مَنْ أَنَا؟

هَـذَّبْتَ ضَعْفَ النَّفْـسِ بِالأَخْـــلاَقِ

حَــتَّى سَمَــتْ بِالسَّمْــتِ وَالأَذْوَاقِ

 

لَسْتُ الَّـذِي زَرَعَ الجَمَـــالَ بِتُرْبِهَــا

لَكِنَّـــكَ المَوْصُـــوفُ بِالإِعْتَـــــاقِ

 

أَعْتَقْتَـني مِـنْ بَعْـضِ سُــوءِ طَبَائِعِـي

طَهِّـرْ يَدِي مِن كُـلِّ رِجْـسِ البَاقِــي

 

سَقَطَتْ عَلَى كَفِّي الحُرُوفُ وَأَرْسَلَتْ

نَفْـــحَ النَّسِيـــمِ لِوَرْدَةِ العُشَّــــاقِ

 

وَهُنا بِمَـدِّ الحُبِّ أَفْــرِشُ خُضْــرَتِي

عَــبْرَ السُّمُــوِّ بِلَوْحَـــةِ الأَعْـــرَاقِ

 

لَسْتُ الَّذِي سَكَبَ الغُلُــوُّ صَفَــاءَهُ

حَـتىَّ يُرَى كَالدَّمْــعِ فِـي الأَحْــدَاقِ

 

لَسْتُ الَّذِي لِلْمَــوْتِ بَيْنَ حُـرُوفِـهِ

بَسْـــطَ السَّرِيــرِ وَلَـذَّةَ الإِنْفَـــاقِ

 

فِي جَبْهَـةِ الصَّحْــرَاءِ تَنْبُتُ ظُلْمَــةٌ

مِـنْ بَذْرِهَــا عَصْفٌ مِـنَ الإِمْــلاَقِ

 

وَبَقِيَّــةُ الأَلَــمِ القَــدِيـمِ وَأَنَّــــةٌ

ثَكْـلَى تَهُــزُّ مَعَـابِــدَ الإِحْـــرَاقِ

 

قَلَمِي الَّذِي سَكَبَ المُقَدَّسَ حَوْلَهَــا

حَــتىَّ تَحـسَّ بِبَرْدِ عَطْفِ السَّاقِــي

 

مَــاءٌ لِنَــارِ الحَـاقِدِيــنَ بِنَفْخَـــتيِ

وَسَــنًا يُنِــيرُ الـدَّرْبَ لِلْمُشْتَـــاقِ

 

رَسَمَ انْفِكَاكُ الْقَيْـدِ بَيْنَ شَفَائِفِــي

لَـوْنَ الحُقُـــولِ بِحَــدِّ فِكْــــرٍ رَاقِ

 

مَا دُسْتُ ظَهْرَ النَّائِمِينَ عَلَى الثَّـرَى

أَوْ صَفَّقَـتْ كَفِّــي مَــعَ الفُسَّـــاقِ

 

أَوْ صَافَحَتْ عَقْـلَ الجَبَابِـرِ فِكْــرَتيِ

أَوْ أَسْلَمَتْ رُوحِـي لِزَيْفِ الرَّاقِــي

 

فَالْفَاسِدُونَ عَلَى اخْتِـلاَفِ دُرُوبِهِـمْ

مِـنْ غَائِـرٍ فِــي دَهْــرِهِ أَوْ بَـاقْــيِ

 

كُــلٌّ بِثَــوْبِ القِطْــرِ دَثَّــرَ قَلْبَــهُ

حَـتىَّ ارْتَقَــى فِي صَفْــوَةِ السُّـرَّاقِ

 

حُجُبًـا تَمُجُّ الحَـقَّ رُغْمَ سُطُوعِــهِ ..

كَالطِّـينِ تَخْدَعُ فيِ حِمَى الإِغْـــرَاقِ

 

لَكِــنَّ لِـي أَمَــلاً يَمُــدُّ جَنَاحَـــهُ

لِلتَّـــائِـهِـــينَ بِنَسَمَــةِ الإِشْفَــاقِ

 

لِـي جُمُلَةٌ صَاغَتْ مَخَارِجَ حَرْفِهَــا

بَيْــنَ اهْتِــزَازِ الرَّعْــدِ وَالإِبْــرَاقِ

 

لِلنَّابِهِــينَ عَلَــى مَــدَارِجِ لَفْظِهَــا

خَيْــطٌ يَقُــودُ الصُّبْــحَ لِلإِشْــرَاقِ

 

وَالحَامِلِــينَ السُّقْــمَ بَينَ جَوَانِــحٍ

هَوْجَــاءَ بِالطُّرُقَــاتِ وَالأَسْـــوَاقِ

 

أَلِفٌ لِفَـرُطِ السَّبْقِ يَرْفَــعُ هَامَــهُ

بَيْــنَ الحُــرُوفِ بِسَلَّــةِ التَّرْيَــاقِ

 

مِنْ خَفْقَــةٍ لِلنَّهْـرِ بَيْنَ جَوَانِحِــي

وَغَـرَائِبِ الإِشْعَــاعِ فِـي الآفَـــاقِ

 

لِلْجَائِعِينَ عَلَى الضِّفَافِ وَتَحْتَهُـمْ

يَخْفَـى وَيَرْقُـدُ مُشْتَهَـى الأَطْبَــاقِ

 

لِلسَّائِرِيـنَ عَلَى الهُبُــوبِ بِحَرِّهَــا

لِلنَّـازِفِـــينَ بِظُلْمَـــةِ الأَنْفَــــاقِ

 

رَسْمِـي تَقَسَّـمَ كَالْبَسَاطَــةِ بَيْنَهُـمْ

حُـلُمًــــا يَشِيخُ بِسَـلَّـــةِ الأَرْزَاقِ

 

حَتَّى ارْتَوَى الظَّمْأَى بِنَزْفِ أَصَابِعِي

وَتَصَاغَــرَ الإِمْـلاَقُ مِـنْ إِغْــدَاقِي

 

وَتَوَزَّعَتْ بِالكُــلِّ سُمْــرَةُ خُبْــزَتيِ

رُغْـمَ امْتِــدَادِ الصَّيْفِ وَالإِرْهَــاقِ

 

سَأَظَـلُّ أَنْتَعِلُ الخُطُــوبَ إِلَى غَــدٍ

حَــــتىَّ أَرَاهُ بِـوَجْهِـــهِ الخَــــلاَّقِ