ أَنَّـكَ الشَّـــوْقُ الذِي يَجْتَــرُّهُ

نَبْضُ القُلُـوبِ وَرُوحُــهُ تَتَجَـدَّدْ؟

 

أَمْ صَفْوُكَ المِسْـكُ الزَّكِـيُّ أَرِيجُـهُ

كُــلُّ الرِّئَــاتِ بِنَفْحِــهِ تَتَمَــدَّدْ

 

تُرْسِي السُّطُورُ عَلَى الصَّحَائِفِ نُورَهَا

مِنْ عِطْـرِ ذِكْــرِكَ، وَالـرُّؤَى تَتَـوَرَّدْ

 

رُوحِي وَرَبِّ العَـرْشِ تَشْهَدُ بِالذِي

عَبـرَ الأَمِـينِ إِلَـى فُـؤَادِكَ مُسْنَــدْ

 

يَا مَنْ قَطَعْتَ عَلَى سَبِيلِكَ مَوْقِـدًا

وَالكُلُّ يُمسِكُ فِـي العِبَـادَةِ مِقْـوَدْ

 

كَانَتْ أَكُفُّ الزُّورِ تَجمَـعُ قَطْفَهَـا

وَالصَّخْـرُ أَظْلَمَ فِـي المَنَازِلِ يُعبَـدْ

 

ظُلْـمٌ يَمُـدُّ عَلَـى البَرِيَّــةِ جَمـرَهُ

كُــلُّ الصُّـدُورِ بِغَمْــرِهِ تَتَنَهَّـــدْ

 

لم يَجْحَـدُوكَ وَأَنْتَ كُنْتَ أَمِينَهُـمْ

وَالآيُ جَـاءَ عَلَى الأَمَانَـةِ يَشْهَــدْ

 

لَكِنَّمَــا بِالمَــاءِ .. كَـذَّبَ طِينُهُـمْ

مَـا إِنْ أُرِيدَ إِلَـى الجَنَـائِنِ يَرْتَـدْ

 

هَـلْ جَـرَّدَ التَّارِيـخُ وَجْهَ حَقِيقَـةٍ

مِثْلَ الَّتِـي جَعَلَتْ حِـرَى تَتَفَـرَّدْ؟

 

أَمْ أَسْبَلَ الإِحْسَــانُ قَبْلَكَ نُضْـرَةً

فِـي صَرْحِهَـا وَجْهُ الحَيَــاةِ مُمَـرَّدْ

 

الأَرْضُ تَدْفَعُ عَنْ خُطَى النُّورِ الذِي

يَسْعَـى لِيَثْـرِبَ وَالصَّدَى يَتَوَحَّـدْ

 

السَّابِقُـونَ نَصَبْتَ مِصْعَدَ سَبْقِهِـمْ

وَالنَّاصِـرُونَ لَهُـمْ تَجَهَّـزَ مِصْعَــدْ

 

وَخَـوَارِقُ الأَكْـوَانِ تُبْهِتُ مَنْ رَأَى

وَالمُعْجِـزَاتُ مَـعَ الرِّسَـالَةِ تَحْتَـدْ

 

تَرْنُو لَكَ الأَعْنَـاقُ تَسْتَبِقُ النَّـدَى

وَالرِّيـقُ أَوْشَـكَ بِالحَنَاجِـرِ يَنْفَـدْ

 

اللَّيْـلُ يَقْفُــو لِلسُّطُــوعِ مَنَــازِلاً

كُلُّ النُّجُـومِ عَلَى المَوَاقِـعِ تُرْصَـدْ

 

فَرَفَعْتَ مِنْ رُتَبِ الدُّعَـاءِ، فَأَقْبَلَتْ

جُنْــدُ السَّمَــاءِ سُيُوفُهَــا تَتَوَقَّــدْ

 

حَتَّـى نَثَرْتَ عَلَى الرِّمَـالِ بَشَائِـرًا

ظَـلَّ العَمَـى فِـي وَهْجِهَــا يَتَبَـدَّدْ

 

يَا مُلْبِسَ الصَّلْصَـالِ فِـي عَتَمَاتِـهِ

حُلَـلاً غَــدَا مِـنْ نُورِهَــا يَتَعَبَّـدْ

 

تَسْعَى عَلَى دَرْبِ الشُّعُـورِ فَيُبْتَنَـى

فِــي كُــلِّ قَلْبٍ بِالإِنَــارَةِ مَعْبَــدْ

 

صَمْتُ المَنَــارَةِ يَسْتَجِــيرُ بِرَبِّهَــا

وَالرُّكْــنُ أَقْبَــلَ نَحْـــوَهُ يَتَــوَدَّدْ

 

أَوْجَفْتَ بِالإِشْرَاقِ تَقْذِفُ مَا مَضَى

وَجَعَلْتَ بِالإِبْلاَجِ يُغْـرَسُ أَرْشَــدْ

 

مَـا لِلْعُقُولِ تَلُـوكُ مُوحِشَ غصَّـةٍ

وَالمُـزْنُ أَبْيَضُ فِـي المَرَابِـعِ يَمتَـدْ!

 

يَـا رَحْمَــةً لِلْعَـالَمِــينَ تَنَـزَّلَتْ

وَقُطُـوف دَهْـرٍ لِلْمَحَامِـدِ تُقْصَـدْ

 

الخَـيْرُ يُجْمَـعُ فِـي يَمِينِكَ رُزْمَــةً

وَالمَكْرُمَـاتُ عَلَـى سَبِيلِكَ أَحْمَـدْ

 

أَوْدَعْتَ فِـي نُسُـجِ الهَشَاشَـةِ قُـوَّةً

وَإِضَـاءَةً كَـانَتْ بِلَفْظِـكَ تُحْشَـدْ

 

وَمَزَجْتَ مَرْكَزَهَا القَدِيمَ بِحِكْمَـةٍ

فَإِذَا الهُـدَى مِنْ بَعْدِ مَزْجِكَ أَمْـرَدْ

 

بِكَ سَيِّـدِي لِلْكَــوْنِ أَجْمَـلُ قُبَّـةٍ

وَالكَائِنَــاتُ بِظِلِّهَـــا تَتَهَجَّـــدْ

 

يَـا أَرْفَـعَ الخُلَصَـاءِ نُورُكَ يَرْتَقِـي

مِلْء القُلُـوبِ، وَصَرْحُ دَرْبِكَ مُفْرَدْ